حيدر عباس جعيجع
الحوار المتمدن-العدد: 6582 - 2020 / 6 / 3 - 22:00
المحور:
المجتمع المدني
الشعوبُ الحيَّةُ هي مَن فَهَمت جيدًا أن الحريةَ تُؤخذ ولا تُعطى، وأن الديمقراطياتِ والحقوقَ لا تُمنَح بالمجان بل هي نتاجٌ لتضحياتٍ كبيرةٍ ومستمرة. لذا لم تَدَّخِر شيئًا في سبيلها واستمرت وما زالت إلى اليوم. وخيرُ مثالٍ لذلك الشعبُ الأمريكي وثورةُ الزِنجِ الأخيرة.
يقول د. علي الوردي في كتابه وُعَّاظ السلاطين: إن الثورةَ نزعةٌ أصيلة مِن نزعات المجتمع المتمدن، لا يستطيع أن يتخلى عنها إلا إذا أرادَ أن يسيرَ في طريقِ الفناء.
وللأسف أقول ما نلاحظُه في مجتمعاتنا شُبهِ البدائية هو غيابٌ لهذهِ المفاهيم، فبدل الحريةِ ومفهومها تَحِلُ التبعياتُ الجهوية، وبدل مفهوم الوطن والولاء له تَحِلُ الولاءاتُ للجماعةِ والعصبةِ والقبيلة.
وربَّما هذه الولاءاتُ ليست بجديدةٍ على العراقيين، فمنذُ آلاف السنين نَجِدهُم قد دأبوا على ذلك، يقول نص سومري:
ليس بمقدورِ الإنسانِ، بلا إلهٍ شخصي
أن يكسبَ خبزَه
ولا بمقدورِ الفتى أن يُحركَ ذراعَهُ ببطولةٍ في المعركة
#حيدر_عباس_جعيجع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟