أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - في خضمّ الوباء ، هجمة الولايات المتحدة / المكسيك ضد المهاجرين















المزيد.....


في خضمّ الوباء ، هجمة الولايات المتحدة / المكسيك ضد المهاجرين


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 6579 - 2020 / 5 / 31 - 17:31
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


جريدة " الثورة " عدد 648 ، 18 ماي 2020
https://revcom.us/a/648/in-midst-of-pandemic-US-mexico-onslaught-against-migrants-en.html
-auroraroja-ملاحظة الناشر : المقال التالى مترجم من قبل جريدة " الثورة " وهو مأخوذ من موقع الفجر الأحمر
موقع أنترنت المنظّمة الشيوعيّة الثوريّة – المكسيك .
--------------------------
بالنسبة لهذا النظام ، المهاجرون " أشياء " للإستغلال و الشيطنة و الترحيل .
و بالنسبة للثورة الشيوعيّة ، المهاجرون بشر لهم قيمتهم و سيغيّرون العالم .
" أن نكون هنا أسوأ من أن نكون مختطفين " ، هذا ما قالته أورورا ، متحدّثة من مركز إحتجاز المهاجرين بأكايوكان بولاية فيراكروز ، مضيفة ، " بين شياباس و فيراكروز ، ختطفونا ، أنا و زوجى و طفلانا ( و عمرهما سنتان و خمس سنوات ) ... و تمكّنت عائلتنا من جمع المال [ لدفع الفدية ] ، و أعادونا إلى شياباس ...ثمّ أوقفنا ضبّاط الهجرة ... و ما عدت قادرة على التحمّل ؛ أن نكون هنا أسوأ من أن نكون مختطفين ... وجودنا هنا أفظع شيء عشته في حياتى . ليس بوسعنا القيام بأي شيء ، و الحرارة لا تطاق. الناس يصيحون و يصرخون ، إنّهم يائسون ،و ليس بوسعنا فعل أيّ شيء . لا يحصل الأطفال على الكل و من سيأكل هذا الغذاء السيّئ الطهي ؟ هذا ناهيك عن الروائح المتأتّية من المراحيض ... أطفالى يعانون من الطفح الجلدي و العرق و الوساخ . و لا أستطيع الذهاب إلى المرااحيض فهي طافحة بالقذارة و الروائح الكريهة طاغية على كلّ شيء . بوسعهم ترحيلنا إن أرادوا لكن دعونا نغادر هذا المكان الآن . إن أرادوا فليقتلونا، عندها في الأخير سنرى السماء و نشعر بالهواء و بالحرّية . بيد أنّى لا أرغب في الموت غمّا و وحيدة هنا – وضعنا أسوأ من وضع الحيوان ، أسوأ من أي شيء ، أسوأ من أي شيء ".(1)
مثل أورورا ، سُجن عشرا الآلاف الآخرين من المهاجرين في سجون المهاجرين الجهنّميّة هذه، في السنوات الأخيرة ؛ مترقّبين ترخيصا لسنة شرط البقاء جنوب المكسيك . و رغم أنّ الأغلبيّة يقع تريلهم إلى البلدان التي جاؤوا منها – فارّين من إرهاب الحكومات و العصابات ، و العنف الأسريّ ، و الدمار الناجم عن تغيّر المناخ .
لقد شنّ المهاجرون إحتجاجات و تمرّدات متكرّرة ضد الأوضاع اللاإنسانيّة ، و سوء المعاملة من طرف موظّفى النظام، و نفاق الحكومة الفدراليّة و خداعها . و أحد أحدث هذه الإحتجاجات جدّ في تنوسيك ، تابسكو ، في 28 مارس 2020. فقد تمرّد المهاجرون بسبب الظروف التي لا تحتمل والخوف من عدوى كوفيد-19. نشب حريق و عوضا عن مساعدتهم، حاصرتهم الشرطة و أغلقت دونهم الأبواب بينما كان الدخان كثيفا . و في النهاية ، حطّم بعض المهاجرين الشبّان الأبواب و تمكّنوا من الفرار ، لكنّ الوقت كان متأخّرا جدّا بالنسبة لهكتور رولندو بارينتوس داردون ، وهو مهاجر من غواتيمالا يبلغ 44 سنة من العمر . فقد مات هكتور و جُرح ما لا يقلّ عن 13 شخصا . و كان هيكتور و 41 مهاجر آخر من طالبى اللجوء السياسي الذين كانوا ينتظرون الإفراج عنهم بعد يومين من الحادثة. و لا تقبل حكومة المكسيك تحمّل أيّة مسؤوليّة؛ بالعكس ، أوقفت أربعة مهاجرين من الهندوراس على أنّهم الجناة المزعومون .
بالرغم من خطابها ، الحكومة المكسيكيّة تسيء معاملة المهاجرين و ترحّلهم ترحيلا جماعيّا .
برشّاشات فلفل و هراوات و أجهزة صدمات كهربائيّة ، هاجم الحرس الوطني [ قوّة شرطة وطنيّة ركّزتها الحكومة المكسيكيّة الحاليّة ] قافلة المهاجرين التي حاولت دخول المكسيك عبر تابسكو و شياباس في جانفى 2020. " لم يحصل أي قمع " كذب لوباز أوبرادور [ الرئيس ] ، مكرّرا وعوده الكاذبة ب توفير "4000" موطن شغل لأعضاء القافلة و كذلك الرعاية الصحّية و اللجوء السياسيّ في المكسيك . لكن بمراكز الحدود ، تمّ إعلامهم بالحقيقة : مقترح مواطن الشغل الوحيدة ستون في البلدان التي جاء منها المهاجرون أنفسهم . بالخداع و القمع ، وقعت محاصرتهم و إيقافهم و الزجّ بهم في السجون . و الذين لاذوا بالفرار تمّت ملاحقتهم . وفي أيّام قليلة ، جرى سجن 4 آلاف مهاجر في " مراكز إحتجاز " في شياباس و تابسكو . و بالنسبة للمهاجرين الذين دخلوا عبر تابسكو ، وعد مسؤولو الدولة بأخذهم ليسجّلوا مطالب اللجوء السياسي و وعدوهم بأنّهم سيعيشون في ملاجئ آمنة و بحرّية . و هكذا تمكّنوا من جعل الأغلبيّة تستسلم . و قد كتب طالب مكسيكي كان يرافق القافلة ( و وقع إيقافه لمدّة خمسة أيّام في فياأرموسا ) في تقرير له إنّهم أُخذوا إلى مركز الإحتجاز و عندما سُئلوا أن ينزعوا رباط أحذيتهم ، ، " كما الأمر عادة في السجون ، عرفوا حالئذ أنّه جرى خداعهم " . (2)
و بعد أيّام ستّة ، في " مداخلته الصباحيّة " [ ندوة صحفيّة صباحيّة ] ، في 24 جانفي ، تكلّم الرئيس المكسيكي مانوال أندرياس لوباز أوبرادود [ أملو ] عن القافلة على النحو التالى : " لقد عُرض عليهم العمل و السكن و كلّ شيء ... و رفضوا كلّ ذلك ".(3) و هذا كلّه محض كذب . لم توجد أيّة عروض شغل في المكسيك و لا ملاجئ للغالبيّة العظمى و قد منع موظّفون بالمعهد الوطني للهجرة (أي أن أم) المهاجرين من الحديث مع اللجنة المكسيكيّة لمساعدة اللاجئين ( كومار ) ، الوكالة الوحيدة التي تقوم بمعاملات تسجيل مطالب اللجوء السياسي . و لم يسمحوا لكومار بالدخول إلى خمسة سجون للمهاجرين أين كان يوجد الموقوفون من القافلة ، و قد سمحوا لهم في النهاية بالدخول إلى سجن واحد ، التاباتشولا ( القرن الواحد و العشرين ). و في الوقت الذى تكلّم فيه أملو ، كانوا بعدُ قد رحّلوا ما لا يقلّ عن 679 مهاجر. و لم يتمكّن سوى 12 مشارك في القافلة من تسجيل مطالب لجوء سياسي و هم أولئك الذين تجنّبوا الوقوع في الإيقاف على يد عملاء المعهد الوطني للهجرة و بلغوا بأنفسهم مقرّ كومار في تاباتشولا. و قد ورد في تقرير لمهاجر تمّ ترحيله أنّه قد تمّ إيقافه ليوم واحد و سُجن بشجن القرن الواحد و العشرين ثمّ جرى تصعيده في حافلة متّجهة على الهندوراس في اليوم التالى ، دون أن يحصل على أيّة معلومات عن حقّه المفترض في تقديم مطلب لجوء سياسي .(4)
هل تقفون إلى جانب إمبريالية الولايات المتحدة التي تهيمن على الشعوب و تمتصّ دماءهاأم إلى جانب المهاجرين الذين يصارعون من أجل الحياة و عدم الإستسلام ؟
خلف تضليل المفترض أنّه " مساعدة إنسانيّة " و " إحترام حقوق الإنسان " ، تواصل حكومة أملو ملاحقة و تجريم و ترحيل المهاجرين ترحيلا جماعيّا ، و أغلبهم من أمريكا الوسطى ، من غواتيمالا و الهندوراس و السلفادور ، أو ما يسمّى ب " المثلّث الشمالي " ، حتّى في خضمّ وباء فيروس كورونا ، و ذلك بالتواطؤ مع و تحت أوامر حكومة الولايات المتحدة . و على الرغم من أنّ الكثير من الناس الشرفاء الذين خدعتهم وعود " التغيير الرابع " [ السياسات الراهنة لنظام أملو ] في المكسيك لا يرغبون في رؤية ذلك ، ما سمّاه سلفادور لاكروز ، مدير مركز حقوق الإنسان في تاباتشولا ، شياباس ، سنة 2019 ، صحيح : حكومة أملو " تفرض عمليّا أعنف سيناريو و أكثر سيناريو قمعا للمهاجرين ، شاهدناه أبدا ، و ليس هذا تصريح مكبوح ، لأنّ حكومة أنريكي بانيانياتو [ رئيس المكسيك السابق ] كانت في منتهى العنف ". (5)
لا مبرّر للبقاء صامتين بشأن أكثر الجرائم جدّية أبدا التي تقترفها حكومة المكسيك ضد المهاجرين ، لأنّكم معجبون بخطاب أو ببعض سياسات من يقف على رأس الحكم الجديد ، أملو
هكذا يقوم النظام الرأسمالي على الإستغلال و البحث عن عمليّات تحقيق أكبر الأرباح ، و ليس بوسعه العمل [ايّة طريقة أخرى . فالرأسماليّون الكبار يحصلون على أرباح طائلة من إستغلال المهاجرين في الولايات المتّحدة ، مثلا ، في الفلاحة أو في معامل تعليب اللحم الكبرى أين يضطرّ المهاجرون الآن إلى العمل دون حماية مناسبة ضد كوفيد -19 ، ما أفرز تصاعدا في الوفايات غير الضروريّة . و يحصلون حتّى على أرباح أكثر من أقصى الإستغلال للناس في البلدان الأصليّة لهؤلاء المهاجرين أين اللامساواة الناجمة عن ذات سير النظام العالمي تملى على الناس العمل مقابل أجر زهيد ، متى وكلّما إستطاعوا الحصول على عمل . و حينما لا يستطيعون العثور على عمل ، يُدفع المزيد و المزيد من الناس أو يضطرّون إلى الإلتحاق ب " التجارة " العالمية للمخدّرات و الجريمة المنظّمة عامة ، بمشاركة نشيطة من الحكّام و الرأسماليّين الكبار " القانونيّين ".
و مثلما يروى كارلوس وهو مهاجر من الهندوراس : " أنا أسافر لمساعدة جدّتى على الحياة حياة أفضل . أنا من تاغوس [ تاغو سغليا ، عاصمة الهندوراس ] . قليلة هي فرص العمل هناك إن لم تنضمّ إلى عصابة من العصابات ،و أنا لا أرغب في ولوج ذلك العالم . أريد القيام بالأشياء على نحو صحيح ... و إن إلتحقت بعصابة من العصابات لن يكون بوسعك المغادلرة . و العصابات قد قتلت والدى و أنا في السابعة من عمرى و قتلت عمّى لمّا كنت في السادسة و إبن عمّى لمذا كنت في الخامسة . بالكاد يقدر الناس على التعرّف على أعضاء عائلاتهم جراء ذلك ." (6) أو ما قاله عالم نفس من السلفادور : " لدينا حالات متكرّرة من إغتصاب المراهقين من قبل أعضاء العصابات . و البنات بإستمرار تحت مراقبتهم ... البعض ينجح في الفرار مع أسرهم ، بالرغم من أنّه تنتهى إلى علمنا حالات حيث وجدتهم العصابات و هدّدتهم . و أحيانا تترك العصابات الأجسام مقطّعة لبثّ الرعب في الذين يأوون العائلات الفارة ".(7)
يفرّ المهاجرون من هذا الجحم من الفقر و الجوع و العنف بلا رحمة ، الذى ولّده ذات سير النظام الرأسمالي -الإمبريالي.
الهندوراس و غواتيمالا و السلفادور يهيمن عليها إمبرياليّو الولايات المتّحدة و ينهبونها . إنّهم يستولون على الثروة التي يخلقها العمّال و يشوّهون الاقتصاد و يتسبّبون في إفلاس الفلاّحين و يحطّمون البيئة . و تدعم الولايات المتّحدة و تفرض رؤساء فاسدون و تموّل إنقلابات ضد رؤساء يقفون حجر عثرة في طريقها ،و تسلّح و تموّل قوّات مسلّحة عسكريّة و قوّات شرطة ، كما تموّل حروبا معادية للثورة للحفاظ على هيمنتها . ثمّ ، حينما يفرّ الناس من ذلك الجحيم ، تقع شيطنتهم و يقع قمعهم على يد ممثّلى ذات هذا النظام الذى أوجد هذا الجحيم في المقام الأوّل .
الرأسماليّة – الإمبرياليّة قد ولّدت أزمة لاجئين عالميّة
ليس هذا الوضع خاصا بالقارة الأمريكيّة : قد ولّدت الرأسماليّة – الإمبرياليّة أزمة عالميّة من 70.8 مليون لاجئ ، طُردوا من ديارهم و هم بالكاد قادرون على البقاء على قيد الحياة في معسكرات لاجئين أو يواجهون العصيّ و الرصاص و جدران السجون و معسكرات إعتقال أسرى الحرب ،و الترحيل حينما يحاولون بلوغ البلدان الإمبرياليّة كالولايات المتّحدة ،و عديد البلدان الأوروبيّة إلخ . و يُعزى تدمير بلدانهم الأصليّة إلى أسباب متنوّعة – الحروب الرجعيّة و تحطيم البيئة و ارتفاع حرارة الكوكب و ندرة مواطن الشغل ،و نموّ لعنة الجريمة المنظّمة – لكنّ هذه الأسباب متجذّرة في السير " العادي " لهذا النظام .
و شيء أساسي هو أنّ الرأسماليّين يُشغّلون المهاجرين و يستغلّونهم ( شأنهم شأن العمّال عامة ) طالما يكون بوسعهم الإستفادة منهم ،و يطلقون قوّات قمعهم لصدّ كلّ شخص آخر و التحكّم فيه و قمعه ، كلّ شخص يعتبرونه " فائضا عن السكّان "، لأنّه من غير المربح جعله يعمل. ليس السبب أنّهم ببساطة فاسدون بل لأنّ النظام يسير على هذا النحو . إذا لم يحقّق الرأسماليّون ربحا ، يفلسون بسرعة و يحتلّ آخرون مكانهم . إنّه نظام عبثيّ و إجرامي : هناك العديد من الناس ( حتّى في البلدان الإمبرياليّة ، ناهيك عن البلدان المضطهَدَة ) الذين يفتقرون إلى السكن اللائق و هناك العديد من الذين يفتقرون إلى الشغل بمستطاعهم تشييدالمنازل ز لكن هذا لا يحصل لأنّه لا وجود لربح في بناء منازل لائقة للفقراء الذين لا مال لديهم لبنائها . و ينسحب الشيء ذاته على سوء التغذية و الملابس و الآلات الأكترونيّة و كلّ ما هو ضروري لرفاه الناس الجسدي منه و الثقافي.
المجتمع الإشتراكي المستقبلي سيرحّب بكافة المهاجرين الذين يرغبون في المساهمة في بناء عالم جديد و أفضل بكثير
من العبثيّة أن يستمرّ هذا القدر الكبير من العذاب غير الضروري تماما .و لوضع حدّ لهنحتاج إلى ثورة ، هذا النظام الذى تتحكّم فيه الأرباح التي يحقّقها البعض يحتاج إلى الإطاحة به ، و وسائل الإنتاج الأساسيّة – المصانع و الآلات و وسائل النقل ، إلخ التابعة لشركات كبرى – نحتاج إلى تحويلها إلى ملكيّة الشعب بأسره ، للتمكّن من تشغيلها تشغيلا جماعيّا ، في إطار إقتصاد مخطّط لا تحكمه الأرباح و إنّما حاجيات الجماهير الشعبيّة و التقدّم بالثورة على طريق التحرير النهائي للإنسانيّة قاطبة .
سيُرحّب المتمع الإشتراكي بالمهاجرين ضمن الجهد المشترك لبناء عالم جديد و أفضل بكثير . لن يوجد أيّ مانع أمام الذين بوسعهم العمل لأجل تشابك القوى لبناء و إنتاج ما نحتاج إليه . و تنتظرنا مهام كثيرة و مساهمة كلّ فرد و إبداعه سيُطلق لهما العنان لتشييد مجتمع جديد نو ستعطى الأولويّة لتجاوز اللامساواة الوحشيّة الموروثة عن الرأسماليّة و الهيمنة الإمبرياليّة. و المبادئ و المناهج التي أرستها الشيوعيّة الجديدة لبوب أفاكيان ستُكرّس عمليّا . و على سبيل المثال : سيكرّس " توجّه ... الترحيب بالمهاجرين الآتين من كافة أنحاء العالم و الذين لديهم رغبة صريحة في المساهمة في تحقيق أهداف و غايات هذه الجمهوريّة ".(8) و ستمنح المواطنة لكافة الذين يرغبون في ذلك ( بإستثناء القادة المعادن للثورة أو من صدر ضدّهم حكم لإقترافهم جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانيّة ).
الهجمات العنصريّة لنظام ترامب / بانس الفاشي المتعاون مع الحكومة المكسيكيّة
دون مثل هذه الثورة ، سيمضى الوضع من سيّئ إلى أسوأ . فعلى الدوام إضطهدت الولايات المتّحدة المهاجرين كما لو أنّهم حيوانات ، بل قد إشتدّ ذلك الإضطهاد حتّى أكثر مع نظام ترامب / بانس الفاشي . فهو يشنّ هجمات رهاب الأجانب و هجمات عنصريّة ضد المهاجرين كرأس حربة هجومه ضد الإنسانيّة بوجه عام ، و قد يبلغ هذا أبعاد الإبادة الجماعيّة . ذلك أنّ آلاف الأطفال فُصلوا عن أوليائهم الموقوفين في الولايات المتّحدة فى2017-2018 . و في 2019 ، أكثر من 80 ألف مهاجر سُجنوا و جرى تكديسهم في أقفاص و " غرف باردة " ، و هم مجبرون على النوم على الأرض مباشرة و يعانون من التعسّف الجسدي و الشتائم العنصريّة . قبل جائحة فيروس كورونا ، توفّي ما لا يقلّ عن 37 مهاجرا (9) موقوفين على يد خدمات الهجرة و الديوانة في ظلّ رئاسة ترامب ، و شنّ تفوّقيّون بيض هجمات مسلّحة على المهاجيرن لقيت التشجيع من هذا النظام ،وهي في تصاعد على غرار مجزرة في حقّ 22 شخصا ، أساسا مكسيكيّين أو أمريكيين من أصل مكسيكيّ ، في ألباسو ، التكساس ، في 3 أوت 2019.
و في ديسمبر 2019 ، فرضوا العودة إلى المكسيك على المهاجرين من أمريكا الوسطى المطالبين باللجوء السياسي في الولايات المتّحدة ، لينتظروا البتّ في ملفّاتهم ، بما سمّي " إتّفاقيّة حماية المهاجرين " ، المعروفة أيضا ب " البقاء ضمن حدود السياسة المكسيكيّة ". و حتّى قبل هذا ، في 7 جوان 2019 ، قَبلت الحكومة المكسيكيّة رسميّا تخلّص الولايات المتّحدة من هؤلاء المهاجرين كما لو كانوا زبالة . في تلك السنة ، قد ألقت ب60 ألف شخص على الجانب المكسيكي من الحدود أين كان على الآلاف العيش في مخيّمات خارجيّة و وقع إختطاف العديد منهم و إستعبادهم أو حتّى قتلهم على يد عصابات جرائم ، بتسامح أو تواطؤ من الشرطة و الحرس الوطني . و في الوقت نفسه ، شنّت الحكومة المكسيكيّة عمليّة نشر واسع النطاق للحرس الوطني لمنع المهاجرين من العبور إلى الولايات المتّحدة و كذلك لتخدم ك " دوريّات حرس الحدود " في مصلحة الولايات المتّحدة ، على الحدود الجنوبيّة مع غواتيمالا .
و كي تزداد الأمور سوءا ، هدّدت قوّات القمع المكسيكيّة الملاجئ و الأطبّاء بلا حدود ( المهتمّين الوحيدين بصحّة المهاجرين على الحدود الشماليّة )، و قد أوقفت المهاجرين و عنّفتهم و سرقتهم و رحّلتهم عند مداخل هذه الملاجئ .(10)
نظام ترامب / بانس الفاشي يستفيد من الوباء ليعزّز إستغلال المهاجرين و يرحّلهم بالتواطؤ التام مع حكومة أملو
يمثّل وباء كوفيد-19 في الولايات المتحدة ثمّ في المكسيك تهديدا هائلا للمهاجرين . في الولايات المتّحدة ، تواصل شرطة الهجرة حملاتها و ترحيلها أثناء الوباء ، و تقريبا كافة حقوق المهاجرين في السيرورة اللازمة جرى تعليق العمل بها : جرى تعليق العمل بجلسات الإستماع ،و جرى الترحيل " السريع " ، و جرى تعليق كافة مطالب الإقامة الدائمة ،و سُجّل حتّى نقص في المياه و الصابون و الكمّامات و " التباعد الاجتماعي " في محتشدات المهاجرين ز و المهاجرون المشتغلون في الفلاحة و في مصانع معالجة الغذاء و قطاع الصحّة و خدمات أخرى تعدّ أساسيّة يسمّون الآن " عمّال أساسيّون" ، لكنّ الذين لا يملكون وثائق لا يحصلون عليها ، يُفرض عليهم العمل مع وجود خطر عدوى كبير ، دون إجراءات حماية و حتى حين يكونون مرضى .
و الإحتجاجات وإضرابات الجوع التي نظّمها المهاجرون ، و كذلك النشطاء و الثوريّون من خارج المحتشدات ، تطالب بإطلاق سراحهم نظرا لخطر العدوى و الموت في السجن ز و إلى حدّ الآن لم تطلق شرطة الهجرة سراح إلاّ حوالي مائة شخص من ضمن 32 ألف سجين من المهاجرين و عدد الوفايات يتزايد يوميّا . و في 10 أفريل ، يكون 61 مهاجر قد توفّوا بسبب كوفيد -19 في مراكز إحتجاز شرطة الهجرة .
و الولايات المتّحدة ترحّل بعدُ مهاجرين مصابين بكوفيد-19. في ملجئ في نوابو لاريدو ، أصيب 15 مهاجرا بالعدوى بسبب مهاجر مريض رُحّل من هوستن ، التكساس . و أغلقت حكومة غواتيمالا حدودها عقب وصول طائرة من الولايات المتّحدة و على متنها على القلّ نصف المهاجرين مصابين . و نشر كريستى ثورنتن ، أستاذ بجامعة جونس هوبكينس،على تويتر ما يعبّر عن حقيقة أنّ " الولايات المتّحدة تنشر عمدا الفيروس في أمريكا الوسطى بواسطة ترحيلها للمهاجرين ".
و بين 21 مارس و 10 أفريل ، رحّلت الولايات المتّحدة 10 آلاف مهاجر إلى المكسيك . و بدورها ، ألقت الشرطة المكسيكيّة بالآلاف من أمريكا الوسطى إلى جنوب الحدود المكسيكيّة و من هناك رُحّلوا إلى بلدانهم الأصليّة . و قبل التفاوض حول الترحيل رغم الحدود المغلقة لغواتيمالا و السلفادور و الهندوراس ، تخلّى المعهد الوطني للهجرة عن المهاجرين ليتركهم يواجهون مصيرهم في الولايات الجنوبيّة من المكسيك ، تابسكو أو شياباس ، دون سكن و لا عمل و لا مال أو حماة ضد فيروس كورونا . و تسعى الملاجئ غير الحكوميّة إلى تقديم المساعدة إلاّ انّ العديد منها إضطرّت إلى الإغلاق أمام السيل العارم من المرحّلين ، و نظرا للنقص في الفضاءات و الموارد للعناية بهم .
المعهد الوطني للهجرة " يطلق سراح " المعتقلين قصد ترحيلهم
منذ مارس ، كانت إحتجاجات و تمرّدات المهاجرين في مراكز الإحتجاز في المكسيك تطالب بإطلاق سراحم كي لا يموتوا جرّاء كوفيد-19. و تقدّمت منظّمات الدفاع عن المهاجرين رسميّا بطلب حمايتهم بأمر قضائي و في 18 مارس ، أمر أحد القضاة بإطلاق سراح كافة المهاجرين " الضعفاء و السريعي التأثّر " الذين أوقفهم المعهد الوطني للهجرة ،و كذلك بضمانات تسوية قانونيّة لوثائقهم و ضمانات الصحّة في المكسيك . و بعد أسبوع ، أطلق وزير الداخليّة بيانا أعلن فيه أنّهم قد أخلوا تقريبا مراكز الإيقاف ، " محرّرين " 3.653 إنسان ، دون قول إلى أين إنتهوا . لكن في نهاية البيان تمّت افشارة ، كما لو أنّ ذلك مجرّد معلومة لا صلة لها بالموضوع ، أنّ " عودة 3.653 مواطنا أرضا إلى غواتيمالا و جوّا إلى الهندوراس و السلفادور تمّت بنجاح " . بالضبط عدد الذين تمّ " تحريرهم " !
منافقا نفاقا عالميّا ، طبقيّا ، يكيل وزير الداخليّة المديح لنفسه ل " ضمانه كامل حقوق الإنسان " لهؤلاء المهاجرين . و هكذا يحاول أن يحجب وقاع الجرائم المقترفة بعدم إتّخاذ أيّة إجراءات لحمايتهم والعناية بهم ، بل بالعكس رحّلهم دون تفقّد صحّي، ليعيدهم إلى الوضع اليائس الذى فرّوا منه ، لأجل التخلّص من " المشكل " . لا يجب أن ينخدع أيّ إمرء بمعسول الكلام : " مراكز إحتجاز المهاجرين " هي عمليّا مراكز غير صحّية وهي عبارة عن سجون كئيبة ، و" المساعدة على العودة " تساوى الترحيل الإجباري ، و " الإنقاذ " يعنى الإيقاف الإعتباطي و عادة العنف . إنّهم حرس النظام الإجتماعي الرأسمالي، النظام الذى يضحّى بحياة الملايين ليحافظ على نفسه و يراكم المزيد من رأس المال .
المنظّمة الشيوعيّة الثوريّة – المكسيك – 11 ماي 2020
[email protected]
aurora-roja.blogspot.com
------------------------------------

هوامش المقال :
1. Aurora, a Nicaraguan migrant, recounted this as she was treated by Doctors Without Borders at the holding center. “No Way Out: The humanitarian crisis for migrants and asylum seekers trapped between the United States, Mexico and the Northern Triangle of Central America,”Doctors Without Borders Report, pp. 32-33, February 2020.
2. Quoted in “México ofrece refugio, pero impide que migrantes hablen con la institución que regula el asilo” [Mexico offers refuge, but prevents migrants from speaking with the institution that regulates asylum], Alberto Pradilla, Animal Político, January 25, 2020.
3. Ibid.
4. Ibid.
5. Quoted from Process, in our flyer “We Will NOT Obey the Orders of the Fascist Trump Regime!”, June 29, 2019.
6. Doctors Without Borders Report, op. cit., p. 11.
7. Ibid., p. 12.
8. Constitution for the New Socialist Republic in North America, page 64, Bob Avakian, RCP Publications, 2010. Downloadable at revcom.us. This draft Constitution is for a future socialist society in the territory that is now the United States, but many of its principles have universal application and offer us a very realistic and inspiring vision of the very different world that is possible.
9. “Durante mandato de Trump han muerto 37 indocumentados en centros de detención” [During Trump administration, 37 undocumented migrants have died in detention centres], EFE News, Tucson, Arizona, April 3, 2020.
10. For example, the National Guard threatened to enter to check migrants in two shelters in Saltillo, Coahuila and Agua Prieta, Sonora, in June and July 2019 (in blatant violation of the Mexican Migration Law). They beat the people who were outside against the gate of the Casa del Migrante in Saltillo where they kept up the harassment for four days. Alberto Xicoténcatl, -dir-ector of the Casa del Migrante, stated that they also harassed the shelters in Tijuana, Baja California and Tenosique, Tabasco, remarking that “migrants are being criminalized.”
-------------------------------------------------------------------------------------------------------



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرطة تقتل و تقتل و تقتل ... [ بيان للحزب الشيوعي الثوري ، ...
- وحشيّة مقزّزة و نفاق وقح - إلى الذين يتشبّثون بأسطورة - هذه ...
- الجمهوريّة – سخيفة ، فات أوانها و إجراميّة
- السكّان الأصليّون [ الهنود الحمر ] و وباء فيروس كورونا : الم ...
- أمريكا اللاتينيّة : حصيلة ثقيلة للهيمنة الإمبرياليّة و لفكر ...
- وهم - الحياة العاديّة - المميت و المخرج الثوريّ
- الأهمّية الحيويّة للشيوعية الجديدة و قيادة بوب أفاكيان
- كوفيد – 19 و إضطهاد النساء
- - جيل طفرة المواليد - – هذا أو ذاك : المشكل ليس في - الأجيال ...
- من قبضة الخبث إلى قبضة الموت : الهيمنة الإمبرياليّة و كوفيد ...
- خمسون سنة على يوم كوكب الأرض الأوّل : أفكار حول الكارثة التي ...
- التشويه الفاشي و ردّ الشيوعيّة الجديدة
- شين بان [ الممثّل الأمريكي البارز ] ، كوفيد – 19 و الجرائم ا ...
- غرّة ماي 2020 : عالم فظيع – لكنّ عالم أفضل ممكن !
- سياسة الهجرة لدى الولايات المتّحدة أثناء جائحة فيروس كورونا ...
- نظام رأسمالي غير معقول و غير ضروري تماما : الجوع على - ارض ا ...
- دافيد بروكس – مدّعى غير كبير جدّا – و الإختلافات العميقة بين ...
- مقدّمة الكتاب 36: تقييم علمي نقدي للتجربتين الإشتراكيّتين ال ...
- نظريّات المؤامرة و - اليقين - الفاشيّ و الشلل الليبرالي ، أم ...
- المنظّمة الشيوعية الثوريّة ، المكسيك : ما الأثمن، حياة البشر ...


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - في خضمّ الوباء ، هجمة الولايات المتحدة / المكسيك ضد المهاجرين