أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - يوميات المجزرة الديموقراطية /30/ وحدة اليسار الديموقراطي العراقي خطوة على طريق مقاومة الاحتلال















المزيد.....

يوميات المجزرة الديموقراطية /30/ وحدة اليسار الديموقراطي العراقي خطوة على طريق مقاومة الاحتلال


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 464 - 2003 / 4 / 21 - 06:17
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



                                                                    
  التقرير الذي بثته وكالة أنباء "فرانس بريس " من داخل العراق ونشرته عنها بعض الصحف العربية يوم السبت 19/4/ ، يكشف عن جانب مهم من الخريطة السياسية داخل العراق ، فهي المرة الأولى التي يجري فيها الحديث علنا عن وجود قوة سياسية يسارية في داخل العراق تدعى "التجمع التقدمي الديموقراطي الوطني العراقي"  . وقد التقى مراسل تلك الوكالة العالمية بعدد من قادة هذا التجمع في مدينة الناصرية حيث كان عشرون منهم يعقدون اجتماعا هناك . ونفهم من النتف التي بثتها الوكالة أن هذا التجمع يشكل قوة منظمة و يبلغ عدد أعضائه في مدينة واحدة هي "الناصرية" ثلاثة آلاف مواطن ، إضافة الى تجمعات ومنظمات  قريبة فكريا وسياسيا منه في عدد آخر من المدن العراقية الأخرى . وكان عبد الحسن حميد ( 61 عاما ) أحد كوادر التجمع ، والذي سجن في عهد النظام الشمولي لمدة ثماني سنوات قد أعلن أن هدفهم هو إقامة حكومة ديموقراطية متعددة الأحزاب ، وانهم يسعون الى الاتحاد مع مجموعات يسارية أخرى . وفي حين يعلن بعض أعضاء التجمع ( طه سلمان مثلا ) أنهم ليسوا شيوعيين بل ديموقراطيون وتقدميون قوميون يعلن آخرون كالمهندس راضي الزهيري ( 58عاما ) يعلنون أنه يساري ماركسي .
  توقفت عند هذه المعطيات وجعلتها مقدمة لمقالتي هذه لأنها تأتي من الميدان العراقي ذاته ، والذي أثبت أنه لم يتحول الى أرض يباب بفعل القمع الفاشي الذي شنه النظام الشمولي ضد المجتمع العراقي بجميع فئاته وأحزابه وقواه . إن هذه المعطيات قد لا تشمل كل ما هو موجود من بقايا القوى اليسارية والتقدمية العراقية ، وربما تشكل رأس جبل الجليد كما يقال ، ولهذا فإن العمل من أجل تحقيق هدف توحيد قوى اليسار الديموقراطي العراقي ينبغي أن تكون مهمة عاجلة لا تقبل التأجيل .
  إن القاسم المشترك الأول الذي يمكن اعتباره أساس عميلة التوحيد هو الإجابة على السؤال المهم والقائل : ما هو الموقف من القوات الأمريكية والبريطانية الموجودة في العراق ،  وهل هي قوات تحرير كما يزعم العملاء من بعض لبراليين وبعض القوى اليمينية الأخرى ،أم هي قوات احتلال  تجب مقاومتها وتحرير العراق منها ؟
   لقد كتب قبل أيام قيادي شيوعي عراقي سابق هو السيد كاظم حبيب يدعو الى وحدة اليسار العراقي الديموقراطي ، ومع التقييم الإيجابي للعديد من الأفكار الناضجة والمتماسكة التي وردت في مقالته  ، ولكن المرء لا يمكنه أن ينظر بعين الجدية والرضا الى جوهر محاولة السيد كاظم حبيب القائم على جعل مهمة مقاومة الاحتلال هي المهمة الأخيرة وتحمل الرقم عشرين في سلم  طويل من المهمات والمبادئ  التي أوردها ، بل ينبغي قلب هذا السلم رأسا على عقب  لتكون مهمة مقاومة الاحتلال هي الأولى  في برنامج اليسار العراقي ولا يتعلق الأمر -هنا تحديدا - بتفصيل ثانوي وشكلي بل بجوهر الموضوع الوطني الكبير ومستقبل الشعب وحريته .
إن توحيد قوى اليسار في ائتلاف أو تحالف سياسي واسع مع احتفاظ الأطراف المتوحدة باستقلالها ،هو الصيغة الفضلى التي تستجيب للظروف الحالية ، ولا يعني ذلك رفض توحيد مجموعة من الفصائل في حزب واحد إن كان الأمر مطروحا فعلا . ثمة إشكالية أخرى تتعلق بالحزب اليساري العراقي الأكبر والأقدم وهو الحزب الشيوعي العراقي  والذي ستمنحه الظروف خصوصية وميزات مهمة قد تخرجه من حال الشلل التي يعيشها منذ عدة سنوات . إن مصلحة ومستقبل اليسار العراقي الديموقراطي تدعونا لنكون صريحين في تقييم أداء وحاضر هذا الحزب  الذي ورث أمجاد النضالات الشعبية والعمالية  العراقية ، ولكنه -لشديد الأسف - رهن  في السنوات الأخيرة وضعه السياسي والبرنامجي وحركته وعلاقاته وشعاراته لنوع من العلاقة "الخاصة " مع الأحزاب القومية الكردية المهيمنة على الحالة السياسية في إقليم كردستان شمال العراق حتى صار أشبه بالمحمية السياسية الصغيرة التي تتبع في الصغيرة والكبيرة ما يصدر عن تلك القيادات القومية  . وقد بلغ الأمر ذروته في موافقة الحزب غير المشروطة على شعار الفيدرالية من طرف واحد ، وطرحها كأمر واقع مفروض بالرشاشات وبالتحالف مع المحتل الأمريكي ، ومن المفيد أن أوضح إنني لا أرفض الفيدرالية بسبب تفضيلي لحل آخر كالحكم الذاتي أو قانون المحافظات ، بل لأني أعتبر ذلك الخيار  من مشمولات الشعب العراقي ككل ، وليس من مشمولات حزب أو مجموعة أحزاب في هذه الجهة أو تلك من البلاد ، ولست بحاجة الى التكرار بأن كاتب هذه السطور يؤمن بحق تقرير المصير للأمة الكردية ، ولكن ذلك أيضا يجب أن يكون من مشمولات الشعب الذي سيعبر عن رأيه في الصيغة التي تقوم عليها الدولة العراقية من خلال استفتاء حر وتحت إشراف الأمم المتحدة ليختار صيغة من تلك الصيغ الثلاث : الفيدرالية ، الحكم الذاتي ، قانون المحافظات .كما بلغ الأمر  ذروته في الخضوع للضغوط القومية داخل الحزب نفسه ووافقت القيادة  على شق الحزب الشيوعي العراقي على أساس قومي ، فنشأ لأول مرة في تاريخ اليسار العراقي ما يسمى "الحزب الشيوعي الكردستاني " الذي يتمتع باستقلال شبه تام جعله يحضر المؤتمر السياسي الذي خططت له الولايات المتحدة الأمريكية في لندن ويوقع على وثائقه المدانة في حين رفض الحزب الأصل الحضور ! كما أن سيطرة مجموعة متنفذة من القياديين الذين تحولوا الى رجال أعمال لديهم "دالة "على بعض القياديين  جعلت الحزب أشبه بالطائرة المختطفة و فقد بالتالي  روح المبادرة المستقلة والفعل السياسي الخاص ، ويقينا فإن كل هذه الملاحظات ليس القصد منها الانتقاص أو التشويه أو التشنيع بل أخذ صورة نقدية حقيقية عن واقع الحزب بما يسهل مهمة توحيد اليسار الديموقراطي العراقي التي ينتظر أن يلعب الحزب الشيوعي العراقي  ذاته دورا كبيرا وقياديا فيها، ومن هنا فإن مسارعة قيادة الحزب الى عقد مؤتمر وطني طارئ ستكون مفيدة جدا وتجيب على العديد من الأسئلة فتحرج الحزب من حال الى آخر وتدخله تاريخ العراق المعاش من بوابة المقاومة الأرحب بعد دهر طويل من الشلل .
  وأود الإشارة بأنني لم أتوقف عند حزب آخر يحمل اسم الشيوعية في العراق وهو " الحزب الشيوعي العمالي " لأن هذا الحزب وضع نفسه منذ زمن بعيد داخل قمقم أفكاره وتجربته الخاصة ، وسيكون من قبيل تضييع الوقت محاولة التعاطي والحوار مع حزب يشطب على الجميع ويتوج نفسه قدس أقداس اليسار ، وحامل الختم المقدس الأوحد . ومع ذلك ، سنظل نأمل أن تتغير أمور هذا الحزب فينحو نحو النشاط التوحيدي والحواري والجبهوي مع فصائل اليسار الديموقراطي العراقية القائمة أو تلك التي ستقوم حتى لو كان الأمر يتعلق ببرنامج الحدود الدنيا .
  بعد قضية مقاومة الاحتلال ،والمشاركة الفعلية والقيادية فيها بكل ما عرف عن اليسار العراقي من استبسال وروح تضحية ،  والتي  بواسطتها فقط ستمنح جماهير العراق الشرعية والزخم والاحترام لليسار ، بعد هذه القضية المركزية تأتي قضية  نظام الحكم القادم في العراق والذي لا خلاف  بين عموم الديموقراطيين واليساريين على أن يكون نظاما ديموقراطيا تعدديا . وفي الظروف الراهنة ،فإن  مهمة ثانية ترتبط بهذه المتعلقة بالنظام الديموقراطي التعددي ، وهي مهمة التصدي لمحاولات قوى سياسية عديدة استغلت حالة المد الجماهيري التي أعقبت سقوط النظام الفاشي فرفعت شعارات إقامة دولة دينية شمولية . إن على اليسار الديموقراطي ،أن يفصل بين حق القوى والأحزاب السياسية الإسلامية الشيعية والسنية في النشاط السياسي السلمي والقانوني بهدف تشكيل حكومة عبر صندوق الانتخابات ولسنوات معلومة ، وبين عملية انتحارية ستدمر البلاد والشعب تهدف الى إقامة دولة دينية ثيوقراطية أو أكثر من دولة .ولفهم هذه القضية ينبغي أن فرق تفريقا لا لبس فيه بين الدولة وبين الحكومة . فالدولة جهاز مؤلف من  مؤسسات وقوانين وثلاث سلطات هي : التنفيذية " الحكومة " والتشريعية " البرلمان " والقضائية " المحاكم " , و يجب أن تكون  الدولة محايدة ومستقلة وغير أدلوجية  فلا هي إسلامية ولا هي اشتراكية أو لبرالية .. الخ أما الحكومة فهي هيئة سياسية منتخبة تمثل سلطة واحدة هي السلطة التنفيذية ، ويمكن أن تكون حكومة إسلامية أو اشتراكية أو لبرالية أو قومية أو ائتلافية بين مجموعة قوى مختلفة .
   إن الدعوة اليوم لإقامة دولة إسلامية في العراق هي أقصر الطرق لعودة نظام صدام حسين بصدام أو بدونه ، وهذا هو العفريت الأخير الذي سيلجأ  المحتلون الأمريكيون الى إطلاقه في حال إصرار القوى السياسية الدينية على إقامة الدولة الشمولية الدينية ،كما أنه  ليس مستبعدا أن بقايا النظام وخطوطه السرية التي لا يستهان بقوتها ونفوذها بعد خمسة وثلاثين عاما من الحكم ستضغط من أجل رفع هذا الشعار ( شعار جمهورية إسلامية  في العراق ) وتحويله الى مطلب جماهيري ليس حبا في الشعار نفسه بل لإرعاب الأمريكان والضغط عليهم بهدف إعادة النظام المنهار الى سدة الحكم ، ولأمريكا تاريخ طويل في الغدر ونكث العهود والعداء للشعوب  فالحذر الحذر من العفريت  أيها الأخوة الإسلاميون وغير الإسلاميين!




#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات المجزرة الديموقراطية /28/الملف السري لرئيس الحكومة ال ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية/27/ المجلس الأعلى: ضمير العراقي ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /26/ لا شيعية ولا سنية ..دولة قا ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /25/ نعم للإدارة المدنية المستقل ...
- يوميات المجزرة /24/ نصف جيش الجلبي من بقايا أنطون لحد !
- زهرة بابونج صغيرة ؟ لا!
- قصيدة شعبية رائعة عن البطل العراقي شعلان أبو الجون لسعيد الص ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /23/ هل سيعيد الأمريكان صدام الى ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /22/ شكرا.. أهل كركوك على نضجكم ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /21/ سقط الصنم وستلحق به أصنام !
- يوميات المجزرة الديموقراطية /20/ مجزرة الصحفيين كمقدمة لمجزر ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /19/ جماعة الجلبي ، مترجمون بملا ...
- حديد أمريكي ساخن على لحم البصرة ! - الى أمير الدراجي
- يوميات المجزرة الديموقراطية / 18/ دروس الجولة الأولى من المج ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /17/ جئناكم باطحين لا محررين !
- يوميات المجزرة الديموقراطية /16/ شجاعة جماهير النجف وجبن الح ...
- ملحق بالحلقة 16 من يوميات المجزرة : ثورة العشرين الثانية قاد ...
- أسئلةُ جاسم ..
- يوميات المجزرة الديموقراطية /15/ الخوئي: من دلال سياسي الى د ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /14/ منطق معاوية في خدمة المعارض ...


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - يوميات المجزرة الديموقراطية /30/ وحدة اليسار الديموقراطي العراقي خطوة على طريق مقاومة الاحتلال