أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عبدالله - عسكر الأوليغارشية : عسكر على مين ؟















المزيد.....

عسكر الأوليغارشية : عسكر على مين ؟


عبدالله عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 6583 - 2020 / 6 / 4 - 02:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعاني المجتمع اللبناني من أمراض نفسية أبرزها حالة النفاق الاجتماعي، مثل بقية المجتمعات العربية من دون استثناء. لدرجة أن هذا الشعب قد يبكي على من كان سبب، في مأساته وتشرده ونكباته فقط من أجل تسجيل موقف وطني أمام بقية اللبنانيين بغية الوصول إلى هدف ما أو حتى للمحافظة على وظيفته في العمل. ولكن أبرز ما يمكن أن يتميز به هذا الشعب بكافة أطيافه هو التملق إلى مؤسسة الجيش اللبناني، وتقديسها وبل حتى جعلها فوق كل اعتبار. بالرغم من معرفة هذا الشعب، أن جيشه المغوار أقصى ما يمكن أن يفعله هو لعب دور الخزمتشيه عند أسيادهم في هذه المؤسسة.
يحتاج لبنان إلى خبراء في علم الاجتماع والنفس، لدراسة هذه الحالة المرضية، التي تتزايد داخل المجتمع في تقديس ثالث أقوى جيش في لبنان ألا وهو ما يعرف بالجيش اللبناني أو كما أحب تسميته بـ عسكر الأوليغارشية.
يعلم الشعب اللبناني جيداً، أن هذا الجيش لم يدخل في معركة عسكرية إلا بوجه العمال والثوار والفقراء من الشعب اللبناني أو اللاجئين الفلسطينيين والسوريين. وحتى ما قام به هذا الجيش المغوار لا يصل إلى مستوى المعركة، لأنها غير متساوية بين الطرفين في الأصل، لذلك أدق تفصيل يمكن تسميته هو بلطجة الجيش اللبناني على المساكين.
ويدرك هذا الشعب، أن مقولة (الجيش صمام الأمان) هي كذبة يحاول إقناع نفسه بها. اللهم إلا إذا كان القصد في أن هذا الجيش هو صمام أمان المصالح الأمريكية وحلفائهم من الكيان الصهيوني والدول الإقليمية وهنا اتفق معهم في هذه المسألة. والكذبة تكشف ذاتها، عند العودة إلى التاريخ القريب وهو الحرب الأهلية وأزمة 58 الذي وقف الجيش بجانب الطبقة الحاكمة بوجه القوى الوطنية الثورية الحرة. وبل، انصياع معظم الرتب العسكرية وعناصرها لصالح اليمين اللبناني (الجبهة اللبنانية) في العام 1976، عند احتدام الصراع العسكري بين الأطراف اللبنانية. بالإضافة إلى، خدمة بعض وحداته تحت لواء جيش الاحتلال الصهيوني تحت مسمى جيش لبنان الجنوبي بقيادة الرائد الخائن الصهيوني سعد حداد ومن أتى خلفه أنطوان لحد، حيث نفذ هذا الجيش المتصهين عمليات إجرامية من قصف وتشريد واعتداء مباشر على أهالي الجنوب بسبب موقفهم الرافض من الأصل بوجود قوات صهيونية على أراضيهم. ومن دون نسيان، الدور الامبريالي للجيش اللبناني في الحرب الباردة أثناء ما يعرف بالعهد الشهابي (المخابراتي) وكيف تحول دوره في ملاحقة كل المناضلين الشيوعيين وضرب عملياتهم الثورية لأنها تضرب مصالح الإمبريالية الأمريكية الصهيونية.
عند تحليل هذه التفاصيل التاريخية وتفسيرها، نجد بأنها طبيعية جداً لأن هذه المؤسسة ليست وطنية بل أوليغارشية مثل بقية المؤسسات اللبنانية التي تعمل لصالح زعماء الطوائف ومن خلفهم من الأنظمة الإقليمية والإمبريالية الصهيو – أمريكية.
وتعد لحظة السابع من أيار في العام 2008، عند اشتباك أطراف الفساد والإجرام 8 – 14 آذار ووقوف قيادة الجيش بجانب حركة أمل وحزب الله أو على الحياد السلبي لدرجة عدم السماح للمواطنين الاختباء في الثكنات العسكرية عند إطلاق الرصاص العشوائي، دلالة كافية إلى اعتبار هذا الجيش بأنه غير وطني أو حتى إنساني.
ومن أجل القارئ العربي، الذي قد يتساءل حول هذه المرحلة السخيفة في الحياة السياسية اللبنانية، إن ميل الجيش لطرف ضد طرف، كان بسبب صفقة رئاسية بين قائد الجيش السابق الجنرال ميشال سليمان وحزب الله وحركة أمل، لتعبيد الطريق له للوصول إلى قصر بعبدا الرئاسي ليصبح رئيساً للجمهورية عبر اتفاق الدوحة، والذي أيضاً بدوره يكشف لنا صعود دويلة قطر التي أصبحت فيما بعد عراب للإسلام السياسي والجماعات الإرهابية المتطرفة في سورية ولبنان والمنطقة العربية.
إذاً الجيش اللبناني، هو مؤسسة تعمل وفقاً لمصالح القوى السياسية والغلبة الحاكمة، بمعنى أدق أثناء حقبة المارونية السياسية كان يعمل لصالح آل الجميل وآل شمعون وغيرهم. أما الآن فهو متحالف مع الشيعية السياسية، وهو التحالف الذي قصدته في المقالة السابقة (تحالف المارونية السياسية مع الشيعية السياسية)، وكما أن قائد الجيش يعين من قبل الإدارة الأمريكية.
وللعودة لحالة النفاق الاجتماعية، منذ بداية الانتفاضة الشعبية 17 تشرين ومعظم الشارع اللبناني يهلل للجيش، تحت مسميات كثيره أبرزها (الجيش أخواتنا). في البداية، يمكن غض النظر حول هذا الشعار السطحي الفارغ نظراً لدخول أجيال جديدة على ساحة الانتفاضة، والتي لم تتعرف كثيراً على الواقع اللبناني جيداً، وأيضاً بسبب غياب قيادة ثورية تحترم نفسها، ترشد هؤلاء حول عمق الأزمة المادية والاجتماعية والسياسية. ولكن بعد تنكيل هذا الجيش، بالمتظاهرين في جل الديب وطرابلس وانسحابه تكتيكياً عند اعتداء (بلطجية) الثنائي الشيعي أي حزب الله وحركة أمل على المتظاهرين السلميين في ساحة رياض الصلح والشهداء وسط العاصمة بيروت، لا يمكن وصف من يبرر أو يهلل للجيش سوى بأنه خائن وكاذب وجبان.
وللأمانة التاريخية والإنصاف، أثبتت الأجيال الجديدة التي شاركت الانتفاضة منذ لحظتها الأولى مدى تصالحها مع ذاتها منذ بداية انتفاضة 17 تشرين، أكثر من الأجيال السابقة التي تتفاخر بذكرياتها المحروقة خصوصاً مرتزقة المحاور في مدرسة 14 آذار التي أفرزت لنا أبواق وعملاء سفارات عربية وعالمية.
في نهاية المطاف، على الشعب اللبناني أن يتصالح مع ذاته ويتحرر من لعنة الطوائف من أجل وضوح الرؤية في معركة المواجهة ضد الأوليغارشية الحاكمة منذ ما قبل نشوء هذا الكيان المصطنع الذي يسمى (لبنان).
ويكون هذا التصالح عبر اعتبار هذا الجيش أحد أضلاع هذه الطبقة، مثل المصارف والمراكز الحزبية والأمنية والوزارات وغيرها من الأماكن الحيوية التي يستند عليها أمراء الحرب الأهلية والزعامات الطائفية.
بالإضافة إلى نسف البدعة التي يرددها الجبناء ومن قيادات بعض المجموعات المتسلقة وهي ضرورة التعاطف مع عناصر الجيش اللبناني لأنهم فقراء أو مغلوب على أمرهم، حيث هؤلاء هدفهم هو عدم إزعاج زعماء الأحزاب الطائفية الرجعية لأنها توفر لهم هامش من حرية الحركة داخل المناطق المسيطر عليها أو تعطيهم فتات خبزها.
الجندي الفقير هو الذي يتحرش بالنساء في الحواجز. هو الذي يعتدي ويضرب كل عامل ولاجئ.
الجندي الفقير هو الذي أطلق رصاص بندقيته بوجه البروليتاريا في حي السلم دفاعاً عن وزارة العمل في العام 2004.
الجندي الفقير هو الذي رفع اصبعه الأوسط بوجه الشعارات التي تطالب في حقوقه المدنية.
هو فقير مثل بقية الشعب ولكنه حقير لأنه وضع مصير حياته لحماية قصور الفاسدين.
باختصار ..يا شعب اللبناني عسكر الأوليغارشية مش خيي ولا خييك.



#عبدالله_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفدرالية في خدمة الصهيونية : لبنان نموذجا
- المصارف في دائرة الإستهداف : شبح علي شعيب اذ يعود
- سيدة الصباح البهي
- أنا دمشق
- متى تسقطين تفاحة ؟
- سورية بين زمنين -حركة 23 شباط والحركة التصحيحية-.
- منوعات في الحب والحياة
- اتحاد الالهة
- النوم في حلم الحبيبة
- حماس فرخ سلطة
- مرشد شبو
- النضال اثوري المسلَّح
- أنت كل المؤنث
- على أمل اللقاء يوما
- ابليس الثائر الشجاع
- صديقي المخبر
- طوبى للثائرين
- السمراء
- الملك الغراب
- خمر النبوءة


المزيد.....




- بايدن يعترف باستخدام كلمة -خاطئة- بشأن ترامب
- الجيش الاسرائيلي: رشقات صاروخية من لبنان اجتازت الحدود نحو ...
- ليبيا.. اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في سرت (صور)
- صحيفة هنغارية: التقارير المتداولة حول محاولة اغتيال أوربان م ...
- نتنياهو متحدثا عن محاولة اغتيال ترامب: أخشى أن يحدث مثله في ...
- بايدن وترامب.. من القصف المتبادل للوحدة
- الجيش الروسي يدمر المدفعية البريطانية ذاتية الدفع -إيه أس 90 ...
- -اختراق شارع فيصل-.. بداية حراك شعبي في مصر أم حالة غضب فردي ...
- بعد إطلاق النار على ترامب.. بايدن يوضح ما قصده في -بؤرة الهد ...
- ترامب يختار السيناتور جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عبدالله - عسكر الأوليغارشية : عسكر على مين ؟