أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الشامي - تاريخ حافل من الاحتجاجات على العنصرية في الولايات المتحدة















المزيد.....

تاريخ حافل من الاحتجاجات على العنصرية في الولايات المتحدة


حسن الشامي

الحوار المتمدن-العدد: 6583 - 2020 / 6 / 4 - 14:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أمس 3 يونيو 2020 م فتح سكان العاصمة الأمريكية واشنطن، أبوابهم أمام مئات المتظاهرين حتى لا يتم القبض عليهم لخرقهم قرار حظر التجول في المدينة. وسمح أحد أصحاب المنازل، يُدعى راهول دوبي (44 عاما)، لعشرات المتظاهرين الشباب باللجوء إلى منزله بعد أن حاصرتهم الشرطة في شارع بحي دوبونت سيركل بالمدينة.

وساعد مع بعض جيرانه، في تقديم المساعدة الطبية للمتضررين من الغاز المسيل للدموع قبل إيواء المتظاهرين عندما لاحظوا أن قوات الشرطة تعتقل كل من يتصادف وجودهم في الشارع. وتفرق عشرات المتظاهرين في أدوار منزل دوبي، وظلوا عالقين هناك حتى رفع حظر التجول بواشنطن عند الساعة السادسة صباحًا.

ليس هذا فحسب؛ بل إن عمال توصيل الطلبات للمنازل كانوا يمدون الشباب بالبيتزا والماء طوال الليل، وفي صباح اليوم التالي تجمعت مجموعة من النشطاء خارج منزل دوبي لضمان خروج المتظاهرين بأمان وألا يتم القبض عليهم عند مغادرتهم.

وفال دوبي للمتظاهرين لدى مغادرتهم : "عودوا إلى منازلكم بأمان، واحصلوا على قسط من الراحة.. سنتحدث إلى بعضنا البعض".

يأتي هذا في الوقت الذي كثفت فيه الشرطة تواجدها في حي دوبونت سيركل؛ حيث قال المتظاهرون إن الجنود حاولوا مراراً إقناعهم بالخروج من المنازل التي كانوا يحتمون فيها.

وقالت أليسون لين، التي كانت من بين المتظاهرين الذين دخلوا إلى المنزل، على حسابها بتويتر: "يوجد حوالى 100 شخصا في منزل محاط بالشرطة.. فتح جميع الجيران في الشارع أبوابهم وهم يدعمون المتظاهرين. حاصرنا رجال الشرطة في هذا الشارع ورشونا برذاذ الفلفل".

في المقابل، نزعت الشرطة في نورث كارولاينا فتيل المواجهة المتوترة مع المتظاهرين بالركوع أمامهم دعما لمطالبهم بتحقيق العدالة في قضية جورج فلويد.

وفوجئ المتظاهرون بحوالي 60 ضابطا يركعون سويا لمدة 30 ثانية تقريبا ليبدون رفضهم لما حدث لفلويد.
وقال مركز الشرطة في تغريدة : "في محاولة لإظهار مدى فهمنا للألم الذي يعاني منه مجتمعنا وأمتنا بشأن المساواة، ركع الضباط ليثبتوا أننا ندافع أيضًا عن هذا المبدأ". وأضاف: "نحن ملتزمون بالاستماع ومعاملة الجميع بكرامة واحترام".

ولفظ فلويد أنفاسه بعد أن بقي شرطي أبيض جاثما بركبته على رقبته لما يقرب من تسع دقائق يوم 25 مايو الماضي في مدينة مينيا بوليس ليشعل ذلك من جديد قضية وحشية الشرطة ضد الأمريكيين من أصل أفريقي قبل 5 أشهر من انتخابات الرئاسة.

ووجهت لضابط الشرطة الذي جثم بركبته على رقبة فلويد تهمة القتل من الدرجة الثالثة وتهمة القتل غير العمد من الدرجة الثانية. وأقيل ثلاثة ضباط آخرون متورطون لكن لم توجه لهم اتهامات.

وقد أثارت قضية مقتل الأمريكي جورج فلويد اضطرابات في الولايات المتحدة، تحاكي تلك التي شهدتها بلدان الثورات الملونة والميدان والربيع العربي، وحملت المراقبين على تسميتها بالربيع الأمريكي.

وقضية فلويد لم تكن الأولى من نوعها خلال العقد الأخير في الولايات المتحدة، حيث خرج في يونيو 2010 م مئات المتظاهرين من أصول إفريقية إلى الشوارع في مدينة أوكلاند بكاليفورنيا احتجاجا على الحكم الصادر بالسجن عامين بحق الشرطي الأبيض جوهانس ميزيرل، الذي أدين بالقتل غير المتعمد.

وسوّغ ميزيل في إفادته أمام المحكمة إطلاق النار على ضحيته من أصول إفريقية، بأنه خلال فض عراك في إحدى محطات القطار، "أخطأ" في استخدام الأسلحة التي في حوزته، وعوضا عن مسدس الصدمات الكهربائية، أشهر سلاحه الفردي وأطلق منه الرصاص ليصيب أحد الفارّين من العراك، ويرديه قتيلا... رصاص جوهانس أدرك الفارّ في ظهره.

وعمّت الاضطرابات والمواجهات بين الشرطة والمحتجين في يوليو 2013 م لوس أنجلوس، وشيكاغو، ونيويورك، وسان فرانسيسكو، وأوكلاند، إثر تبرئة المحكمة جورج تسيميرمان، أحد أفراد مجموعة من المتطوعين المدنيين لحفظ النظام في أحد أحياء سانفورد بفلوريدا، من جريمة قتل الشاب الأمريكي من أصل إفريقي تريفون مارتين.

المتطوع تسيميرمان، بعد أن اتصل بالشرطة، لم ينتظر وصولها، وبادر إلى اعتقال الفتى البالغ 17 عاما. وخلال محاولة الاعتقال، أطلق النار عليه فأرداه قتيلا، وذلك "دفاعا عن النفس"، حسب قوله.

وعمّت مسيرات الاحتجاج التي حظيت بمشاركة بيضاء واسعة عددا من المدن، واتسمت في معظمها بالسلمية، باستثناء أعمال تخريب وسطو وشغب وإضرام للنار في أوكلاند.

وفي أغسطس 2014 م وفي مدينة فيرغيوسون بولاية ميسوري، قتل الشرطي الأبيض دارين ويلسون الشاب الأسمر مايكل براون البالغ 18 عاما "دفاعا عن النفس"، رغم إفادات الشهود بأن الشرطي أطلق النار على الشاب ويداه مرفوعتان للأعلى وخاليتان من أي سلاح أو أداة.

وأثار مقتل براون غضبا شعبيا كبيرا في المدينة، التي استمرت الاحتجاجات والمواجهات فيها بضعة أشهر بين المتظاهرين الذين أمعنوا في عنفهم وأعمال التخريب التي مارسوها، والشرطة التي استخدمت الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع.

واحتدمت الاضطرابات في نوفمبر، بعد تبرئة ويلسون لـ"ضعف الأدلة"، كما جاء في حكم القضاء، الذي أطلق يد الحرس الوطني في المدينة ليخمد الاحتجاج. موجة العنف آن ذاك امتدت إلى شيكاغو وفلادلفيا وأطلانطا ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو وطالت خمسين ولاية.

وفي أبريل 2015 م، قتل الشاب الأسمر فريدي غري البالغ 18 عاما خلال محاولة اعتقاله في بالتيمور بولاية ميرلاند متأثرا بكسر عنقه، حيث انهال عليه ستة من رجال الشرطة لمنعه من الحركة والفرار. المحكمة برّأت الشرطة، وأثارت بحكمها هذا موجة عارمة من الاضطرابات في المدينة تخللتها مواجهات عنيفة أحرق خلالها المخربون 150 سيارة وهاجموا المحال والأماكن العامة والخاصة، فيما أصيب 15 من رجال الأمن والشرطة. الاضطرابات أخمدها الحرس الوطني الذي استدعي إلى المدينة لإعادة الحياة الطبيعية إليها.

وفي 5 يوليو 2016 م اندلعت الاحتجاجات في مدينة باتون-روج في ولاية لويزيانا إثر مقتل غيلتون ستيرلينغ البالغ 37 عاما، حيث جثم عليه شرطي أبيض بكل ثقله وأطلق عليه النار بضع مرات.

وفي 7 يوليو 2016 م، وفي مدينة فولكن هايتس بولاية مينيسوتا، أطلق شرطي أبيض النار على مواطنه من أصول إفريقية فيلاندو كاستيليه الذي طلب منه إظهار أوراقه. وفيما الضحية مدّ يده ليبرز الأوراق، سارع الشرطي إلى إطلاق النار عليه ليقتله على مرأى من زوجته وطفله اللذين كانا في السيارة، ظنا منه بأنه أراد "إشهار مسدسه" عوضا عن الأوراق.

وخلال المواجهات التي أعقبت الحادثين، أصيب في مدينة دالاس في ولاية تكساس 11 شرطيا، توفي خمسة منهم متأثرين بجروحهم. وطوت النيابة العامة الأمريكية القضيتين في مارس 2018 م، وأعلنت أن إجراءات رجال الشرطة في الحادثين، كانت "عقلانية ومبررة".

وأثار حادث مقتل المطلوب من أصول إفريقية سيلفيل كي سميث البالغ 23 عاما على أيدي الشرطة غضب الشارع في مدينة ميلوكي بولاية فيسكونسين في أغسطس 2016 م، حيث أحرق المحتجون بنكا، ومعرضا للسيارات ومحطة وقود في المدينة، التي فرض فيها حظر التجول لإخماد الاحتجاج.

وأقيل الشرطي سميث المتهم بقتل المطلوب من عمله، بعد إدانته بالقتل غير المتعمد، إلا أن المحكمة عادت عن قرارها، وبرّأته صيف 2017 م.

وأعلن في الولايات المتحدة سنة 1865 م عن تحرير العبيد، إلا أن ظاهرة جديدة برزت في المجتمع الأمريكي في أعقاب ذلك تمثلت في نظام الفصل العنصري، الذي أسس له البيض بعزل أنفسهم وأماكنهم عن مواطنيهم من أصول إفريقية.

كما تجلّت مظاهر الفصل في ظهور قاعات انتظار ومقاهي ومراحيض عامة خاصة بالبيض وأخرى بالسود، كما افتتحت جامعات ومدارس مفصولة، وخصصت في حافلات ووسائل النقل أماكن خاصة للّونين.

وفي الثلاثينات من القرن الماضي، حظرت الحكومة الأمريكية على المواطنين من أصول إفريقية السكن في مناطق وأحياء معينة في البلاد، سميت بمناطق الخط الأحمر، الأمر الذي مهد لظهور أحياء ومناطق للسود وأخرى للبيض، واستمر هذا الفصل حتى سنة 1960 م.



#حسن_الشامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة إعداد الدساتير للنظم الديمقراطية
- الإعلام المصري.. ومطالبات للخروج من الأزمة
- تطور الحياة النيابية المصرية.. من عام 1824 م وحتى عام 2011 م
- تحديات الإعلام العربي.. بين الواقع الراهن والمستقبل المنشود
- مستقبل الصحافة الورقيّة في مصر.. صراع -النزع الأخير-
- لماذا يحتفل العالم بعيد الأم؟
- حقوق الإنسان : بين المواثيق الدولية والتشريعات الوطنية .. مص ...
- الدَّين الخارجي المصري في عام 2019 : كيف زادت الأعباء وارتفع ...
- خبراء روس يثبتون أثر التغيرات المناخية على الحضارة المصرية و ...
- ثورة 23 يوليو 1952 والثقافة للجميع
- الصراع بين الاستخبارات الصينية والموساد الإسرائيلي لحسم معرك ...
- في اليوم العالمي للمرأة : هل حصلت المرأة العربية على حقوقها؟
- مشروع الشرق الأوسط الجديد
- تقرير أممي يتوقع أن يحافظ الاقتصاد المصري على نسبة نمو 5.2 ف ...
- إطلاق النسخة العربية من تقرير اليونسكو للعلوم
- الضباب.. رؤية روائية معاصرة للحركة الطلابية في سبعينات القرن ...
- اللجنة النقابية للعاملين بنوادي هيئة قناة السويس تنسحب من ان ...
- تقرير -المرأة والأرض في العالم الإسلامي-
- لماذا الاحتفال بعيد الأم في العالم كله؟
- التفاصيل الكاملة للانتخابات الرئاسية في مصر


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الشامي - تاريخ حافل من الاحتجاجات على العنصرية في الولايات المتحدة