أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - الجريمة الكبرى والأقوى في الدولة














المزيد.....

الجريمة الكبرى والأقوى في الدولة


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 6584 - 2020 / 6 / 5 - 11:54
المحور: القضية الفلسطينية
    



المستوطنون دائما مستاؤون حتى لو ضموا الضفة الشرقية، فهم سيطالبون بالمزيد. والمشكلة هي مثل أي منظمة اجرامية هي مع من يسمح بوجودها، ومن يسمح بذلك هو نحن الاسرائيليون جميعا*

المستوطنون غير راضين. يقولون إنه ينمو لديهم اليأس. لقاءهم مع رئيس الحكومة أول أمس وُصف بأنه عاطفي جدا. والقلب تفطّر. كيف يفعلون شيئا كهذا لهم؟ ألم يتحملوا ما يكفي؟ خطة الضم ليست جيدة بما فيه الكفاية بالنسبة لهم. 19 مستوطنة يمكن أن تكون في الخارج. ماذا يعني في الخارج؟ خارج الأرض التي كلها لهم. خارج دولة الشعب اليهودي. وماذا سيكون على سكانها ذوي القيم؟ إلى أين سيتم اخلاؤهم؟ كارثة وطنية ستحدث. والقلب تحطم إلى شظايا.



لقد أحسن بنيامين نتنياهو صنعا عندما سارع إلى استقبالهم في لقاء مستعجل، ووعدهم أيضا بأن الضم سيكون دون أي صلة بخطة ترامب؛ عن دولة فلسطينية لا يوجد بالطبع ما سيتم التحدث عنه. ومع ذلك، هناك يأس. ومن أكثر حالات اليأس تبريرا، إذا لم يكن أكثرها. فقط ذوي القلوب الفظة لن يفهموا ما يعتمل في قلوبنا، التي ستتحطم.

لا يوجد رئيس حكومة لن يستقبلهم ويلتقي معهم في لقاءات مستعجلة. لا يوجد قطاع في المجتمع كانت في أذن رئيس الحكومة، أي رئيس حكومة، مصغية اليه مثلهم. فهم يشكلون الرعب على مقر رئيس الحكومة منذ أجيال.

لا توجد مجموعة قوة كل الأروقة مفتوحة أمامها بهذا الشكل. ما هي البطالة، الفقر، العنف، العنصرية، الوباء، ضائقة الصحة، السكن والتعليم أمام الضم. قلائل رؤساء الحكومة، وبالتأكيد ليس نتنياهو، الذين خطر ببالهم استقبال وفد ممن يعارضون المستوطنات. ربما هم أيضا في حالة يأس؟ ربما يكون يأسهم هذا مستعجل؟ ربما تكون الاخطار التي سيشيرون اليها أكثر خطورة من مصير النار المقدسة؟



صورة إيقونية التقطت في الاسبوع الماضي تحكي كل القصة: مجموعة من الرجال الأشداء يجلسون في دائرة، عدد منهم ينتعلون الصنادل وعدد ينتعلون أحذية طويلة، ومعظمهم يعتمرون القلنسوات المنسوجة، وأحدهم يرتدي سترة، المافيا تقوم بعملية، رجال العصابات يتناقشون حول الاموال المسروقة.

خارطة مفرودة على الأرضية الخشبية أمامهم، عيونهم محدقة فيها. معظم المناطق ملونة باللون الوردي فيها. هذه هي خارطة الاحتلال. إنه استعمار الـ 2020، كتب شخص ما في تويتر، حوار رؤساء المستوطنين بشأن الضم.

مستقبلهم لم يظهر في أي يوم من الأيام اكثر وردية، بالضبط مثل المناطق على الخارطة، لكنهم في حالة يأس. هكذا يتصرفون دائما. يعبرون عن يأسهم. القوزاق المسروق، الذي هو غير راض دائما. هذه شهوة الاحتلال وجشع العقارات الذي لم يشبع في أي وقت. مع تلاعبهم الساخر والمستمر هناك يأس. هذه أم كل الاعيبهم: اليأس.



على مدى خمسين سنة كانوا مستائين من جميع حكومات اسرائيل، ويقومون بابتزازها بدرجة متساوية تقريبا. اليأس يساعدهم، وقلائل جدا رؤساء الحكومة الذين لم يخضعوا لهم. والآن جاء دور نتنياهو.

هذه الصورة هي أيضا صورة الابرتهايد النقي. المزارعون البيض يوزعون جلد الدب الذي ليس لهم. معظم سكان المناطق الوردية لم يسألوا عن رغباتهم، وحتى هذا لا يسمونه ابرتهايد حسب الدعاية الاسرائيلية.

هل يوجد دليل أكثر وضوحا على الابرتهايد من هذه الصورة؟ أين هم الفلسطينيون؟ أليسوا من بني البشر؟ رؤساء منظمة الجريمة الأكبر والاقوى في الدولة يجلسون ويناقشون مصير سرقتهم. هم يوزعون أنفسهم في مناورة نموذجية بين المعتدلين والمتطرفين وكأنه يوجد فرق بينهم، بالضبط مثلما يوزعون لدينا هنا المستوطنات بين قانونية وغير قانونية وكأنه يوجد فرق بينها، وكأنها ليست جميعها اجرامية.

إلى اللقاء مع رئيس الحكومة لم يتم استدعاء الجيدين، هؤلاء هم الاكثر استعدادا للموافقة على ضم ترامب. الآن يجب ارضاء المتطرفين، الذين لا يشعرون بأن الضم هو جيد لهم. وأن الضفة الغربية سيتم ضمها وسكانها سيتم طردهم إلى كل صوب.

هم سيشتاقون إلى الخيار الثاني وسيعبرون عن اليأس. وعندما سيتم ضم الضفة الشرقية، هم سيرغبون في ضم أراض أخرى، وسيطلبون الالتقاء بشكل مستعجل مع رئيس الحكومة وسيعبرون عن الاستياء. وهم سيستاؤون أيضا عندما ستمتد بلادهم من النيل وحتى الفرات.

يجب علينا عدم لومهم. فمثل أي منظمة اجرامية، المشكلة هي مع من يسمح بوجودها. هؤلاء هم نحن. جميع الاسرائيليين.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جندي اسرائيلي أزهق حياته عبثا، لماذا؟
- شمعة في ذكرى بطل يهودي
- ليذكر شعب اسرائيل محمد كسبة
- اسرائيل بحالة اغلاق، الفلسطينيون كانوا سيشتاقون جدا لكهذا اغ ...
- اسمحوا لنا باسقاط طفل تتدفق منه الدماء
- معارضو النظام هم وطنيون
- اليهود هم نفس اليهود
- نعم، اقتل
- ما الذي حققتموه؟
- فقط اليهودي يمكنه أن يكون اسرائيليا
- اطردوني
- عيد ميلاد حزين
- موسم قطف الزيتون الاخير في الولجة
- فتاتنا
- جميعنا وسط
- من فضلك، قُم بالضم
- هل كان الوضع جيد قبل نتنياهو
- محفظة غانتس اللامعة
- ليعلم لوندون وتسيبر أن اسرائيل قاتلة أكثر ب 18 ضعفا
- متلازمة العيسوية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - الجريمة الكبرى والأقوى في الدولة