أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد الأحمد - مساحةُ الثقافة والنشر في الصحف العراقية














المزيد.....

مساحةُ الثقافة والنشر في الصحف العراقية


محمد الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1587 - 2006 / 6 / 20 - 10:42
المحور: الصحافة والاعلام
    


أصبح حال النشر في بعض صحفنا المحلية يمرّ اليوم في أزمة نشر متوالية، خاصة الصحف المقتدرة مالياً، وسوف أوضح ما معنى متوالية، وقد شهدناها من خلال المتابعة، بأنها تكررا في الأفكار والأسماء، فاغلبها تدور في رحى فكرة سابقة كما ثور الساقية. وخاصة في الصحف التي تعطي مكافأة مالية رمزية عن النشر عبر صفحاتها، وتلك الصورة الواضحة الرؤية، الجلية المظهر، قد لمسناها في أمور عدة أولها التبادلية المنفعية بين الجريدة الفلانية والجريدة العلانية، فنلاحظ أن اسم فلان يتكرر نشر مواده على صفحات الجريدة الفلانية دون سواها، وهو مسؤول صفحة جريدة اخرى تعطي أيضا مكافأة مالية تقديرية، و(كون النشر تبادلا نفعيا) هنا مواد صاحبي الذي ينشر لي نتاجي في جريدته- وهناك نتاجي، كما يقول المثل المصري الشهير (شيلّني واشيلّك)، وهكذا دواليك حتى تتكدس مواد الأدباء غير المفيدين، وربما تتعفن ولا تصل إليها يد فاحص. ونسوا بان من الممكن في لمحةِ بصر قد ترسل عبر البريد الإلكتروني إلى ابعد مكان من العالم، وتنشر تقديراً لذوق المبدع العراقي، المعروف بإبداعه الجليل. لكننا حريصون على النشر في صحفنا المحلية، فنذهب (دون ملل أو كلل) للسؤال عن مصير موادنا لنتلقى الجواب التالي، وهو حجة لا بأس عليها وليس بها: أردنا نشر مادتكم ولكننا تفاجئنا بأنها نشرت في مكان آخر. وأجدني أقول بأنني انتظرت أكثر من أربعين يوما ولم تنشر مادتي، فيقول لي: كان عليك الانتظار والصبر لكثرة ما يصلنا من مواد.. فأقول لنفسي: (تبدو لي أنها قديمة قد مرت علي)، وأقول قديمة لأنها حدثت بالفعل معي شخصيا عندما كنت أقدم مادة ارغب في نشرها في الصفحات الثقافية لإحدى جرائد العهد البائت، وتحديدا جريدة الثورة، او جريدة الجمهورية، وكم كان ذلك مؤلما حينما يمر الأسبوع تلو الآخر حتى يكمل الشهر تلو الآخر، والمادة المقدمة إليهم غير منشورة.. وابدأ بعد ذلك احملها البريد وأطلقها إلى الصحف العربية في الخارج فسرعان ما تجد لموضوعها وحرارة صدقه مكانا بارزا، وما ان تتضح الرؤية يعاتبني محررو الداخل (يا أخي لم تدفع لنا مادة منشورة)، وكأنه قد كان حقا في قرار نشرها، او كاد لولا انه رآها مصادفة فأثارت حفيظته، ولا يكتفي بذلك بل ربما يجعلها سندا ومثالا حياً لزملائه، ويكون حديث الندرة، والإثارة، ويكون المقصر في كل الأحوال هو الكاتب. وأريد أن أشير بان الكاتب عندما يكون كاتبا في جنس معين يكون المحرر المسؤول من رافضته أو مناؤيه خاصة من الكتاب التي تكتب في الجنس الذي اختص به. فالقاص يلعن القاص والشاعر يلعن الشاعر، والناقد كذلك.. اي حال كنا يوم ذالك وللأسف مازال محيطنا الثقافي لهذه اللحظة، لم يبرأ من تلك (أمراض النخبة)، تلك الأمراض التحاسدية كانت تلهي عن الإبداع الجاد، وعن التواصل.. فكم كلفتنا تلك المكالبات من جهود وأكلت من الوقت والنتاج والخلايا. واليوم قد رأيت تلك العلل في مكان آخر وزمن آخر، وأشخاص آخرين، وللأسف اقول مؤكدا بأنهم من كانوا يشاطروننا عذاب تلك الأيام وسوء نشره، واليوم يتحكمون بالقرار الثقافي، فعملوا بما كانوا يعلمون من رجالات العهد السابق، وربما أكثر، لأنهم حملوا تلك الأمراض، فأول ما فعلوا بان ابعدوا وأقصوا، كل الكتاب اللذين كانوا معهم تحت وطأة ثقل تلك الأيام، وراحوا أيضا يمارسون مع غيرهم ما كان يمارس معهم، وبقي القاص كاتب القصة يستثني من النشر كاتب القصة، والشاعر يستثني من الشاعر، لان جريدته بقوة مالية تستطيع أن تدفع مكافأة جراء النشر، ولان بالمال يحيا ويتنفس المثقف كما بالكتب، وكأنها مسيرةُ حاسدٍ اذا حسدْ... تلك الحالة لابد من أن نكشفها من اجل أن تزول، ولابد من أن نتقي الله في نخبة الكتابات الجدية التي تصلنا إن كنا محررين شرفاء، وان نكافح العلة، من بعد أن تعددت المنابر وقنوات الإعلام، ولا ننشر إمراضا ورثنا فايروساتها من العهد السابق، وعلينا أن نتحلى بالإبداع لأن الإبداع هو الذي يدفعنا بنا إلى أن نعمل بجد ومثابرة قبل ان نفكر باستلام مكافأة من جراء إبداعنا، وليس كل الكلام صحيحا أن قلنا بان الإبداع أولا، و أولا المال الذي يجعلنا نأكل لنواصل العطاء والإبداع.



#محمد_الأحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية (يورغن هابرماس) الصارمة
- شفافيةُ السرد في قصص ضوء العشب
- الضحك
- ما ذنب العراقي؟
- عبقريةُ (ماريو بارغاس يوسا) المذهلة
- رواية تحت سماء الكلاب
- رواية العطر لباتريك زوسكند، واقعية كضربٍ من الخيال
- نص وقراءة
- الحكواتي
- الدروب التي لا تصل بطريق
- رواية غايب لبتول الخضيري
- الفكر العربي في محيطه الأسود
- أجوبة الحوار المتمدن للملف
- قراءة في رواية وردة لصنع الله ابراهيم
- الشارعُ السياسيّ بعد غياب المثقف
- لائحة مهرجان بغداد للسينما
- نوبل للآداب والعرب
- فوكوياما
- مزقات الثقافة العربية
- من النهضة الى الردة كتاب جورج طرابيشي


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد الأحمد - مساحةُ الثقافة والنشر في الصحف العراقية