أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - في ذكري يوم قانا المعمد بالدماء















المزيد.....

في ذكري يوم قانا المعمد بالدماء


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 464 - 2003 / 4 / 21 - 06:02
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

اليوم: 18 ابريل – نيسان 1996

المكان: مقر القوات الدولية في بلدة قانا بالجنوب اللبناني

الزمان : زمان شعب الله المختار للبطش والقمع والمذابح وتطبيق مبدأ كل ما عليها فانٍ باستثناء اليهود.. هذا زمان الذل والهوان، زمان الغدر والخسة والإجرام، زمان  شمعون بيريس وارييل شارون وشامير وبيغن ومن كان ولازال معهم من قادة إسرائيل الخارجة عن تعاليم الإنسانية والحياة، وزمان الاحتلال الذي جعل من عناقيد الغضب الإسرائيلية عناقيد محرقة ومذبحة ومجزرة أدت لمقتل الناس وحرقهم أحياء بعدما إصابتهم قنابل الغضب العدوانية الموجهة بإرادة الراب وبرعاية الحاخامية السياسية والعسكرية الإسرائيلية.

إنها دماء الأبرياء قد سالت وأشلاء البشر من السكان المدنيين المسالمين الذين لجئوا إلى مقر القوات الدولية لحفظ السلام في جنوب لبنان تقطعت بفعل عناقيد الإجرام الإرهابي الصهيوني الرسمي، لقد تمت أبادتهم بتلك الطريقة الوحشية والسادية على خلفية قناعات أسس لها هذا الإرهاب المتسلح بخرافات دينية وخزعبلات عفريتية وشيطانية لا تعني الناس العقلاء، بل هي مجرد أحلام ومشاريع حكم وسيطرة تريد تأكيد هيمنة اليهودية السياسية والاستعلائية على المنطقة، ويتم ذلك عبر إرهاب السكان المحليين وإلغاء وجودهم وسحقهم عندما تقتضي الضرورة، وهذا ما كان يحصل بالفعل في الكثير من المحطات التي مر بها التاريخ الصهيوني المهيمن والمسيطر على فلسطين وبعض جوارها العربي، فالتاريخ الإسرائيلي مليء بالمذابح والمجازر التي تؤكد همجية هؤلاء القوم الذين يتاجرون بآلام اليهود ومحرقتهم، ومن ثم يستغلونها ويقومون بتجديد رعبها وهولها لكن هذه المرة على الشعوب العربية، فمذابح نكبة فلسطين في ال1948 لازالت حية رغم تراكم السنين والغبار عليها، ودير ياسين وكفر قاسم وقبية وصبرا وشاتيلا وقانا وجنين وأيام الذبح والقتل والاغتيال الفردي والجماعي المستمرة في فلسطين المحتلة والموثقة بالقلم والكاميرا،هي الشاهد الفعلي والحقيقي على همجية القيادة الإسرائيلية ودمويتها وعفونتها ولا إنسانيتها في الكثير من المواقف والمحطات. لأن هذه القيادة تأسست على أساطير وخرافات واهمة، وخزعبلات لا يؤمن بها إلا من كان مريضا عقلانيا ونفسانيا ولازال كذلك. ولأن القيادة السياسية والروحية للصهيونية التي تحكم الكيان الإسرائيلي هي قيادة ذات عقلية استعمارية استئصالية والغائية، فأنها تؤمن بهذا النوع من الإجرام الحربي والسياسي، وبتلك الوسائل لتحقيق الغايات الصهيونية في استباحة الأرض العربية واحتلالها واستيطانها وفرض الأمر الواقع عليها وعلى سكانها، كما أنها تؤمن باستعباد الإنسان الآخر الغير يهودي وذلك على أساس تعاليم دينية شوفينية تسمح لها بممارسة التفرقة العرقية والعنصرية، وهذه الرؤية الدينية المتسلحة بتعاليم شريعة الغاب هي التي تقود الحكام الإسرائيليين المتسلحين والمقتنعين أيضا بنظرية تعميم شريعة الغاب وتعزيزها من اجل لجم العرب واستيطان فلسطين واستبعاد أو استعباد الشعب العربي المحتار، حتى يصبح من محيطه إلى خليجه بإمرة شعب الله الذي يدعي انه مختار. فمن الذي اختار جيش الشعب المختار لقتل الأبرياء غير الذين يدعون أن الله اختارهم ليكونوا شعبه المختار وليكون جيشهم جيش هذا الشعب المختار، وهل جيش الله المختار يختار المدنيين والأبرياء والأطفال والعجزة والنساء ليقتلهم ويحرقهم ويمزقهم بقنابله الموجهة مع سابق إصرار؟؟

هذا جيش الإجرام المختار، وجيش القتل والابادة عن سابق إصرار، وجيش العقلية المريضة والسياسات العنصرية الحاقدة والبغيضة،لأنه جيش الإرادة الصهيونية التي تريد فرض منطقها وسلطتها ونفوذها ورؤيتها على الشرق العربي،هذا الشرق الذي يعتبرها بالأصل غريبة عنه ودخيلة عليه ولا تمت له بصلة. فمجرد قيام إسرائيل في المنطقة وعلى أنقاض البيت الفلسطيني جعل المنطقة كلها على كف عفريت وفوق برميل بارود وفي عدم استقرار وبلا سلام وأمان حتى يتم حل القضية الفلسطينية وعلى رأسها قضية اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا يضمن لهم حقوقهم المشروعة والعادلة في العودة إلى ديارهم التي هجروا وطردوا منها بالقوة.

في يوم قانا المعمد بالدماء والمعجون بلحم الشهداء، يقف المرء عاجزا عن وصف تلك اللحظات العصيبة التي مرت بها قانا ومر بها الشعب اللبناني ومرت بها الإنسانية جمعاء، فقد عبرت المذبحة الرهيبة في بلدة قانا عن انه لا يمكن لعقلية إسرائيل أن تتغير لأنها تأسست على هذه الرؤية وأقيمت بفعل العشرات من المذابح والمجازر التي تشبه بوحشيتها وقسوتها ودمويتها مذبحة قانا. لكن الذي ميز هذه المذبحة أنها جرت في أكثر الأمكنة أماناً، أو حيث كان من المفروض أن تعتبر آمنة بدون أدنى شك، فقد حدثت في مقر القوات الدولية التي تحفظ السلام في جنوب لبنان والتي تنتشر منذ سنوات في تلك المنطقة، فحدثت لتؤكد أنه لا يوجد أي مكان عند الصهاينة، فهم مستعدون لقتل الناس أينما كانوا في المدارس والحقول والمساجد والكنائس والمستشفيات والأديرة والمقرات الدولية.

 لقد كانت القيادة الإسرائيلية تعي وتعرف أنها قررت قصف مقر القوات الدولية في قانا وكانت كذلك تعلم أن المئات من المدنيين الأبرياء من سكان البلدة التجئوا إلى المقر هربا من القصف الإسرائيلي الذي لم يفرق بين أحد، لكن قنابل إسرائيل الموجهة من أعلى رؤوس السلطات الحاكمة فيها كانت وراءهم واستطاعت الطائرات والقنابل الإسرائيلية الانتصار على الطفل والطفلة والوردة والدمية وعلى البراءة والطفولة والسكون والصمت والملاذ الآمن.  لقد قتلت قنابل الإجرام والإرهاب الإسرائيلي في غارة واحدة 106 وجرحت 110 جلهم من الأطفال والنساء والعجزة وكان معظمهم من نفس العائلة الواحدة. وفي معرض أجابته على سؤال المذبحة، قال شمعون بيريس الحائز على جائزة نوبل للسلام مثله في ذلك مثل مناحيم بيغين بطل مجزرة دير ياسين، إن إسرائيل كانت تمارس حقها في سياسة الدفاع عن النفس وأن الغارات سوف تتواصل على الرغم من المذبحة..

هذا هو عدوكم أيها العرب، وهذه هي طريقة تفكيره واحتكاره لدور الضحية حتى في أبشع لحظات عريِه السياسي والأخلاقي ، فإلى متى ستبقى السياسة العربية عاجزة عن استثمار الهمجية الصهيونية لصالح الضحية الحقيقية والتي هي بكل تأكيد الشعوب العربية؟.:

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها العرب خذوا العبرة من آرثر ميلر..
- ماذا بعد سقوط النظام واحتلال العراق؟
- 17 أبريل،يوم الأسرى
- سقوط النظام وانتشار الجرائم بتشجيع من الاحتلال ..
- مبروك هولاكو الجديد
- كذبة الثاني من نيسان
- كذبة أول نيسان
- أيام فلسطين بأرضها ومخيماتها
- رامسفيلد يؤكد شمولية الحرب - المؤامرة
- لقد طار بيريل والبقية تتبع..
- أمريكا تحارب وإسرائيل تجني الثمار
- رامبو الأمريكي والمقاوم العراقي
- عراقنا و عراقهم
- للنرويج دور لم ينته بعد
- أود كارستين تفييت
- ليس دفاعا عن محمود درويش
- الأعلام الإسرائيلي في بلاد العرب
- هل تغير شارون ؟
- فتحي أبو جبارة
- مصائب شعب العراق فوائد لأهل النفاق


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - في ذكري يوم قانا المعمد بالدماء