أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - الحوار الامريكي والمأزق العراقي














المزيد.....

الحوار الامريكي والمأزق العراقي


زيرفان سليمان البرواري
(Dr. Zeravan Barwari)


الحوار المتمدن-العدد: 6584 - 2020 / 6 / 5 - 19:23
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الحوار الامريكي والمازق العراقي.

كثر الحديث عن الحوار الاستراتيجي المرتقب بين الولايات المتحدة الامريكية والعراق، وهناك جانبين من التحليل السياسي بخصوص هكذا حوار في الوقت الراهن احدى الجوانب تتعلق بالمعطيات السياسية والامنية في العراق والثاني يتعلق بالدور الامريكي في المنطقة ومحاولة واشنطن من تحقيق توازن النفوذ السياسي مع الاقطاب الدولية المتصاعدة في الشرق الاوسط.

لاشك ان العراق لم يشهد الاستقرار السياسي والامني منذ 2003 الا بدرجات متفاوتة حسب التقارب في المصالح الامريكية والايرانية، الا ان الربيع العربي والتغيرات الجيوسياسية التي افرزتها الثورات العربية قد غيرت الكثير من الحقائق والثوابت السياسية في البعدين المحلي والاقليمي بالنسبة للعراق، وتجلت هذه التغيرات في المظاهرات الشعبية التي اجتاحت الشارع العراقي مناديا بانهاء النفوذ الايراني واسترجاع هيبة الدولة العراقية من خلال تغلب المصالح الوطنية على الاجندة الطائفية والمذهبية الضيقة التي طالما استخدمت من قبل طهران كاداة في توسعها الاقليمي في كل من العراق وسوريا ولبنان، وعليه يمكننا القول بان الوعي السياسي العراقي واستخدام الشارع باتجاه الضغط على القيادات العراقية الموالية لايران احدث إرباكا للحسابات الايرانية والامريكية في العراق وهو ما تجلى في تسرع الولايات المتحدة الى دعم المطالب الشعبية واستخدام نفوذها في العراق باتجاه تحقيق المطالب الشعبية التي تخدم السياسة الامريكية في المنطقة، الا ان غياب القيادة والتخطيط وكذلك تفشي وباء الكرونا قد اثرت سلبا على الموجة الغاضبة للمتظاهرين وتسببت بتاجيل تحقيق المطالب الشعبية رغم تحقيق بعض الانجازات في مدة زمنية منها استقالة حكومة عادل عبدالمهدي وتشكيل حكومة الكاظمي التي تحاول جاهدا استناد شرعيتها من الشارع العراقي و دعم التغير والاصلاح السياسي.

بناءا على الخلفية المذكورة فالوضع العراقي وفق المعطيات السياسية والامنية والاقتصادية لا تخدم اي اتفاقيات دولية تبرمها العراق مع الدول الاخرى كون العراق في موقف ضعيف مقارنة مع الجانب الاخر وعليه يمكننا القول بان الهدف العراقي من الحوار الاستراتيجي هو تحقيق مصالح انية خاصة فيما يتعلق بالازمة الاقتصادية والامنية التي تمر بها البلاد. وتبنى الطرف الداعم للحوار في العراق على التغير في مواقف واشنطن ، فالدور الامريكي منذ بداية التظاهرات في العراق قد تطور من دور المشاهد مع تبني سياسة التحفظ بمواجهة التوسع الايراني الى التدخل وضرب المصالح الايرانية و الدليل على هذا سياسة تجلت في مقتل قاسم السليماني والمهندسي في بغداد مما احدث تطورا ملحوظا بالمواقف الامريكية مما تشجعت النخبة القريبة من امريكا في تبني سياسات لها طابع عراقي لاول مرة منذ 2003، والحوار الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد سوف يخدم النخبة العراقية التي تسعى الى ابعاد العراق عن الصراع الاقليمي والعمل على اعادة بناء الدولة العراقية من جديد.

اما ما يتعلق بالجانب الامريكي فان الحوار الاستراتيجي بالنسبة للولايات المتحدة تستهدف النفوذ الاقليمي للدولة الايرانية وكذلك التواجد الدولي لروسيا،فالسياسة التوسعيه الروسية القائمة على العمل العسكري في كل من سوريا وليبيا وكذلك التوسع الصيني القائم على الاتفاقيات الاقتصادية مع دول الشرق الوسط فضلا عن الفوضى الامنية التي احدثها الدور الايراني وتسبب في ازمات بنيوية فيما يتعلق بالتواجد الامريكي فرض على صناع القرار الامريكي التغير فيما يتعلق بالملفات الحاسمة في الشرق الاوسط.

تسعى واشنطن الى تحقيق مصالح استراتيجية من خلال الزام العراق بالموافقة على شروطها مقابل دعمها في الفترة الراهنة، هناك بعض الملفات البارزة التي تريد واشنطن مناقشتها مع الجانب العراقي، ابرزها التواجد العسكري الامريكي وهناك يريد الجانب الامريكي تحقيق اتفاق بعيد المدى على غرار التواجد العسكري الامريكي في كل من كوريا الجنوبية والمانيا واليابان، وعليه لابد من النخبة السياسية في العراق النظر في هذا الامر و تحقيق مصالح عليا لبغداد في حالة الموافقة على التواجد الامريكي بعيد المدى في العراق.

اما الملف الثاني بالنسبة لامريكا يتعلق بالجانب السياسي، تحاول واشنطن تطبيق النموذج الاردني في العراق من خلال ربط العراق سياسيا بالمشاريع الامريكية في الشرق الاوسط. وهنا ستواجه النخبة العراقية تحديات متعلقة بالتوازن السياسي مع إيران وهو ما ينعكس على التشتت في البيت الشيعي وبالتالي توثر على القرار العراقي في هكذا ملف.

والملف الثالث المهم في الاجندة الامريكية يتعلق بمشروع بناء الدولة العراقية من خلال ايجاد توازن بين المكونات الرئيسية في العراق وهنا لابد من الاشارة الى الزيارات الماكوكية التي بداتها السفارة الامريكية مع القادة الكورد وكذلك السنة باتجاه اقناع الطرفين على القبول بمركزية الدولة العراقية وكون التركيز الامريكي قد تغير الى دعم بغداد باتجاه تحقيق سيطرتها على الامور السيادية. واعتبارا من ذلك فان الموافقة الكردية والسنية على المشروع الامريكي ستكون نقطة قوة باتجاه تحقيق الحوار الاستراتيجي بين بغداد و واشنطن. واخيرا يمكننا القول بان الحوار الاستراتيجي سيواجه الكثير من المعوقات على المستوى الوطني والاقليمي ولكن يبقى ضرورة مره للعراق بهدف الخروج من مازقها الراهن في كافة المجالات الامنية والاقتصادية والسياسية.



#زيرفان_سليمان_البرواري (هاشتاغ)       Dr.__Zeravan_Barwari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد لا ينقصه التنظير
- الميليشيات وتدمير العراق
- الاقليم الكردي ، وأختلال توازن القوى!!
- سوريا .. وإقليمية الحل
- العثمانية اللأمركزية .. بديل سايكس بيكو
- حلب والعالم الاعمى
- سياسة القوة.. والتمركز التركي !!
- دولة المليشيا.. وصناعة الحقد
- أنقره.. وفوبيا الاكراد
- جمهورية العنف،، والرعب الشامل!!
- داعش .. والقوة المرنة
- الكورد.. والأمن الإقليمي
- تركيا .. والخيارات الصعبة !!
- داعش ... هادم الحضارة
- الدب الروسي .. وإعلان الحرب الباردة
- الإقليم بين رهانات الداخل وتهميش الخارج
- حزب الله من المقاومة الى الارهاب
- الحوار التركي- الكوردي. الواقع والتحديات
- لا شتاء بعد الربيع
- عمليات دجلة .. والدعاية الرخيصة !


المزيد.....




- ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا ...
- السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا ...
- -صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ ...
- بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا ...
- مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع ...
- إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا ...
- مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا ...
- من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
- غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ ...
- طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - الحوار الامريكي والمأزق العراقي