أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رديف شاكر الداغستاني - منظمات المجتمع المدني والعولمة














المزيد.....

منظمات المجتمع المدني والعولمة


رديف شاكر الداغستاني

الحوار المتمدن-العدد: 1589 - 2006 / 6 / 22 - 09:37
المحور: المجتمع المدني
    


المجتمع المدني ظاهرة قديمة في المجتمعات الاسلامية تعود الى نظام الاوقاف والطرق الصوفية والطوائف الحرفية ( النقابات ) وظل المجتمع الاهلي يمتلك تعبيراته المدنية القديمة طيلة القرون الماضية حتى اعتماد الدولة العثمانية قانون ( التنظيمات ) في ثلاثينات القرن التاسع عشر حيث انتقلت عدوى الانظمة والافكار الاوربية الحديثة التي بلورت مفهوم المجتمع المدني الحديث وكرسته عمليا في القرن الثامن عشر .
اليوم ، يتزايد الاهتمام بالمجتمع المدني في بلدان القارات الثلاث ( الجنوب ) المحرومة في غالبيتها من الديمقراطية كتحصيل حاصل لبنيتها الماقبل - راسماليه او الراسمالية الناقصة في قلة منها مثل تركيا فقد ارتفع عدد منظمات المجتمع المدني منذ اواخر الثمانينات الى اكثر من ضعفي عددها في منتصف الستينات . وياتي هذا الاهتمام المطرد بظاهرة المجتمع المدني لاسباب تتعلق بفشل جهود التنمية الوطنية والاجراءات الاصلاحية ( الشكلية ) الخاصة بالحقوق السياسية والمدنية . وتزامن هذا التوسع مع عقد مؤتمرات دولية لمعالجة مشكلات حول مستقبل البشرية كالتنمية الاجتماعية والبيئة وحقوق الانسان والمرأة والسكان فضلا عن استخدام الغرب للمنظمات غير الحكومية كالية سياسية لتغيير النظم الدكتاتورية وتحقيق اللبرالية والتحول الى اقتصاد السوق.
يمر المجتمع المدني في بلدان الجنوب اليوم بمرحلة انتقالية بالغة الصعوبة والتعقيد تتشابك فيها الابعاد الدولية والتغييرات الداخلية ( لالاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية ) . ويتضمن ذلك التوجه الغربي لصناعة مجتمع مدني عالمي عن طريق عولمة المنظمات غير الحكومية وتحويلها الى الية لتنفيذ رؤى وخطط تنموية تهدف الى ادماج تلك الدول في اطار النظام العالمي الجديد اذ تحرص قوى العولمة على توظيف المجتمع المدني كظاهرة اقتصادية تستجيب لاهداف العولمة باعادة هيكلة الرسمالية المعاصرة بادماج اقتصادات مختلف بلدان العالم وفق شروط راسمالية المراكز على اساس اعلاء شان السوق والياته وفرض حرية انتقال رؤوس الاموال والاستثمارات والسلع والخدمات دون قيود تطبيقا لاديولوجية اللبرالية الجديدة .
لذا تدعو العولمة لتقوية منظمات المجتمع المدني بغية اضعاف الدولة وهو ما يقود الى تشرذم المجتمع بينما كنحن بحاجة الى دولة قوية وقادرة ولكن عادلة وديمقراطية تعطي الحرية للقطاع الاهلي .
كما وتوفر قوى العولمه الدعم القوى للمنظمات المعانة وتسيرها كيفما تريد . وقد قاد هذا التدخل الاجنبي الى تغير عميق في خريطة المجتمع المدني الذي تتهدد مؤسساته بالتحول عن مهمتها الاساسيه في دعم التطور الديمقراطي الى ملطف ومخفف لحدة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الناجمة عن سياسات العولمة وتاثيراتها على مجتماتنا ولدينا مثال صارخ على ذلك بما نلمسه من انفجار وليس نمو المجتمع المدني بسبب نشوء منظمات متكاثرة ولكن باهداف جزئية جدا ودون ان يكون لديها رؤية مشتركة او تنسيق للجهود ممايؤدي الى تفتيت وحرمان المجتمع المدني من البروز كقطاع ثالث الى جانب الدولة والقطاع الخاص .
ان انهيار الحركات الاجتماعية التقليدية ( عمالية ، فلاحية ، طلابية ونسائية ) وغياب طرح فكر مناسب في ظل التطورات الجديدة في العالم ساعد كثيرا على رواج الرؤية الخاطئة عن المجتمع المدني ومهماته واليات عمله . فالمنظور البنيوي التنموي للمجتمع المدني انه عملية مستمرة لاعادة تقسيم الثروة والسلطة في المجتمع وهذا هو الدور الحقيقي للقطاع الثالث في التنمية من خلال التاثير على السياسات العامة التي تعالج السلطة وتوزيع الثروة . ويمثل المجتمع المدني البنية التحتيه للنظام الديمقراطي اي بناء من اسفل يشمل الشعب كله تربية وتدريبا وممارسة في مختلف ميادين الحياة اليومية تمكنه من القيام بدور تنموي تغييري في اطار التنمية المستديمة ومن خلال المشاركة تتحول الجماهير من متلقية سلبية للمساعدات ( كما تتعامل معها غالبية منظمات المجتمع المدني الراهنة ) الى فاعل ايجابي مبادر ووسيط في عملية التغيير الاجتماعي .
ازاء هذا المشهد الحائر لا نعدم تجارب مغايرة لمنظمات المجتمع المدني الفسطيني جسدت نموذجا ايجابيا حين استطاعت ان تعوض غياب دولة وطنية مستقلة وانجزت بالفعل دور الحكومة بشروعها في الزراعة الجماعية والتعليم الشعبي والاقتصاد العائلي والخ . كذلك النموذج اللبناني ابان الحرب الاهلية في مجال الخدمات الغذائية والصحية والاجتماعية .



#رديف_شاكر_الداغستاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل الاحتلال لاينتهي
- الشعوب الاوربية ماذا تنتظر ..
- دور العبادة لم تعد للعباده
- عن اي اجتثاث للبعث يتحدثون
- وزراء بلا حدود .. ابطال الاستقرار
- الطبقة العاملةالعراقية بين صراع وصراع
- الحلركة العمالية الى اين
- ملئتم قلوبنا قيحا يا نفايات السياسة ..ابطال الارهاب
- ستار اكاديمي الوجه الاخر للارهاب
- وحدة... يسارية... تتحقق
- عيدٌ وباي حال ياعيدُ
- تناثرالحزب الشيوعي العمالي من ايران االى العراق
- وحدة اليسار العراقي ... هل تتحقق
- اللقاء غير المقدس بين الراسماليه والتحريفية
- ادانات لاترحم
- دفاعاً عن الحزب الشيوعي العراقي- القيادة المركزية
- بيان من المكتب العمالي المركزي الحزب الشيوعي العراقي القيادة ...


المزيد.....




- عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت ...
- إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص ...
- وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو ...
- هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو ...
- الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال ...
- العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من ...
- مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات ...
- أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رديف شاكر الداغستاني - منظمات المجتمع المدني والعولمة