جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
الحوار المتمدن-العدد: 6585 - 2020 / 6 / 6 - 11:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لقد قيل في كورونا ما لم يقله مالك في الخمر … !
وبعد الخوض طولا وعرضا بشرفه وعرضه وسمعته ، شككوا حتى في اصله وفصله … اصينياً ام امريكياً ؟! من كل من هب ودب ، وحتى من كل من هبت ودبت على السواء حتى جاء اخيراً دور حراس الوهم من الاخوان ، وغيرهم من دعاة التمسك بالدين ، والمتسلقين على المصائب من الاسلاميين لتسييسه ، والزج به في اتون المعركة الاعلامية اللااخلاقية والحامية بينهم ، وبين اعداءهم الكثر كالنظام العسكري في مصر - عدوهم اللدود - وللحقيقة نقول المخلِّص للشعب المصري منهم ، ومن شرهم وتخلفهم وخيالاتهم المريضة ، وغير البريئة !
وكما اعتاد الاسلاميون دوماً تدييِّن كل شئ ، واكسائه ثوب الدين الاسود والابيض ، والخالي من اية بهجة … شاء ام ابى ، فحولوه باوهامهم من فيروس فتاك معدي لا يميز بين انس ولا جان ، ولا بين قديس وداعر الى جندي من جنود الله يصيب الكفار فقط ، ويعفي المسلمين من شره واذاه … هكذا ببساطة !
وكعادة المفلس دائما النبش في الدفاتر القديمة لعل وعسى ان يعثر له عما ينتشله من النحس ، وحالة الإفلاس المزمنه التي تلازمه ، وترفض ان تتركه يبدون وكأنهم قد وقعوا على صيد ثمين في كورونا فاستخدموه مادة اعلامية تحريضية غاية في الخبث ، مدعين حرصهم وخوفهم على صحة المصريين وأرواحهم في ضربات متتابعة على اوتار حساسة كدوي الطبل … القصد منها استنهاض همم المصريين التي غلب عليها النعاس !
ان اخذ الفيروس على اساس نقطة ضعف لدى النظام ، لهو غاية في البلاهه لانهم كما يبدو لا يعرفون او يتجاهلون - كأنهم لم يخرجوا من كهوفهم المظلمة بعد - ان هذا الفيروس ما هو الا جائحة اكتسحت العالم كله دون استثناء ، ولم تفرق بين انسان واخر ، ولا بين دولة واخرى واهانت واربكت واسقطت اسطورة اعظم الدول ، واكثرها تقدما وعلما وقوة ، وكشفت عيوبها وعرتها امام شعوبها والعالم … فكيف بمصر البلد الفقير الغلبان ، والمحدود الامكانيات خاصة منظومته الصحية المتهالكة شأنه شأن كل الدول العربية الا ما ندر !
لقد اربك كورونا حسابات الإسلاميين ، واستعصى على فهمهم الضيق والمحدود ، واظهر عجزهم عن ايجاد تفسير ضمن تفسيراتهم البدائية والجاهزة والمبتذلة ، والتي ياما خدعوا بها البسطاء من الناس ! لكن البعض من جهابذتهم لم يتوانوا قط عن اقحام الدين في مجال ليس مجاله عن عقدة مستحكمة … محاولين اسلمة الظاهرة واعطائها بعدا دينيا ، فقاموا اولا بالنبش عن أسانيد من كتبهم الصفراء ثم بلي عنق بعض النصوص الدينية التي تتحدث عن إشارات يدَّعون فيها انها ذكرت كورونا او ما يشابهه … ! لا لشئ الا لاثبات ان الدين سماوي ، ولا يمكن ان يكون من صنع بشر ! وهنا مكمن العقدة والخلل … ! واللي على راسه بطحة يحسس عليها !
#جلال_الاسدي (هاشتاغ)
Jalal_Al_asady#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟