أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حجي - الدنيا دار اختبار، لكَ فيها حرِّيّة الاختيار














المزيد.....

الدنيا دار اختبار، لكَ فيها حرِّيّة الاختيار


مصطفى حجي
كاتب وناقِد

(Mustafa Hajee / Mustafa Alhaji)


الحوار المتمدن-العدد: 6591 - 2020 / 6 / 12 - 10:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول قائل: "إنَّ الله خَلَق الدنيا دار اختبار وامتحان، ومنحك حرِّيّة الاختيار فيما تفعل فيها فأنت حر...
لكن إذا أردتَ أنْ تفعل فيها ما لا يُريده الله فسيغضب منكَ وسيشويكَ في الجحيم إلى الأبد!!!"...

وهنا دعوني أَسأل: ما قيمة حريّة الاختيار إذا كانت ممارستها قد تجلب في بعض حالاتها عواقبًا غير ضروريّة؟، أليس مِن بديهيّات حريّة الاختيار أنْ يُعرض عليَّ العقد بشروطه وقواعده قبل أنْ أقبل به وأوَقِّع عليه، أنْ يَتمَّ عرض خيارات [تجربة الاختبار] عليَّ قبل بدايتها كي أقبل الخوض فيها أو أرفض الخوض؟
ربَّما إنْ كان ذلك لقلتُ: أعتذر، أنا لا أريد الدخول في تلك المدرسة ولا أرغب بتقديم الامتحان فيها، لا أريد أنْ أخوض بالتجربة... حريَّتي تقول أنّي أريد العدم، لا أريد الوجود.

مِن هذا يَتوضَّح لنا عدم صحّة نظريّة أنّنا مخيَّرون مِنْ عند الإله فالفكرة مِن الأساس لم يتم عرضها علينا كي نقبل بها أو نرفضها، بالتالي هي فُرِضتْ علينا فرضًا دون اختيار منَّا.
(إذا فسدت البداية والانطلاقة فستفسد الفكرة بأكملها).

هذا بالنِّسبة لموضوع حريَّة الاختيار والإرادة الحرَّة، أمّا عن فكرة أنَّ الدُّنيا دار امتحان واختبار فخُذ التَّالي:

لِنحاول تبسيط صورة هذا الاختبار ولنطرح إجراءاته ونتصوّرها وعلى هذا الأساس نحكم عليه إنْ كان اختبارًا عادلًا أم لا.

-- مدَّة الامتحان غير منصفة للجميع فالبعض يأخذ حظَّه مِنَ الوقت في الإجابة، والبعض الآخر تُسحب منه ورقة الامتحان قبل أنْ تتسنّى له فرصة الإجابة...
(إنَّ مِن شروط الاختبار العادل أنْ تُعطى نفس المدَّة للجميع، لكن هذا لا يحدث في الدُّنيا فمِنَ الناس مَنْ يعيش عشرين أو ثلاثين سنة، ومنهم مَنْ يتجاوز السَّبعين والثَّمانين، منهم يعيش عمرًا أقل، ومنهم أكثر).

-- معظم الطلَّاب يُذاكرون ليَجدوا في النهاية أنَّهم كانوا يَستذكرون دروسهم خارج المنهج المقَّرر دون أنْ يَعلَموا أنَّ مناهجهم ملغيَّة فيرسبون إثْر هذا...
(معظم النَّاس يُولَدون على دينٍ غير الإسلام «ويظنّون أنّه الدِّين الحق» فيعملون بتعاليمه ويلتزمون قوانينه ويفعلون المقبول فيه ويَتجنَّبون المكروه، ثُمَّ بعد مماتهم يتفاجؤون بأنَّ دينهم لَمْ يَكُن الصحيح وقد كانوا على ضلال «رغم ظنّهم في دنياهم أنّه الحق» فيُرسَلون إلى الجحيم).

-- بعض الطَلَبة توفَّرتْ لهم فُرص ذهبيّة للمذاكرة والاستيعاب، وتَلَبَّتْ لهم كل أدوات المساعدة وبالتالي يكونون قد حصلوا على فرصة تُسهِّل عليهم تقديم الامتحان، ثمَّ يُمتَحنون في غُرفٍ نظيفةٍ مكيَّفة، والبعض الآخر من الطَلَبة يذاكرون في إسطبلٍ للخيول أو في مستودعٍ للخردة دون أيَّة أداة للمساعدة وتحت أقصى الظروف صعوبة...
(مِنَ النّاس مَنْ يُولَد على الإسلام «الدِّين الحق» ويعمل به ويبقى عليه، بالتَّالي تكون فرصة دخوله للجنَّة عالية في الآخرة، ومنهم مَنْ يُولَد على غير الإسلام كما أسلَفنا ويبقى عليه ظنًّا منه أنَّ دينه الموروث هو الدِّين الصحيح، فيَتعبَّد به وغالبًا لن تَسنح له فرصة دراسة الإسلام والاطّلاع عليه ومِنْ ثُمَّ يَقتنع به ويَعتنقه كي يَحظى بالجنّة، بل إنَّ منهم مَنْ لم يسمع بالإسلام قَطْ فيرسب نهايةً في الامتحان فيُعاقَب بالنار).

أيضًا أودُّ أنْ ألفت النَّظر إلى أمرٍ آخر...

مِنَ النّاس مَنْ يُولَد في دولة غنيّة متقدِّمة وفي عائلة مُقتَدرة، بالتالي يَحصل على جميع حقوقه في الحياة ويعيش بأفضل صورة، ويُحقِّق جميع ما يَطمح إليه...
على الطرف الآخر مِنَ النّاس مَن يُولَد في دولة متأخِّرة غارقة في التَّخلُّف، وفي عائلة فقيرة محكومة بعادات وتقاليد عفى عليها الزَّمن، لا يحصل على أبسط حقوقه، لا هدف له في الحياة سِوى تأمين لقمه عيشه، منهم مَنْ يكونُ عبدًا لمجتمعه وأهله فلا يَملك قرارًا مستقلًّا يَخصُّه (كالإناث اللواتي لا يحظَينَ على نفس فُرص الذُّكور).

حسب المعطيات السَّابقة نرى أنَّ اختبار الدُّنيا ليس اختبارًا منصفًا عادلًا؛ ذلك لأنَّ مِنْ شروط الاختبار العادل أنْ تُعطى نفس الفُرَص للجميع في الظروف ذاتِها، وهذا ما لا يحدث في الدُّنيا مِمَّا يُعطِي الحقَّ لنا بالتَّساؤل هنا:

ما ذنب مَن حظِيَ بعمرٍ أقلَّ مِن غيره في دنياه واختباره (عاش سنينًا أقل)؟.

ما ذنب مَن يُولَد على غير الإسلام في بيئة غير إسلاميّة، ممَّا يجعله ذو فرصةٍ ضعيفة ضئيلة بعيدًا عن «الدِّين الحق»، ولِماذا يوجَد غيره يكونُ قد وُلِدَ على الإسلام وأورث له المجتمع هذا الدِّين ممَّا يجعله يحظى بفرصة أفضل؟

هل هذا اختبار عادل حقًّا؟! هل جميع النّاسِ يعيشون نفس الظُّروف ويحصلون على ذاتِ الفُرص؟.

اختبار عادل!!!
- لا أظن هذا -

تحيّاتي.



#مصطفى_حجي (هاشتاغ)       Mustafa_Hajee_/_Mustafa_Alhaji#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإلحاد: مُسَوِّغ نبذ الله .. الجزء الثّاني
- الإلحاد: مُسَوِّغ نبذ الله .. الجزء الأوَّل
- عندما قرَّر الله أن يخلق الكون
- كنصيحة منّي أنا الإنسانُ الفقير إلى العلم
- مِنْ أجلِ أنْ تَرى الواقع
- ردًّا على السؤال المتكرِّر : -لماذا أنتقد الإسلام دون بقيَّة ...
- مسيلمة رحمن اليمامة، وما أدراك ما الرحمن... الجزء الرابع وال ...
- مسيلمة رحمن اليمامة... وما أدراك ما الرحمن !. الجزء الثالث
- مسيلمة... رحمن اليمامة، وما أدراك ما الرحمن. الجزء الثاني
- مسيلمة... رحمن اليمامة، وما أدراك ما الرحمن
- فَنُّ صِنَاعَةِ الإِعجَاز
- قرآن محمّد وشِعر أميّة بن أبي الصلت
- هل الله يتحكم بمشيئة البشر أم البشر هم من يتحكمون بمشيئة الل ...
- القرآن والله وقضيّة علم الغيب ... -عَجَبَاً-
- الإله كلّي العجز ... أخي المؤمن لا تستسلم
- في نفي وجود الإله
- التحدي الفاشل -فأتوا بسورة من مثله-
- خواطر شخص لا ديني قد لا تفيد ، لكنها لن تضر
- يا من تؤمن بإلهك ... انظر إلى الآلهة القديمة


المزيد.....




- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
- العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق ...
- المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة
- عبود حول تشكيلة الحكومة السورية الجديدة: غلبت التوقعات وكنت ...
- بقائي: يوم الجمهورية الإسلامية رمز لإرادة الإيرانيين التاريخ ...
- الخارجية الايرانية: يوم الجمهورية الإسلامية تجسيد لعزيمة الش ...
- الملك المغربي يعفو عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة قيادة ش ...
- بكين: إعادة التوحيد مع تايوان أمر لا يمكن إيقافه
- العالم الاسلامي.. تقاليد وعادات متوارثة في عيد الفطر المبارك ...
- اتصالات هاتفية بين الرئيس الإيراني وقادة الدول الإسلامية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حجي - الدنيا دار اختبار، لكَ فيها حرِّيّة الاختيار