حروف بلا نقاط

أبو ثبات

الحوار المتمدن-العدد: 463 - 2003 / 4 / 20 - 23:47
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 ـ السويد

1ـ بعد هروب صدام وزمرته وشيوع الفلتان الأمني , ساد الفرهود كل المؤسسات الحكومية تحت انظار قوات الأحتلال , فقط  وزارة النفط ـ اكرر فقط وزارة التفط  ـ سلمت من الفرهود وذلك بسبب حماية قوات الأحتلال لها , ترى لماذا قامت هذه القوات بحماية وزارة النفط فقط , ولماذا هذه الأستثنائية , هل هي الصدفة ؟  أم ان بناية وزارة النفط تتميز بميزة خاصة لا تتوفر في مثيلاتها من ابنية الوزارات والمؤسسات الحكومية , أم ان قوات الأحتلال أشتمت رائحة النفط فيها وهي التي جيشت كل هذه الجيوش من أجل ذلك .
2ـ مشهد تكرر عرضه في الفضائيات العربية والأجنبية من صفوان الى كركوك مرورا بكل المدن العراقية , هذا المشهد هو قيام ابناء شعبنا بضرب صور الطاغية بالنعل والأحذية , هل هو تصرف ارادي ؟ ام تعبير شعبي عن أن الطاغية لا يستحق الا الضرب والدوس بأحذية ابناء شعبنا .
3ـ عندما تأكدت جماهير شعبنا الأبي من ان الطاغية وعصابته أختفت آثارهم , وشعرت انها تستطيع التعبير عما يجيش في صدرها . اعلنت فرحتها وعبرت عن ذلك بوسائل مختلفة . ونوجه سؤالا للفضائيات الموالية لنظام القتلة , هل هذه الجموع من ضمن نسبة 100% التي فاز فيها ابن العوجة في آخر مسرحية أنتخابات نظمتها عصابته وروجت لها هذه الفضائيات .
4ـ في اوائل الثمانينات ( على ما اتذكر ) وفي  مقابلة مع رئيس وكالة الأنباء الكويتية  حينذاك السيد برجس البرجس مع الطاغية سأله البرجس : ( لماذا نرى صورك  في كل مكان , اجابه الطاغية : ( ماذا افعل اذا الشعب يحبني , هل اصدر قرارا بمنع تعليق صوري ).
وعندما امتلك شعبنا قراره عبر بشكل واقعي عن حبه للطاغية بأن اسقط كل تماثيله وهدم كل جدارياته ومزق كل صوره .
5ـ قبل الحرب مل المتابعون للفضائية العراقية من مشاهدة المسلسل التلفزيوني اليومي والذي كان يعرض لقاء الطاغية بضباط جيشه ذوي الرتب العالية وكانت ( عفية ) لازمة حديثه الممل مع الأستفسار عن لأي عشيرة وفخذ ينتسب هذا الضابط او ذاك . ولكن عندما حانت ساعة المواجهة . تبخر كل هؤلاء , ودخل الغزاة بكل يسر لم يتوقعوا أن ينالوه او يحظوا به مع ذهول المطبلين للطاغية والذين صدقوا ما ردده وزير اعلامه العلج محمد سعيد , بينما ابناء شعبنا لم يفاجئوا بنهايته السريعة .
6ـ وسط الهرج والمرج والسلب والنهب , عرضت شاشات التلفزة رجل تجاوز الخمسينات من عمره , وغطى الشيب لحيته , هذا الشيخ كان ممسكا بصورة لـ ( سيف العرب ) ويضرب به بالنعال وهو ينادي بكل ألم وحرقة : يا ناس .. هذا اللي ذبح شبابنا .. هذا اللي ذلنا ... هذا اللي دمر العراق .............
هذا الرجل عبر بكل إصالة عن صوت شعبنا  .
7ـ  في 8 تموز 2002 , نشرنا مقالة على صفحات الأنترنيت وكانت بعنوان ( هل البديل الأمريكي قدر محتوم ) , ومن السيناريوهات التي تضمنتها المقالة :
هناك سيناريو آخر قد يكون مفاجئا للبعض وهو تكرار لما حصل لأسامة بن لادن أي ان الغزو الأمريكي سيغير نظام صدام ويأتي ببديله بطائرة هذه المرة بدلا من القطار ( تمشيا مع تطور التكنولوجيا !! ) , اما صدام والزمرة المقربة منه سوف تسمح لهم القوات الغازية بالفرار , ان لم تقم بنقله وزمرته لأحدى الجزر حيث يقضي هناك ما تبقى له من العمر متمتعا بما نهبه من خيرات العراق , وهذا السيناريو مبني على سببين :
السبب الأول : ان صدام هو صنيعة امريكا وهو رجلهم في المنطقة ويمكن الرجوع لملابسات وظروف انقلاب (17) تموز المشؤوم , ولا يوجد حاكم قدم خدمات لأمريكا مثل صدام , وكلها غير خافية على المخلصين لشعوبهم ( بإستثناء المخدوعين بإدعاء صدام بمحاربته للأمبريالية الأمريكية . فصدام هو الذي :
• سهل مهمة مجئ القوات الأمريكية لمنطقة الخليج العربي والذي سعت له امريكا منذ عام 1974 .
• وساهم في إنهاك إيران والتي بادرت بعد ثورتها بإغلاق سفارة إسرائيل ورفع العلم الفلسطيني فوق بنايتها , وهي بلا شك قوة كبرى مناهضة لأسرائيل .
• وانهك شعبنا واهدر امكانياته وطاقاته بحربه المجنونة الأولى , واكملها بالثانية التي حولت شعب الحضارات والبلد النفطي الى شعب 80% منه يعيشون تحت مستوى خط الفقر حسب المعايير الدولية وما يقارب الأربعة ملايين على ارجاء المعمورة .
• قادت حروبه واستراتيجياته الى تصدع وخلخلة الأمن القومي العربي , والى تعزيز الدور الجيوسياسي الأقليمي لأسرائيل في المنطقة .
والسبب الثاني هو : ان قوات حفظ السلام المزعومة تحتاج لمبرر لبقائها في العراق ولا يوجد احسن من مبرر البحث عن صدام .
 
ما افاد مراسل ابو ظبي  في بغداد به  من ان هناك صفقة وراء تبخر صدام وزمرته , وما تناوله المحللون السياسيون في تحليلاتهم  , قد يضفي بعض المعقولية فيما طرح اعلاه , والقادم من الأيام قد يحمل لنا تفسيرات لما حصل , واعتقد ان هذا لا يحصل , لأن ذلك لا يسهل تنفيذ المخططات الأمريكية  .
  

#أبو_ثبات (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات