سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1587 - 2006 / 6 / 20 - 12:26
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
كان الشيوعيّ الأخيرُ مؤرَّقاً في ليلةِ الأحدِ ، الصديقةُ غادرتْ ظُهراً
إلى باريسَ ، والمطرُ الخفيفُ يجيءُ أثقلَ ، لحظةً من بعدِ أخرى .
والنبيذُ الأستراليُّ الذي قد كان يكْـرَعُـهُ بأقداحٍ كبارٍ كادَ يصرعُـهُ !
وجاءته المصيبةُ عند بطّـاريّةِ السيّارةِ . الأشياءُ قد همدت ؛
فماذا يفعلُ الآنَ ؟
الشيوعيُّ الأخيرُ مضى ينقِّبُ في الرفوفِ العالياتِ … وثَـمَّ أتربةٌ على
الكتبِ العتيقةِ . ثَمَّ نسْجُ العنكبوتِ ، وما تبقّـى من جناحَي نحلةٍ .
لكنه استلَّ الكتابَ ، وراحَ يقرأُ :
أمرُنا عجبٌ !
مَلاكٌ جاءَ يصطحبُ الشيوعيَّ الأخيرَ إلى جِنانِ الـخُلْــدِ …
قالَ لهُ : لقد طوّفتُ في الآفاقِ ســبعاً ، كي أصادفَ طاهراً . كان
الذين رأيتُهم قوماً عجيبينَ … الصلاةُ وكلُّ شـيءٍ . غير أني كنتُ
أسألُ عن عقيقِ سَـجِـيّـتَينِ : الطُّهرِ والعدلِ . السماءُ تفتّحتْ …
فلننطلقْ ، لتكونَ في الفردوسِ بعد دقيقةٍ !
كان الشيوعيُّ الأخيرُ مكوَّماً فوقَ الأريكةِ
هاديءَ الأنفاسِ
مبتسماً …
كأنّ روائحَ الفردوسِ تُفْـعِمُ قصرَهُ الليليَّ حقّـاً !
لندن 28.6.2006
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟