سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.
(Saeid Allam)
الحوار المتمدن-العدد: 6592 - 2020 / 6 / 13 - 04:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ايها الاصدقاء الطيبون، انها عقيدة "الحرب على الارهاب"، والتى لا تعنى سوى قمع اى حركة تمرد ضد اى جزء من الة العولمة العملاقة التى يتم دمج الجميع فيها قسراً، واى مقاومة للاخضاع القسرى هو "ارهاب" وفقاً لتعريف اليمين العالمى الحاكم، ان انتقال الجيش الامريكى لقمع مظاهرات الشعب الامريكى، هو تحقيق للمرحلة الاعلى، مرحلة "تغيير العقيده العسكرية" للجيش الامريكى الى "الحرب على الارهاب" الداخى كما كانت ضد الخارجى!، انها ارادة اليمين العالمى الحاكم، وليست ارادة خاصة بترامب الذى لم يكن من باب الصدفة ان يوصف هذه المظاهرات بأنها "ارهاب محلى"، ترامب مجرد منفذ وشريك صغير جداً فى مجلس ادارة عالم اليوم، وطاعته لهم واجبة، وهى فى نفس الوقت شرط نجاحه "المؤكد" فى الانتخابات القادمة ..
اما تصريحات القادة العسكريين لاقوى جيش استعمارى فى التاريخ، مصدر الفخر لاصدقائنا المحللين الطيبين، فهى اما تعود الى عدم ادراك منهم لتتطورات اللحظة التاريخية الراهنة والتى تستدعى دور داخلى للجيش فى امريكا كما فى اى دولة اخرى، انها "الحرب العالمية على الارهاب"، (وهنا من المناسب تذكر المقابلة التلفزيونية للواء احمد وصفى مع المذيع عمرو اديب ابان 3 يوليو 2013، بل ومن المناسب يضاً، تذكر موقف العديد من المحللين السياسين المدنيين الطيبين فى نفس الفترة!) ..
يبدو ان اصدقائنا الطيبين قد نسوا ان هؤلاء القادة العسكريين الامريكان، مصدر فخرهم، هم انفسهم قادة وورثة قادة ابشع مجازر لاقوى استعمار فى التاريخ، منذ زمن ما قبل مجازر ابادة الامريكيين الاصليين، ومذابح فيتنام، وحتى من بعد زمن مجازر افغانستان ومآسى تدمير بشر وحضارة العراق، ومجازرهم ومؤامراتهم وانقلاباتهم ضد رادة الشعوب والمستمرة حتى اليوم، وحصاد قتلاهم بالملايين ..
واما الاحتمال الاخر لتصريحات هؤلاء القادة العسكريين هذه، انها جزء من عملية تضليل اوسع لامتصاص غضب الشعب، وفقاً لسلاح القتل الثلاثى البطئ "التضليل/ الالهاء/ الخداع"، والتى لم تكن الجنازة الهائلة المهيبة المبالغ فيها بشدة للمواطن الامريكى المقتول بوحشية على ايدى الشرطة، وذهاب كباراعضاء الكونجرس حتى من الجمهوريين لتقديم واجب العزاء لاسرة المواطن الامريكى المقتول، سوى جزء من هذه الخطة المفضوحة لامتصاص غضب الناس، والتى يشارك فيها الحزب الديمقراطى جنباً الى جنب مع الحزب الجمهورى، على طريقة "انا واخويا على ابن عمى .."!.
#سعيد_علام (هاشتاغ)
Saeid_Allam#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟