فاروق سلوم
الحوار المتمدن-العدد: 1588 - 2006 / 6 / 21 - 11:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يروي ماركيز .. لكن ..بتداعيات سحرية تفاصيل ايامنا في عالم مختلف ..لكنه مشترك
ويروي فوكنر .. ذاكرة للأسى الجنوبي
يصنعان لنا فكرا في كتب وروايات تنام قرب رؤوسنا دون ان نمرض او ننسلخ من كياننا وهويتنا
ودون ان يصيبنا مس او هوس يفقدنا توازن الأنتماء
لكننا ماذا نفعل.. ونحن مشدودين الى جدار
حين يمتهن الرواة تاريخ الناس ويصبح تجارتهم..
وحين يصبح الدين مهنة مدرارة ..يمخرق فيها الأمّي والجاهل
ويصير تجارة العصر..فأننا ضحايا التحريف ..وقتلى الغلو
وحين تصبح المعرفة اسيرة الماضي لأن كل ماهو حاضر و حديث بدعة ..وكل ماهو علمي وعصري ومستقبلي ..غربي لايجوز اتّباعه لأنه نتاج عقل ذمّي ..
فأننا امام اسئلة كثيرة قد نمنع من طرحها بسبب التكميم والخوف وحكمة الترغيب والترهيب
التي قد تحكم عليك بالموت رجما ..اوذبحا او معذبا بالدريل والسكين..وقطبي الكهرباء
التي لاتتوفر للناس بل تتوفر لأصحاب الأقنعة السوداء
من متخصصي انتاج الجثث المجهولة الهوية..او المقطوعة الرؤوس!!
سنوات وانا اعبر خضم الرواة بحثا عن الحقيقة من الدينوري الى الأشعري
ومن القمي الى الطبرسي والطوسي والمفيد والمرتضى وابن بابويه
والمسعودي وابن كثير والطبري والكليني والنوبختي والأصفهاني والطهراني
وسلسلة لانهائية من الرواة والمصنفات والمذاهب والأختلاف ..والندّية والتكفيرية والألغاء
..سلسلة من صنع تاريخ منحول ..موضوع ..مختلق..هو نتاج خلاف ابتدأ لحظة
ان طرد الرسول الكريم جلاّسه المختلفين من مجلسه الأخير ..وهو في النزع الأخير
وهم يرفضون الأ تيان بقرطاس ليستكتبهم وصيته..رافضا ان يراهم مختلفين وهو على ابواب
الملكوت ..حيث انتبذ كل منهم زاوية يقرر فيها.. لتبدأ صفحة مذهلة ..وغريبة من صفحات التاريخ تبتدي بأشكالية الخلافة والأمامة ولاتنتهي بنهايتهما.. رغم ماتلا ذلك من اهوال تاريخية
نعيش اليوم اكثرها دموية وفرقة ..واكثرها ابادة..
فيما يواصل الآلاف امتهان ذات المهنة في الرواية الدينية والتاريخية وكأن الزمن قد توقفت وعقمت اللغة وخلا الفكر..الاّ من تلك النوستالجيا المفضية الى الماضي وحسب..
فيما يروي الآخر حاضرنا ..وكأننا مخلوقات اسطورية هبطت من كون قديم..لانهائي
في قدامته ..وظلاله..
وعلى مقربة من اوراقي كلمات لأبن عربي تقول :
الآيات كثيرة لأن الموجودات كلّها آيات.. على الحق لقوم يعقلون
فمن وقف مع آية دون غيرها فما عرف من الحق سوى ما تعطيه ..
واذا عمّ الفساد البر والبحر فأرحل عن الأرض واجعل همتك سماوية علوية ..مخافة الهلاك.
#فاروق_سلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟