حسني أبو المعالي
الحوار المتمدن-العدد: 1588 - 2006 / 6 / 21 - 10:50
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
لم يتسن للعراقيين في ظل الارهاب والاحتلال أن يطالبوا الحكومات المتعاقبة بحقوقهم المشروعة التي تتمثل في الأمن والغذاء فكيف لهم إذن أن يتمتعوا بحسن الكماليات وجمالها, وان يختاروا طريقة أو أسلوبا شيقا لتقسيم الوقت للسفر والتنزه والسمر وزيارة الأهل والأصدقاء والأقارب؟ هذا فيما يتعلق بالأشخاص المعافين، أما المرضى فحياتهم مهددة في أية لحظة, لا بسبب خطر الارهاب القاسم المشترك للجميع, وإنما بسبب شحة الامكانيات الطبية والأدوية في الصيدليات والمستشفيات وسوء الخدمات والتعامل اللاإنساني من قبل الموظفين إلا من بعض المخلصات والمخلصين الذين نذروا أنفسهم لتوفير سبل الراحة لمرضاهم.
لكن المأساة تتجسد أكثر ما تتجسد في التدخين المسموح, ليس في المقاهي العامة ولا في الشوارع ولا في السيارات المزدحمة ولا في الدوائر الرسمية التي تحرص دول العالم على منعه في مرافقها, وإنما في داخل مستشفيات العراق عموما وخصوصا من قبل منتسبي وموظفي تلك المستشفيات, ففي كل مرفق صحي نجد ثلاثة أو أربعة من المدخنين ينفخون وبكل وقاحة سموم سجائرهم وسط جموع المراجعين من المرضى وفي داخل ردهات الاستشفاء غير آبهين بصحة المرضى, علما بأن يافطات وإعلانات عدم التدخين تزخر بها جدران المستشفيات وربما تكون مستشفيات العراق هي الاستثناء بين مستشفيات العالم في تجاوزها للمبادئ الصحية والتزامها بخرق الممنوعات، والحديث عن المستشفيات في العراق يطول ويحتاج كل جانب منها إلى حكاية، فالصراصير والحشرات لها حكاية، والتبريد الذي يولد هواءا حارا حكاية أخرى، والانتظار ساعات لاستخدام المصاعد الكهربائية حكاية، والمرافق وحماماتها القذرة لها حكايات وحكايات.
وفي خبر حضاري تناقلته وبثته محطات وقنوات العالم المرئية مفاده ان حكومة السويد أعطت مهلة سنتين لكل المدخنين السويديين للاستعداد من أجل الاقلاع نهائيا عن هذه الآفة التي تنخر كل يوم مئات الاجساد من الجنس البشري بهدف أن يصبح فضاء البلد نظيفا من التلوث القاتل وينعم أهله المنعمين بالسلامة بصحة أكثر وحيوية أفضل.
فهل اكتشف أهل العراق علاجا شافيا لمرضاهم بواسطة التدخين؟؟؟
#حسني_أبو_المعالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟