|
لاتنسوا أن لكم وطناً...
عبد الخالق البهرزي
الحوار المتمدن-العدد: 1589 - 2006 / 6 / 22 - 09:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لاتنسوا أن لكم وطناً... دَعوة للأغلبية الصَامتة في العراق
لن يستطيع احد ان يركب ظهرك الا اذا كنت منحنيا... حكمة
إن المتابع للشأن العراقي وما يتعرض له العراق وأبناءه كلّ يوم من انتهاكات لحقوق الانسان ونهب لثرواته الوطنية يدعو الشرفاء للتساؤل عن سرِّ هذا الشعب الذي يتفرج إن لم نتجرأ بالقول يفرط بالأرض و الكرامة و التاريخ وهو يرى المحتل و من تَبِعه من اللصوص الدوليين والمحليين يصولون و يجولون و يتلاعبون بمقدّرات العراق و ثرواته دون حسيب أو رقيب..، يحدث كلّ هذا والعراقي متفرج صامت صمت القبور و كأن الأمر لا يعنيه، سلّم مصيره ومصير أبناءه والأجيال القادمة إلى المحتل والساسة المستوردين، واتكل عليهم في إدارة أموره، وتحديد نمط عيشه، وصار همّه الوحيد تأمين لقمة العيش لعائلته، وتحوّل جمع الأموال بكل السّبل لدى البعض هاجساً يسيطر على التفكير اليومي، فهناك من تحوّل إلى قاتل مأجور لابن بلده، و هناك نهب ولايزال ينهب أموال الدولة، و كذلك من ساهم في تدمير إرثه الحضاري بسرقة الآثار وبيعها إلى المافيا الدولية، وأيضاً من يتجسس لصالح المحتل على أبناء وطنه من المقاومة ومناهضي الاحتلال الذين يناضلون من أجل تحرير الوطن و استعادة الكرامة المهدورة؛ لقاء حفنة من الدولارات دون أن يعي أنه بذلك يفرط بشئ اسمه الوطن وجوداً وتاريخاً و مستقبلا.
و إن هناك من تآلف مع وجود المحتل و انجرف في مخطط التقسيم الذي جاء به، و تقبله كأمرٍ واقع باعتباره خارجا عن إرادته، فبدلا من أن يرفع صوته ضد عصابات التطهير الطائفي والعرقي والاغتيالات حين يرى ابن منطقته الذي تقاسم معه كل تفاصيل الحياة اليومية من قمعٍ و جوع، و حروبٍ و حصارات...بدلا من ذلك اكتفى بـــ "لاحول ولا قوة الا بالله" و هو يتفرج على تهجير جاره بصمتٍ و حزنٍ و استسلام.
والأسوأ من ذلك كله هو تحوّل الهوية الطائفية والعرقية كبديل للهوية الوطنية العراقية، و بات همّ العراقي ان يكون شيعيّاً أو سنيّاً أو كرديّاً أو تركمانيّاً... ونسى المواطنة التي جمعته مع جاره وابن وطنه.. و أمسى مهد الحضارات (العراق) بكل مخزونه الفكري و الثقافي والتاريخي العريق وكراً لكلّ مظاهر التخلف والتصفيات و المجازر و الحروب و مظاهر الانتقام و التآمر الطائفي و العرقي، و مرتعاً خصباً لبثّ الأحقاد و زرع الفتن، وهذا ما أدخله في متاهات لا تنتهي نهاياتها في مواجهة المحتل والمطالبه بالاستقلال الوطني، وبحقه في الثروات التي تُنهب أمام عينيه، و في وسط هذه المآسي لم يعد للعراقي أي دور في تواجده على أرض هذا الوطن، وكأن الذي يحدث خارج عن نطاق حدوده كمواطن.. أو كأن الذي يحدث لايخصه ولا يخص أجياله القادمة. الغريب بالأمر أن العراقي لم يعد يحركه شيئاً و هو يرى المحتلين أو قوات الشرطة والميليشيات، و ما يسمى بالحرس الوطني و مرتزقة العالم تعيث في الوطن فساداً، وكيف أنها تقوم بانتهاك حرمات البيوت، واستهداف الأبرياء، وتعذيب المعتلقين في سجون الاحتلال (ابو غريب وبوكا) وآخر ماحدث هو كشف مجازر حديثة والإسحاقي و ما خَفي أعظم..!! مضافاً إلى ذلك عمليات الخطف والتطهير العرقي والطائفي ومسلسل الجرائم والمجازر لاتنتهي. كل هذا يحدث و كأن الأمر لا يعني جزءاً من ما يسمون أبناء الوطن، أو كأنه يتعلق بدولة نائية تقع في إحدى زوايا الكرة الارضيه المنسية...!!!
اين هي ردود فعل العراقي ومالذي حوّله إلى متفرج على ذبحه..؟؟ بماذا يحدّث نفسه وهو يرى المظاهرات تعمّ العالم ضد مايحدث في وطنه من مجازر وعمليات قتل وترويع واستهانة بكرامة الانسان دون أن يقدم شيئاّ و لو بكسر حاجز صمته..؟ بماذا يحدّث نفسه وهو يسمع عن لقاء مع جندي أمريكي يفتخر بقتل 200 عراقي..!! وآخر من جنود المارينز وهو يغني علي الغيتار أغنية تدعو لقتل العراقيين..؟؟
إنّ وطننا العراق والذي يتحدث الجميع باسمه صارت رنّة اسمه من الهيبه والكرامة أضعف بكثير أمام اصوات الزناجيل التي يضرب بها الناس أنفسهم بكاءً على سيدنا الشهيد الحسين
لاشك عندي بان العراقي سيأتيه اليوم الذي سيلطم نفسه على صمته لبيع الوطن. أتساءل مع نفسي: هل يعرف العراقي حدود وطنه اليوم ؟؟!! هل يعرف العراقي أن العراق ملكاً له عليه أن يصونه ويدافع عنه مهما بلغ من الخيبة و التعب..؟؟
أيها العراقي إعرف ان لك وطناً له حدوده فحافظ عليه قبل ان تخسره....
#عبد_الخالق_البهرزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عراق الدريل
-
حرب المساجد ..... ماذا وإلى اين؟؟؟
-
لنتعلم الانصات حتى النهاية
المزيد.....
-
لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور
...
-
-لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا
...
-
-بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا
...
-
متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
-
العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
-
مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
-
وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما
...
-
لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
-
ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|