أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مرتضى عبد الحميد - حذارِ مسك العصا من الوسط!














المزيد.....

حذارِ مسك العصا من الوسط!


مرتضى عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6589 - 2020 / 6 / 10 - 22:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اعتادت الحكومات الهجينة ان تمسك العصا من الوسط، لكي تحافظ على مصالحها ومصالح القوى والاحزاب التي تمثلها، وفي مسعى خائب لإرضاء الجميع، الأمر الذي ينقلب عليها وبالاً في نهاية المطاف، فترحل مشيعة بلعنات الشعب والتاريخ.
حكومة السيد الكاظمي، التي جاءت على خلفية متخمة بالمشاكل والمصاعب، وفي عملية قيصرية اضطر اللاعبون الاساسيون وتوابعهم الى الموافقة على ولادتها، غداة فشل التشبث بالحكومة المستقيلة وعدم القدرة على انقاذها من مصيرها المحتوم ورحيلها الى المكان الذي تستحقه.
وكما هو متوقع فان المتنفذين الفاشلين لم ولن يقفوا مكتوفي الأيدي وسيضعون اكداساً من العراقيل ويفتعلون الكثير من المشاكل والصعوبات لإفشال الحكومة الجديدة، رغم محدودية ما هو متوقع منها على صعيد الانجاز السياسي والاقتصادي، وهو الشرط الذي لا غنى عنه لكسب ثقة الشعب العراقي وابنائه المنتفضين. والدليل الاكثر سطوعاً على ذلك هو تشبثهم بالمحاصصة في اختيار اعضاء الكابينة الوزارية وما دونها، بالضد مما يعلنون ويصرحون به اعلامياً ولفظياً، من انهم خصوم المحاصصة، ويعملون على اقتلاعها من الجذور.
لكنهم في حقيقة الامر مستعدون للتخلي عن كل شيء، من الشرف الى النزاهة، الى الكفاءة، وحتى الشعور الوطني، مقابل عدم التخلي عن المحاصصة، فهي خط احمر بالنسبة لهم، خط لا يسمحون بسقوطه او تجاوزه، وان كان الثمن التضحية بالآلاف، بل بعشرات الآلاف من ابناء الشعب العراقي، الامر الذي يدركه السيد الكاظمي جيداً. كما يدرك ان البرلمان الحالي لا يمثل ارادة الشعب العراقي، لأن تركيبته وكما هي العادة في كل مرة، جاءت نتيجة انتخابات توفر فيها كل شيء، الا النزاهة والصدق والعدالة. من الشحن الطائفي والقومي الى استخدام السلاح والمال السياسي المنهوب من الدولة والرشى والكوميشنات الى التزوير، الذي وصل في بعض نتائج انتخابات 2018 الى 93 في المائة، كما صرح السيد سعيد كاكائي احد اعضاء المفوضية. ولهذا لا يمكن التعويل على البرلمان في المساهمة الجدية بإنقاذ الشعب العراقي من محنته.
ان حالة من التردد اخذت تتسلل الى حكومة الكاظمي، حتى بدت وكأنها تريد ان تمسك العصا من الوسط، في بعض الاجراءات والقرارات وفي تغاضيها عن استهداف المتظاهرين وساحاتهم النضالية، وهي حالة ليست في مصلحتها، ولا في مصلحة الشعب العراقي المتأهب لمنحها كامل ثقته ودعمه، اذا استطاعت ان تلبي طموحاته، وتنفذ ما ورد في برنامجها الحكومي.
انها فرصة تاريخية قد لا يجود الزمان بمثلها في المستقبل المنظور، لتحقيق ما يصبو اليه الشارع العراقي، وان كان بصورة تدريجية وخاصة اولوياته، بإجراء انتخابات مبكرة وتذليل كل الصعوبات السياسية والفنية، المفتعلة في اكثريتها.
كما توجد ضرورة للضغط على البرلمان، بمعية الحراك الجماهيري، لتعديل قانون الانتخابات واعادة بناء المفوضية على اسس سليمة، تضمن الحد الأدنى من الكفاءة وعدم التمييز بين العراقيين على اساس انتماءات اعضائها حزبياً وطائفياً وقومياً. والشروع الجدي في تعقب قتلة المتظاهرين واحالتهم الى القضاء، والالتفات الى معاناة الناس الحقيقية جراء وباء كورونا والأزمة الاقتصادية والمالية، بالاضافة الى زعزعة اركان الدولة العميقة، ولجم المليشيات والعصابات، والحد من تغوّلها ومصادرتها وظائف الدولة وهيبتها، وضرورة تقديم بعض الامثلة الناجحة على التصدي الجدي لسرطان الفساد مالياً وادارياً، بالتزامن مع توفير الخدمات الضرورية، خاصة في كارثة الكهرباء.
لا شك ان الارادة السياسية الحازمة، والاتكاء على جماهير الشعب العراقي، والمنتفضين البواسل، في تنفيذ برنامجه وخططه الطموحة، سيجعل من الكاظمي قائداً حقيقياً لمسيرة الاصلاح والتغيير، التي يطالب بها الجميع، والتي اصبحت ضرورة لا تقبل التأجيل بأي شكل من الأشكال.



#مرتضى_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفوضية الانتخابات تعيد انتاج حصان طروادة
- هيروسترات عراقي
- نظرية المسطرة إسم جديد للمحاصصة
- تصريحات و تغريدات لا مصداقية لها
- لعنة المحاصصة تجدد شبابها!
- لا إفراط في التفاؤل
- وباء كورونا ينعش نظرية -ما ننطيها-!
- القوى المتنفذة والأنتخابات المبكرة
- فيروس التشبث بالسلطة أخطر من كورونا!
- بريمر لم يكن جاهلاً او غبياً!
- رمتني بدائها وانسلت
- لا دخان أبيض يلوح في الأفق!
- الخزي والعار للقتلة القدامى والجدد
- نواقص ينبغي تلافيها
- الحكومة ضعيفة أمام المليشيات وقوية ضد المتظاهرين!
- المليشيات تعلن الحرب على الشعب العراقي!
- لمن تشتكي حبة القمح اذا كان القاضي دجاجة؟!
- حزم إصلاحية تنزف دماً
- بغلة العناد تُغذّى خارجياً
- حماية الأرواح لها الأولوية


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مرتضى عبد الحميد - حذارِ مسك العصا من الوسط!