|
إقفال مكتب واشنطن لا يُنهي حق .. فلسطين المشروع في إقامة الدولة ..
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 6582 - 2020 / 6 / 3 - 16:21
المحور:
القضية الفلسطينية
اليس من المعيب ان نقرأ لكبار الكتاب في العالم العربي وفِي لبنان خصوصاً من مًًن كانوا جهابذة الكتاب عن القضية الفلسطينية وتماديهم في اتهاماتهم اليوم في ذكرى اليوم العالمي للقدس ولذكرى النكسة والنكبة المتواصلة حاصدةً كل من يقف في وجه صفقة القرن الملعونة . لكن هناك من يتعرض على الاجندات الأفضلية والاولوية للمسار الفلسطيني وخارطة الطريق التي تبدو مسدودة ويجب التظافر والتعاضد ان يكون في الواجهة كرد واقعياً على خيبات الأمال للشعب الفلسطيني الذي يحتاج الى دعم وليس الى وضع العصى في عجلات الوحدة للمنظمة التحرير وللسلطة الوطنية في حد ذاتها التي تُعاني من الإفلاس السياسي المفروض . لكن علينا هنا قِبل ان نروج المعادات لأدوات المقاومة ومن بقي منها على الصعيد العسكري المتواضع يجب ان نقدر ونثمن من يلقي رافعاً نظرية الثورة حيةً وثائرة لن تموت . منذُ اليوم الاول بعد إطلاق المفاوضات المباشرة بين الدول العربية والدولة العنصرية واليهودية الاولى في العالم إسرائيل .بعد أعلان القائد ياسر عرفات من الجزائر في مؤتمر تاريخي للمجلس الوطني الفلسطيني ،والذي كان يضم كافة القوى السياسية وحتى الفصائل العسكرية الرافضة للحل السلمى التي تتخذ من المقاومة والعنف الثورى مساراً اساسياً في إستعادة فلسطين وتحريرها من النهر الى البحر ،إلا إنها كانت مرغمة بالمشاركة في تحديد اللمسات الاخيرة عندما صار تجمع الجزائر مشروع الدولة او السلطة الوطنية الفلسطينية في المنفي. ذلك كان في ايام مؤتمر مدريد الذي إرتكزت منظمة التحرير الفلسطينية في مساندة ومشاركة كافة الأنظمة الرسمية العربية ،مصر .سوريا.لبنان. المملكة العربية السعودية.في التفاوض المباشر مع زعماء وقادة العدو الصهيوني إبان ترأس إسحاق شامير الوفد . لكن على ما بدا من اللقاء أنذاك لم تتوصل الوفود الرسمية تحت رعاية الحكومة الاسبانية في كفالتها ان تُصبحُ المفاوضات ومتابعتها مباشرة بين "منظمة التحرير الفلسطينية " والكيان الصهيوني إلا ان الأحداث المتسارعة مثلاً ،تفكك الإتحاد السوفييتي، وأجتياح العراق للكويت ،وبلوغ الإنتفاضة الفلسطينية ذروتها، والحرب العراقية الإيرانية ،حالت أنذاك الى تأجيلها وكانت "اوسلو" العاصمة النروجية مسرحاً سرياً للجريان السريع للإتفاقية التي تُوِجت في شهر أيلول من العام "1993"في حديقة البيت الأبيض ، وما تلاها من تسميات حيثُ كانت ارفع المستويات بالنسبة للمشاركين في التطبيع او للمساهمين في تمييع القضية الفلسطينية ، وكان الرئيس الامريكي جورج بوش ،هو من كان شاهداً منذ مدريد وحتى وصول الرئيس بيل كلينتون ، والرئيس جورج بوش الابن .وصولاً الى الرئيس باراك اوباما. وليس إنتهاءاً بالرئيس المغرور "دونالد ترامب "حيث هناك "نقطة نظام مشترك "بين أولئك الرؤساء في أنحيازهم التاريخي للصهيونية العالمية .وذلك يعود الى الفكر الصهيوني الذي صاغهُ منذ مطلع السبعينيات وزير خارجية امريكا" هنري كسينجر" الذي وُصِف "بعراب القضية" بعد الحربين في عام "1967" وعام النصر المشؤوم أكتوبر "1973"، والدليل الواضح على ذلك في عدم تقبل منح "دولة فلسطين مقر او مركز سفارة دولة" ولا تعترف الولايات المتحدة الامريكية الى الان في دولة اسمها "فلسطين " اثناء التصويت على إنتسابها الى مجلس الأمن الدولى؟ وابقت منذ ربع قرن من الزمن وصولاً الى الان هناك ممثلية متواضعة يطلقون عليها "بعثة دولة فلسطين" او مكتب "PLO " او"م ت ف" ؟ ما وصلت اليه اليوم القيادة المتسلطة في تجبرها وحكمها المنحاز .حين ما اعلن دونالد ترامب عن إنهاء دور فلسطين الرسمي على الاراضي الامريكية حيث سرب قراراً ومشروعاً ومرسوماً موقعاً من الكونجرس الامريكي مباشرة بحجة إدانة امريكا وأتهامها في تغطية الاعمال الإرهابية في تصفية وقتل ابناء فلسطين من قبل دولة الغزو اسرائيل في غزة وفِي مواقع اخرى في العالم . حتى اصبح المبعوث الأمريكى في محكمة الجنايات ضد الانسانية "جون بولتون"عندما قال بأن اي قرار يديننا نعتبرهُ في حكم المعدوم. هكذا إذاً هي المؤشرات التي دفعت دونالد ترامب ومكتبه الى الإسراع في شن حرب إعلامية خطيرة على بعثة دولة فلسطين في واشنطن وأعطوا فرصة قليلة للدبلوماسية ووجيزة في إقفال المكتب "بالشمع الكاذب" الذي يتفوه بهِ ساعة يشاء ذلك الرئيس القادم الى المكتب البيضاوي حاملاً اثقالاً جلها في الضلالة وبالتقرب من قادة الصهاينة في دولة الإغتصاب،اما مشروع عدم "قدسية القدس "لها عنوان اخر !؟ برغم كل المقاطعات الإقتصادية ومحاولات الحصار والجوع والفقر في كل من غزة ،والضفة الغربية ،ومقر المقاطعة في راماالله ،حيث اعلن الرئيس محمود عباس عن الكارثة الانسانية ،التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ،وصولاً الى التضييق على مخيمات الشتات .وإلغاء وقطع المنح ، التي كانت تصل عبر منظمات "الأنروا " التي عملت مؤخراً العصابة الصهيونية في الضغط على مسح وتضييع الحقوق الإنسانية للمخيمات خارج وداخل فلسطين ،إلا ان الاذان الامريكية على ما يبدو لنا لا تسمع الا الى شكاوى ودعوات العدو الصهيوني، مع كل التنازلات التى قدمتها منظمة التحرير الفلسطينية منذُ الرئيس "الرمز ياسر عرفات "وصولاً الى الرئيس "الحالى محمود عباس "إلا ان الحجج الإسرائيلية هي الأقرب الى التصديق عندما ينقلها قادة العدو الى البيت الأبيض . الى جوانب كثيرة ومتعددة في تاريخ المفاوضات تلك تبين للعارفين في الشأن الفلسطيني بأن التنازلات والمفاوضات المباشرة لن "تُجدى نفعاً "مع هذا العدو الشرس والمدعوم والمحصن دولياً ،حتى وأن سادت صيغة عمليات السلام المشترك ،تبقى النظرية الصهيونية ،في إبادة كل ما (يتسم )عن اعلان حقوق للشعب الفلسطيني في إقامة الدولة المرتقبة؟ مهما كانت الذريعة الامريكية والصهيونية الغادرة في إقفال "السفارة " الفلسطينية لا يعني أبدا وعلى الإطلاق تناسى او نسيان "القضية الحية "في قلوب وعقول الأجيال الفلسطينية المتعاقبة مهما توسعت دائرة العنف والحصار على فلسطين. عصام محمد جميل مروّة ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حنين قبل حريق لبنان الكبير ..
-
عودة حرب النجوم في الإعلام الغربي مع إلغاء .. الإتفاقات النو
...
-
تعدُد الآلهة والإنسان واحد .. الشكوّك تتتالى والهوية غائبة .
...
-
لماذا مناشير اسرائيل صدقت .. ومقاومة العرب إنقرضت ..
-
ترقُب صامت لآثام فرنسا إتجاه حجز حرية .. الثائر اللبناني جور
...
-
الخطاب الشعبوي الهابط أدى دوراً .. دمويًا في الكراهية من أرا
...
-
دراكولا مصاص دماء الفقراء في لبنان .. سفاح الليرة اللبنانية
...
-
إستقدام الفلاشا وإستغلالهم لمصالح .. عنصرية في دولة الصهاينة
...
-
كِفاح و نضال و تواضع العمال .. ضد تعالى رؤوس الأموال ..
-
ماذا يُخفيّ ترامب خلف غزواتهِ .. على السيدات النائبات الأجنب
...
-
هل إسقاط حق العمل الفلسطيني في لبنان .. سهواً ام خِطةٍ مدروس
...
-
الحجّر العقلي لدونالد ترامب ومن يقفُ قبل وبعد الجائحة المُدو
...
-
صمود الأسير الفلسطيني اصلب .. من حصون السجون الصهيونية ..
-
رُفِعت اثارُها من الشوارع لكنها نُصِبّت في النصوص والنفوس ..
...
-
مرور مِئة عام على وعد بلفور ..
-
مكتوب للصحفي السمير .. النديم سمير عطاالله ..
-
بِلاد الحضارات .. والرافدين .. مُستنقعُ آلام وآهات ..
-
مشهد بوكو حرام في تشاد .. حرام .. الصمت الدولي على هول الإره
...
-
نكون او لا نكون .. اخر كتاب .. إطلع عليه رمز الوطن كمال جنبل
...
-
عودة ً الى يوم فلسطين على ارضها .. حصادٌ لا يجُِفُ ..نهضة ال
...
المزيد.....
-
-متى لم يكن مشرفا؟-.. أمير سعودي يثير تفاعلا بشأن موقف بلاده
...
-
صحيفة ألمانية: ترامب سيسلم -أم القنابل- لإسرائيل
-
قاضٍ يوقف مؤقتاً خطة ترامب لتقليص موظفي الحكومة الأمريكية
-
لماذا يستعمل الموظفون الذكاء الاصطناعي في مكاتبهم في الخفاء؟
...
-
من هم الأكثر عرضة للنوبات القلبية؟
-
اختفاء طائرة ركاب فوق ألاسكا
-
إدارة ترامب تلغي وحدة -مكافحة التدخل الأجنبي- في الانتخابات
...
-
لا تصدقوا ما يقوله ترامب عن غزة
-
اكتشاف تأثير التأمل على مركز العواطف في الدماغ
-
اليد الحمراء.. منظمة سرية دموية رعتها المخابرات الفرنسية بعل
...
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|