راني ناصر
الحوار المتمدن-العدد: 6586 - 2020 / 6 / 7 - 19:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تشهد الولايات المتحدة موجة من الاحتجاجات الشعبية بعد مقتل الشاب جورج فلويد ذو الأصول الافريقية في مدينة مينيابوليس على يد أحد افراد شرطتها البيض. هذه الحادة سلطت الضوء عن تنامي العنصرية والتميز في المجمع الأمريكي خصوصا بعد وصول دونالد ترامب للحكم.
فحوادث العنصرية من قبل الشرطة الامريكية ضد أصحاب البشرة السمراء عادة ما تنحسر احتجاجاتها في المدينة التي تقع فيها الحادثة كما حصل في 2014 عقب مقتل إيرك فارنرن في نيروك، ومايكل براون في بالتيمور؛ أما حادثة مقتل جورج فلويد فقد أشعلت احتجاجات في أغلب الولايات الأمريكية، مما أدى إلى استنجاد حكام 26 ولاية بالحرس الوطني لحماية المراكز الحيوية والمراكز التجارية من بعض اعمال التخريب التي صاحبة الاحتجاجات.
انتهاج الرئيس ترامب خطابات عنصرية كتعليقه في 2018 على المهاجرين من سلفادور وهايتي وهندوراس والبلدان الأفريقية ووصفهم بأنهم "أشخاص من بلدان القذارة."، وتغاضيه عن خطابات الكراهية الصادرة من الجماعات التي تؤمن بالتفوق العرقي للبيض والتي تشكل نسبة كبيرة من قاعته الشعبية؛ أدى إلى تنامي جرائم الكراهية في المجتمع الأمريكي وترسيخ العنصرية فيه.
فبين أعوام 1996 و2014، انخفضت جميع جرائم الكراهية من 10,706 جريمة إلى 6418 جريمة، لكنها ارتفعت كثيرا منذ وصول ترامب للبيت الأبيض؛ فقد أفاد تقرير صدر عن " مكتب التحقيقات الفدرالي FBI " أن عدد جرائم الكراهية المبلغ عنها في الولايات المتحدة في نهاية عام 2017، أي بعد سنتين فقط من رئاسة ترامب، ارتفع بشكل ملاحظ وكان الأعلى منذ 16 عامًا ليصل إلى 7,120 جريمة؛ وإن 60 % من هذه الجرائم كانت مدفوعة بسبب العرق أو النسب أو الدين، وإن ما يقرب من 47% منها كانت مدفوعة بالتحيز المناهض للسود أو الأميركيين الأفارقة.
تجاهل ترامب للمتظاهرين، وعدم الاستماع لمطالبهم، وتهديده باستخدام الجيش لفضهم من ساحات الاعتصام بالقوة، أدى إلى احتقان وتأزم الوضع الداخلي، وانشار المظاهرات وعمليات التخريب، مما دفع وزير الدفاع الأمريكي السابق جميس ماتس إلى اتهامه بتقسيم البلاد، ومناشدة الشعب الأمريكي بالتلاحم والتصدي له لفشله في إدارة البلاد، وتسببه في تنامي العنصرية والانقسامات العرقية في المجتمع الأمريكي؛ وكذلك رفض وزير الدفاع الحالي مارك إسبر تسيس الجيش بعدم موافقته على تهديده بإرسال او استخدام الجيش لفض الاعتصامات.
من السابق لأوانه التنبؤ بفوز أو خسارة ترامب في الانتخابات الرئاسية القادمة، ولكن نستطيع ان نقول انه يدمر إمكانية إعادة انتخابه بنفسه؛ فقد نجح في توحيد صفوف المعارضة والأقليات ضده، وقدم لهم حافزا للخروج للتصويت لصالح منافسه في الانتخابات جو بايدن!
#راني_ناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟