أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الرحمن الآنسي - ما الحل .. العلمانية أم الأديان ؟














المزيد.....


ما الحل .. العلمانية أم الأديان ؟


عبد الرحمن الآنسي
مؤلف روائي يمني .

(Abdulrahman Al-anesi)


الحوار المتمدن-العدد: 6590 - 2020 / 6 / 11 - 19:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقولون أنه لا يحق لنا أن نتكلم في قضايا الدين، لأنها ليست من تخصصنا.
أعجب لقولهم، كيف تحكموننا باسم الدين، وتقتلونا باسم الدين، وتنهبون أموالنا وتنكدون علينا في عيشنا باسم الدين، وعندما نريد إخباركم بأن الدين الذي نراه حاليًا لم يعد الدين الذي نزل به جبريل على سيدنا محمد شرعتم تتشدقون بالكلام، فوصفتمونا بأننا الجهلاء وأنتم العلماء، وأننا من أسأنا الفهم وما فهم الصحيح من العلم والدين غيركم، ولكن بالمختصر المفيد، لم تعد الأديان هي الحل للشعوب، وخصوصًا العربية منها.

للأسف الشديد، فالعرب والمسلمون يتعاملون مع الإسلام عاطفيًا، في حين لابد أن يعرفوا أن الأديان ليست قضية عاطفية حتى ندافع عن صحيحها وخطأها بكل ما أوتينا من جهل.

دعني أحكي لك نادرة من نوادر تغفيل الشعوب باسم الدين. قبل فترة قرأت عن حياة المفكر والفيلسوف والسياسي المصري أحمد لطفي السيد، ومما أضحكني وأبكاني هو عندما ترشح لعضوية البرلمان في مصر، فقام منافسه بحيلة طريفة، حيث بدأ يجوب القرى معلنًا أن أحمد لطفي السيد ديمقراطي والعياذ بالله. طبعًا وقتها لم يكن الكثير يعرف ما معنى الديمقراطية، فبدأ السامعون يرددون التعويذات من هذا المصطلح الذي ربما يخرجون بسببه من الدين. استغل منافس لطفي الموقف وبدأ يذيع في الناس أنه من أراد اعتناق الديمقراطية وترك الإسلام فهو وشأنه، وقد أعذر من أنذر. حضرأحمد لطفي السيد المؤتمر وبدأ الناس أسئلتهم ومن ضمنها "هل أنت ديمقراطي؟" فأجابهم بكل هدوء وثقة "نعم .. أنا ديمقراطي وسأضل مؤمنًا بالديمقراطية حتى آخر عمري" . لا علينا فيما بعد إن فاز الرجل أم لا، ولكن مربط الفرس هو هل لاحظت ردة فعل الناس تجاه مصطلح الديمقراطية؟ نشرت قبل فترة على حسابي في فيسبوك منشور عن العلمانية، لأتفاجأ بأناس كفّرتني، وآخرون يتعوذون من الشيطان وكأني ارتكبت جرمًا، والذي يقول "أتريد أن تدخلنا دينًا لا يليق بنا".
الحكاية هي نفس قصة أحمد لطفي السيد، وشئنا أم أبينا سيأتي اليوم الذي تحكم فيه العلمانية الدول المسلمة وباسم الإسلام، وسيصبح جيلنا حينها نادرة من نوادر الزمن.

- هل كل علماني كافر؟ أو بصيغة أخرى .. هل العلماني ليس مسلمًا؟

لو نزلت الشارع العربي وسألت هذا السؤال، ستجد ردود كثير تقول"العلماني ليس مسلمًا" يا سبحان الله، لقد أصبح من يمجد العلم ويسعى للتقدم كافرًا حتى وإن اتبع الدين الحنيف فصلى وصام، بينما الذي يقتل وينهب ويفتي بغير علم هو المسلم الحقيقي.

لو طفت البلدان العربية بلدًا تلو آخر لوجدت أن الدين هو العنصر الأساسي في شكم الشعوب ونهبها وتسخيرها ضد نفسها، بل وسببًا رئيسيًا في تقهقرها. لو نظرت مثلًا إلى اليمن لوجدت الآلاف من الأبرياء يقتلون من أجل من يسمون أنفسهم "أنصار الله " تشردت العائلات، وترملت النساء وضاعت البلاد كلها من أجل الانتقام للحسين الذي قتل قبل مئات السنين. أي مغفلون نحن حتى صرنا نؤمن بمثل هذه الأفكار.! ألا ترون أن العلمانية أصبحت ضرورة من ضرورات الحياة؟ ألهذا الحد يستهزئون بعقولنا؟ مرةً يقولون أنهم يقاتلون الكفار ويقتلونا نحن اليمنيين المسلمين، ثم يقولون أنهم يرهبون أعداء الله اليهود بالسلاح ولا يرهبون سوانا اليمنيين، يقولون أنهم يخططون لتدمير دول الغرب ولا تدمر سوى بلداننا المسلمة.
فكّر معي، ماذا لو أن العلمانية تحكم بلدًا مثل اليمن، هل كان بمقدورهم تبني هذه الأفكار والعيث في البلد فسادا؟ أقسم أنهم لن يستطيعون البته، لكن للأسف عواطفنا تجاه الدين أعمت عقولنا.

أخيرًا، ما أنا إلا شخص يتألم لحال بلداننا العربية وما آلت إليه من التخلف في العقول والتقهقر في الحضارة، وكل ما أتمناه هو أن تصحو الشعوب لتخبر الانتهازيين بأن الدين ليس وسيلة للحكم، وأنه مبدأً روحانيًا وجد ليكون بين العبد وربه، وليس بين الدولة والشعب، وأنه لا يحق لأحد أن يتنمر على الآخر وينهبه باسم الدين وإن أفتاه ألف شيخ وشيخ.

المصادر:
http://www.alanesi.net/2019/05/blog-post_15.html



#عبد_الرحمن_الآنسي (هاشتاغ)       Abdulrahman_Al-anesi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمنيون وأسطورة سيزف


المزيد.....




- حماس: اقتحام بن غفير المسجد الأقصى انتهاك جديد وخطير
- الرئيس الايراني: لو كان المسلمون متحدين لما تجرأت -اسرائيل- ...
- حماس: اقتحام بن غفير المسجد الأقصى انتهاك جديد وخطير
- وجهاء الطائفة العلوية في حمص يصدرون بيانا إلى أهالي المحافظة ...
- وزير الامن المتطرف بن غفير يقتحم الاقصى بأول ايام -عيد الانو ...
- عاجل | مصادر للجزيرة: وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن ...
- لأول مرة منذ 50 عاما.. مسيحيو دمشق يحتفلون بالميلاد من دون ح ...
- دعوات مقدسية للرباط في المسجد الاقصى وصد اقتحامات المستوطنين ...
- الاحتلال يستدعي سفير الفاتيكان بعد تصريحات البابا عن غزة
- قائد الثورة الاسلامية يهنئ بمناسبة ذكرى ميلاد السيد المسيح ( ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الرحمن الآنسي - ما الحل .. العلمانية أم الأديان ؟