كورونا والخرافه , الرعب يخلق الوهم !

اثير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 6586 - 2020 / 6 / 7 - 13:29
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    

عبر روايه كامو "الطاعون " ومن تتبع الاخبار عن تصرفات البشراثناء وباء كورونا، كافراد ام تجمعات بشريه ام دول، يتجلى لنا ان الوباء يخلف جرحا "نرجسيا" قويا وعميقا داخل نفسية الانسان الفرد و يخلق اثارا عميقة على الصعد المادية والروحية للمجتمعات . لان هذه المجتمعات تجد نفسها في زمن انتشار الوباء عاجزة عن التصدي له في فترة زمنية معينه، قصيرة الى حد ما، ويعود الانسان الى ما يشبه حالة الانسان الاول عندما شاهد البركان لاول مره ولم يفهم ما هو فعبده فخلق منه الاه يعبده ! قد لا يتطابق المثال هنا اذا نظرنا له بسطحيه، ولكن ان تعمقنا في ذلك نجد ان جذره واحد وهو الهروب الى الخرافه.
نتيجة لذلك تحدث انهيارات هنا وهناك في التوازنات بين الدول والامم . ويعاني الفرد الواحد من ضغوط نفسيه قويه تخلق لديه حالات من الوهم نتيجة الهلع من الوباء فيعتقد واهما بوجود امراض تتقمصه كالصداع المستمر و ضغط الدهم، هي في الغالب اعراض وهميه .
فعلى سبيل المثال كان الطاعون من اكثر الاوبئة انتشارا وفتكا، خلال فتره زمنيه. هذا الوباء اثار لدى الناس، او لربما اعاد، طرح سؤال جوهري قديم عن معنى الحياة نفسها، وتفشى لدى الناس مفهوم سائد ان الوباء، الطاعون، هو عقاب الهي ناتج عن خروج البشر عن طاعة الله. وانتج ذلك حالة ايمانية قوية لدى المجتمعات التي زارها الطاعون كضيف غير مرغوب فيه.
وفي زمن الاوبئة يظهر اتجاه قوي لدي البشر بالتقيد بالشعائر الدينية اكثر من التقيد في الجوهر. فيميل الفرد الى التمسك بالمفاهيم والاعراف التي تميل الى التبسيط او الساذجة. فيخلق هذا ضغطا مضاعفا على شخصية الفرد ناتج عن احساسة بالضعف والرعب، فيتعمق في الهروب الى الوهم. هذا الهروب الى الوهم يوفر له راحة نفسيه مؤقته، الا انه يخلق ضغطا عميقا تجاه نرجسيته فتبرز انانيته في التصرف نحو "الانا " و "نحن" .
فيقدم الـ "انا" على كل ما عداها، وهذا تجاى واضحا في تصرفات البشر في الايام الاولى لانتشار وباء كورونا حيث خزن العديد منهم لوازم تكفي لافتتاح بقاله.
كورونا اعاد الى ذاكرتي ما قاله سارتر " الجحيم هو الاخرون ". بمعنى في زمن الوباء تطغي الانا على نحن. وتعيد امتحان غرائز الانسان مرة اخرى

#اثير_حداد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات