فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6587 - 2020 / 6 / 8 - 12:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تشير الأنباء والتحليلات على عزم الدولة معالجة الرواتب المزدوجة وتعبر أن ليس من العدالة أن يستلم أكثر من راتب واحد وهذه هي الفكرة الصحيحة والصائبة ولكن يجب من أجل العدالة أو الإنصاف ملاحظة ما يلي :-
1) إن السجناء السياسيين وبشكل خاص (الشيوعيين) قضوا حياتهم في الدفاع عن حقوق الشعب وضمان العيش السعيد الذي يوفر لهم الحياة الحرة الكريمة وكان شعارهم الذي كانوا يناضلون من أجله وطن حر وشعب سعيد وقد تعرضوا في سبيل ذلك إلى الإعدامات والسجون والاعتقالات والتعذيب والجوع والهجرة خارج الوطن منذ العقد الثالث من القرن الماضي ولم ينجوا من ذلك الظلم إلا برحيل تلك الحكومات عام/ 2003.
2) إن البعض من السجناء السياسيين تعرضوا نتيجة التعذيب وبشكل خاص أثناء حكم (البعث الصدامي الدكتاتوري الدموي) إلى إصابات سببت العجز في الحركة أو السمع أو البصر ولم تعوضهم الدولة عن هذا الضرر وإنما عوضتهم الدولة عن فترة نظام حكم البعث من 8 شباط الأسود إلى تشرين ثاني/ 1963 فقط كما أن أكثرهم الآن بسبب العمر والظلم الذي تعرضوا له أصبحت أجسامهم مرهقة ومتعبة يعيشون على تناول الأدوية والمقويات المنشطة التي تساعدهم على قضاء حاجاتهم داخل بيوتهم لأن أكثريتهم أصبحوا من كبار السن والعاجزين وتساعدهم العصا في مسيرتهم.
3) إن أكثرية السجناء السياسيين بشكل عام الذين كانوا يناضلون ضد الحكومات الماضية كانوا من الطبقات الفقيرة والمعدمة والوظائف الواطئة فكانت رواتبهم لا تسد ويكفي لسعر العلاج فقط والأدوية لهم فجاءت رواتب السجناء السياسيين أنعشتهم قليلاً حيث كانت الرواتب التي عوضتهم الدولة بها تتراوح بين (400 – 800 – 1200) وكان أكثرهم من الفئات الأولى والثانية والآن أبنائهم من العاطلين عن العمل (البطّالة) والجامعات تخرج الوجبات من الطلبة وترميهم في المستنقعات (بدون توظيف أو عمل) هم الآن يعيلهم راتب السجناء السياسيين وقسم منهم لا يملكون بيوت ويسكنون في بيوت مستأجرة كما أن كثير منهم استلفوا مبالغ يستقطع من راتب السجناء السياسيين والقسط يعادل أكثر من ثلث الراتب.
4) إن على الدولة التي تعمل من أجل سعادة واستقرار واطمئنان شعبها أن تعالج سلم الرواتب بشكل عام وللسجناء السياسيين بشكل خاص في حالة إلغاء ازدواجية الرواتب وتحديد الراتب الذي يكفي الإنسان في توفير جميع مستلزمات الحياة المادية والمعنوية لمدة شهر واحد.
5) إذا تم معالجة ازدواجية الرواتب للسجناء السياسيين وألغي راتب السجناء السياسيين بدون تعديل رواتبهم التقاعدية فهذا يعني أن الدولة بعملها هذا سوف تضيف إلى المتسولين والفقراء أعداد كبيرة من أبناء الشعب وترميهم في أحضان الفقر والجوع والحرمان.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟