أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - الكاميرا الخفية التواطؤ المخزي















المزيد.....

الكاميرا الخفية التواطؤ المخزي


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 6585 - 2020 / 6 / 6 - 01:08
المحور: الصحافة والاعلام
    


الكاميرا الخفية التواطؤ المخزي
على الصعيد الدولي ،ومن البرامج الرائدة عالميا في مجال الكوميديا والضحك نجد (Just for Laughs: Gags) يتعلق الأمر ببرنامج كندي شهير انتشر في كثير من القنوات العالمية والعربية منذ نزوله سنة 2000. وحظيت جميع حلقاته بمشاهدات خرافية على منصة اليوتوب وتتميز بمنطق الموقف الحقيقي العفوي متجاوزا كل الشبهات . هناك أيضا ومن نفس العيار ، برنامج "بانكد" (Punk d) من قناة MTV وهو يقتصر في خطه التحريري على استهداف المشاهير والنجوم في مختلف المجالات. انطلق منذ سنة 2003، من تقديم الممثل الكوميدي أشتون كوتشر.
ومن المؤكد أن فكرة هذه البرامج الناجحة تعتمد على حبكات درامية عالية المتعة والإبهار ، علاوة على سعة الرؤيا والقاعدة العريضة للخلق والإبداع وبلا خطوط حمراء . ولعل تكتيكات التخويف الممتع وصناعة الرعب الخفيف هي المطلوبة لخلق المتعة والإبهار . حيث يتم هندسة مواقف يكون فيها الضحايا المفترضين حقيقيين ومتفاعلين بأريحية في أوضاع مهزوزة ومروعة ومحفوفة بالفضول ، وعادة ما تستعين هذه التكتيكات بأسلوب الأفلام المشوقة . وتتضمن مؤثرات صوتية وبصرية خاصة مع مكياج مدروس بعناية ،لدرجة يصبح خلالها الموقف أشبه بتصوير فيلم مشوق برعب حقيقي . وتكتمل اللعبة باعتماد الضحايا من أقرب الناس إليهم حيث يستدرجونهم مستغلين الصداقة التي تجمعهم أو يتم التواطؤ المسبق مع أسرة وأصدقاء الضحايا مع فريق العمل.

في رحلة البحث عن المتعة المرتبطة بالإبهار المرعب نجد " المازحون غير العمليين (Impractical Jokers) وهو برنامج مقالب ظهر أول مرة سنة 2011 وأهم ما ميزه تطبيق الكثير من الأفكار والمواقف . واعتمد على فكرة ملهمة ، تقوم بالأساس على وجود تحدٍّ بين منفذي المقالب، بحيث يعاقب الأضعف أداء بحركة خطرة أو مخيفة عليه تنفيذها. البرنامج عرف نجاحا محددا، لكن سرعان ما ستلتقطه العيون، وتنسج له قوالب تختلف في الشكل . فيما يظل جوهر الفكرة قائما والهدف هو خلق المتعة المرعبة والفرجة المحفوفة بالدهاء الفني .

العالم العربي لم يشكل حالة استثناء في هذا المجال ، فبفضل توفر العديد من الممثلين المبدعين والمنتجين المتحمسين ، فضلا عن إيقاع التثاقف الحضاري الذي لا يرحم ، تم إنجاز تجارب مختلفة أبانت عن سعة الأفق والقدرة على استلهام التجارب وتطويرها عبر الذات بالدرجة الأولى ، لذلك ، طفت على سطح شبكة الأنترنيت، برامج باللغة العربية تستلهم نفس التجارب ،وتحاول تبيئتها قدر المستطاع . وغالبا ما تكون العملية على حساب الجودة فنيا وأدبيا . الأمر يتعلق بصنف من الأعمال الفنية استقرت على تسمية محددة وهي " الكاميرا الخفية" وهي في مضمونها تجربة اجتماعية بحمولة ثقافية معينة . ويتميز هذا الصنف بتنفيذ مشهد تمثيلي في مكان عام، على أن يتم تصوير مشاهد تفاعل الناس مع مجريات المشاهد .ويكون المشهد مدروسا بعناية ،وتم إعداده بخبرة فنية وتقنية . ويقوم بتجسيد فكرة لها صدى في الواقع المعيش لأهل البلد، فكرة مستلهمة ولها شكل اجتماعي ،أو تطرح أو حالة إنسانية معينة، قد تلفت نظر الناس أو تثير تصرفاً مستفزاً لاستمزاج ردود أفعال الجمهور

وفي موضوع ذي صلة ، بدأ مركز تلفزيون الشرق الأوسط ( أم بي سي) MBC بث برنامج من إنتاجه سنة 2016 اختار له من العناوين "الصدمة" وقد شاهدت عدة حلقات منه، كما أن العديد من حلقاته تم تصويرها في عدة دول ، واستمرت حلقاته بضع مواسم . وحتى يقترب المشهد من الصدمة المتوقعة ، يتدخل أحد أطقم البرنامج في أوقات محددة ،ويوجه أسئلة استعلامية فضولية للأشخاص المتورطين أو الذين تم وضعهم في خريطة الصدمة . فيستمع بإمعان وهو يسأل الأشخاص عن ما الذي حدث بالضبط ؟ وهل يشاطرون ما أسفر عنه الموقف أم لهم رأي مغاي .؟
وبالمجمل المفيد ، فإن الكثير من الأفكار والمواقف التي تم التخطيط لها في الاستوديوهات بنجاح ، لم يحالفها الحظ في تحقيقه في الشارع العام لأسباب متداخلة . لذلك ، يبدو أن عددا قليلا من هذه البرامج ذات جودة لابأس بها ، لكن أكثرها، مجرد تماهي ثقيل مع الشارع العام في رتابته وتقليدانيته . لأن بعض الأفكار تكون في غير النضج الاجتماعي والأدبي المطلوب ، فتكرس الرداءة وتؤذي مشاعر الناس، بل وتهينهم في غالب الأحيان .
ومع فورة الإنتاج التلفزيوني الرقمي في العالم العربي ، وتطور تيكنولوجيا المؤثرات بشكل مذهل . وتدفق فائض الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي المنتج . تكاثرت البرامج وتناسلت الصيغ وتنامي التنافس لاستقطاب المشاهد والمستشهر على نحو محموم . ما جعل فائضا في الإنتاج وهزالة في المحتوى . أضف إلى ذلك خطورة بعض المسلكيات الغريبة للمستثمرين في هذا المجال

وتتمثل هذه الممارسات المنحرفة ، في قيام بعض الممثلين أو الكومبارس المشاركين باعتماد التدليس لحظة الإعداد . ما يجعل التواطئ مكشوفا للوهلة الأولى . وقد بدى ذلك واضحا في الآونة الأخيرة . حيث إن فبركة حلقات الكاميرا الخفية بالتواطئ القبلي المكشوف مع الضحايا أو من ينوب عنهم يقتل مبدأ الفرجة الحقيقية النابعة من كوميديا الموقف ما ينحرف بالفكرة عن مسارها الصحيح . لتكون بذلك أقوى عملية استبلاد المشاهد واستغفاله على الإطلاق .

والحقيقة أن تحويمة خفيفة حول حصيلة قنص هذه الكاميرات المدعوة بالخفية ، ورصد حصيلتها عن قرب وبتأمل، يفضي بما لا يدعو مجالا للشك إلى حقيقة مفزعة .إما أن النجوم والمشاهير كائنات غبية ، ما يجعلهم يتساقطون فرائس سهلة في أيدى معدي هذه البرامج على خلفية الرغبة في الانتشار السريع . أو أن عملية الغش والتدليس عملة رائجة ومتفق في شأنها بين جميع الأطراف ولعل هذا الخيار الثاني هو الأكثر ترجيحا .

إن شرعنة الغش باستغفال المشاهد واستبلاد ذكائه ، عبر الاتفاق المسبق على التمثيل وتزييف الوقائع ، أو الاعتقاد الكاذب بتصديق ذلك لاحقا ، أمر على مستوى عال من الخطورة . ليس لأنه يقوم بهدم أحد أهم الركائز والأساسيات التي بنيت عليها فكرة الكاميرا الخفية، كحقل للإمتاع الفني ،والمؤانسة الاجتماعية وإشراك المشاهد في قوالب مقبولة أي أن هذا التفاعل واقعي وحقيقي ولا يقوم أحد بتصويره . بل يرجح الاعتقاد بأن التفاعل التلقائي للجمهور ليس يقينيا وأنه يتعرض لأبشع عملية استبلاد لذكتئه ووعيه وبمشاركته .

إن فكرة استضافة عدد من المشاهير في المجال الفني بشكل متكرر يشجع على الاعتقاد بأن الأمر ملفق . ليس لأن المعني بالأمر يعرف أنه مستهدف ، ويبرع في أداء دور الضحية . بل لأن الاستضافة تكون محل شبهة للوهلة الأولى ، ويكتشف الضحية أن اللقاء مقلب ، فيجاريه في تنفيذ المشاهد ، ويتقمص الأدوار بحبكة وبراعة ممثل قدير . لكن هذا التواطئ ليس مجانيا ، بل مقابل أجر متفاوض في شأنه .والضحية المشاهد.

اليوم ، وبما أن مواقع التواصل الاجتماعي خاصة منصة اليوتوب طافحة بالعديد من الشهادات والاعترافات الصادمة، التي يعبر من خلالها العديد من النجوم والمشاهير الضحايا المفترضين أو المغرر بهم ، ويفضفضون ويجرؤون على جلد النفس ، ويعلنون مشاركتهم وتواطئهم المخزي في برامج الكاميرا الخفية. نرى من المهم هنا ، إدراج نماذج من الشهادات والاعترافات التي سجلها البعض وحققت أرقاما قياسية في المشاهدات .

ولعل المثير والملفت هنا ، أنه على الرغم من الصراحة والجرأة لهؤلاء والاعتقاد لحد اليقين أن فكرة الكاميرا الخفية في شكلها الحالي تم استهلاكها ، ولم تعد تبهر أحدا،إلا أن هناك إصرارا قويا من قبل الشركات والمنتجين للاستثمار في هذا القطاع المربح سنويا ، لا سيما تزامنا مع شهر رمضان .
تصريحات بعض النجوم والمشاهير من مصر والمغرب :

قال الممثل باسم سمرة : أنهم اتصلوا به، كمشترك في برنامج المقالب الشهير رامز جلال ، لكنه رفض الاشتراك في مثل هذه البرامج رغم أنها تدر أموالاً كثيرة مضيفا أن برامج المقالب مثل برنامج رامز جلال يتفقون مع النجوم على المقلب مسبقاً"

النجم سمير غانم صرح " أن رامز جلال دعاه إلى "قرش البحر" فاعتذر بأن جسمه ، قد لا يمكنه من الحركات في المياه"

نجمة الاستعراض الفنانة فيفي عبده قالت " أنهم كلموها، فلم ترض أن تذهب، وقالت لرامز جلال أنها تخاف من مقالبه، لكن على عكس ذلك ، شاهدها الجمهور في حلقة من البرنامج المقلب، وهو ما يفند ادعاءها ، ويكشف بالملموس نازلة التواطئ المخزي .

الفنان الشعبي سعد الصغير قال " أن الحلقات الأخيرة من برامج المقالب تكون "مفبركة"، أي مزيفة، لأن تصويرها يأتى بعد بدء البث وانكشاف الفكرة للناس. واعترف بأنه شخصياً مع فريق عمله فعلوا ذلك في برنامج "الزفة".

اعترف الممثل أحمد راتب الذي شارك في "قرش البحر" بأن رامز أخبره قبلها بأن ما سيحدث هو مقلب لكي لا يتعب أو يتأذى فيه.

اعترف المغني الشعبي عبد الباسط حمودة بأن ظهوره في "قرش البحر" كان مرتباً ، وأنهم كانوا يتظاهرون بالأمر ، ويبالغون في الأداء.

اعترف الممثل بيومي فؤاد أن فريق عمل "رامز بيلعب بالنار" حاولوا استدراجه فشك في الأمر، فسألهم وعرّفوه بأنه مقلب؛ وتم تنفيذه معه رغم ذلك.

في المغرب، لا يمكن تصور برمجية شهر مضان على التلفزيون بجميع قنواته دون برنامج للكاميرا الخفية . وقد خرجت بعض الشخصيات المحسوبة على المجال الفني باعترافات و تصريحات تحدثوا من خلالها عن "فبركة" هذه الحلقات والتواطئ في شانها: يتبع



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاميرا الخفية : النشأة والمفهوم الجزء الأول
- الفنانة التشكيلية العصامية نجاة الكحص : ألواني.. لغتي البليغ ...
- فيروس كورونا يمهد الطريق للظهور على الشاشة أمام لي يسوى ولما ...
- كورونا : سؤال الأهلية بين الشيخ و الطبيب
- الوات ساب WHATSSAP زمن الكورونا هذا التقاسم المجنون !!
- مديرية صفرو : إصدار العدد الخامس من مجلة أگاي التربوية والشر ...
- ما درجة نجاعة التقنيات الذكية والتيكنولوجيا المتطورة في تقدي ...
- وسائل التواصل الاجتماعي.. المدرسة .. وكورونا
- الحماية القانونية للمعطيات الشخصية بالمغرب دراسة – مقارنة
- دليل حول كيفية تأثير المعلومة الكاذبة والمزيفة عبر الأنترنت ...
- ممتهنات روتين البيت على اليوتيوب اللواتي يرفضن الكشف عن زغبة ...
- من يلجم الرداءة المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي ، دون من ...
- التلفزيون المغربي يجني ثمار خيبته على مواقع التواصل الاجتماع ...
- إدارة النزاعات المسلحة غير الدولية لما بعد الحرب الباردة بين ...
- الكذابات والكذابون على منصة اليوتوب أو الكذب المرضي
- فعاليات الورشة التكوينية التي تنظمها الاكاديمية الجهوية للتر ...
- أرباح اليوتوبورز بالملايين بين الحقيقة والخيال بين الإشهار ا ...
- في اليوم الدراسي الجهوي حول التربية الدامجة (9 دجنبر 2019) ب ...
- قناة اليوتوب الأولى لترويج الدجل والخرافة والعرب في القمة إن ...
- حوار مع عبد الحفيظ العيساوي أستاذ بالمعهد الدولي - أبرا وينف ...


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - الكاميرا الخفية التواطؤ المخزي