أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - التكفيريون: بارتْ تجارتُهم














المزيد.....

التكفيريون: بارتْ تجارتُهم


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6578 - 2020 / 5 / 30 - 13:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


Facebook: @NaootOfficial
Twitter: @FatimaNaoot
Instagram: @FatimaNaoot
TickTock: @fatimanaoot


لا شكَّ أن مصر تسيرُ على طريق التنوير. حتى وإن بخطًى بطيئة، تأخرت عقودًا، ولكنها خطًى واثقةٌ ثابتة منذ أعلن الرئيسُ عبد الفتاح السيسي الحربَ على الإرهاب الفكري والمسلّح. منذ دهور طوال نادى سلفُنا التنويريُّ بعدم الربط بين "مظهر" الدين، و"جوهر" الإيمان. فليس للإيمان زيٌّ؛ لأن محلَّه القلب، وتطبيقه السلوكُ القويم المتحضّر. فالمؤمنُ التقيُّ المشغولُ بحبّ الله، غيرُ معْنيٍّ بأن يكشف مظهرُه عن قلبه. لهذا حين سُئل غاندي: “لماذا تلبس رثَّ الثياب وفي وسعك ارتداءُ فاخر الرياش؟"، أجاب: “أكره أن يكون ثوبي أغلى منى.” وحملنا مشعلَ التنوير عن آبائنا التنويريين ونادينا بما نادوا به؛ لئلا ينخدع النشءُ في مظهر التكفيريين الذين يُبطنون غير ما يعلنون، ويُشوِّهون صورةَ الله في عيون البسطاء؛ فيُلبسون الإسلامَ ثوبَ العنفِ لا الرحمة، ثوبَ الظلمِ لا العدل، ثوبَ التجبُّر لا الهداية، ثوبَ المظهر، لا الجوهر. فينخدعُ قليلو الإدراك ويتشرّبون أفكارَهم الظلامية؛ كما إسفنجةٍ تمتصُّ كلَّ ما تمرُّ عليه دون دراية ولا إرادة ولا اختيار، ويتحوّلون من أغرار منخدعين، إلا إرهابيين غلاظ يُفجّرون ويحرقون ويذبحون، وهم يهتفون: “الله أكبر"، حاشاه وتعالى عن أن يُقرَن اسمُه بترويع.
لهذا فأنا ممتنّةٌ لكل من ساهم في إخراج مسلسل "الاختيار" للنور؛ لأنه لخّص مائة عامٍ من نداءات التنوير في ثلاثين يومًا. خذلَنا، نحن الشارعَ الثقافي، ما قيل من تمجيد عن "ابن تيمية" في منتصف الحلقات، لكن الخطأ أُصلِح حين ورد على لسان أحد ضبّاط التحقيقات مع الإرهابي "هشام عشماوي" قُبيل إعدامه: “ابن تيمية بشرٌ يُصيبُ ويخطئ.”
أظنُّ أن أحدًا لن يصدِّقُ اليومَ أن اللحيةَ "دليلُ" التقوى، إن لم يصاحبها سلوكٌ متحضِّر وقلبٌ نظيفٌ محبٌّ للجميع. فخلال عام حكم الإخوان الأسود، وعبر الأعوام القليلة الماضية، سقطت ذقونٌ كثيرة وكشفت عن سوأتها البغيضة.
لا ننسى الداعيةَ الإسلامي، عضو مجلس الشعب الإخواني، الذي كان يظهر على قناة إسلامية يُغلظ القولَ للعالمين، ويدّعي الفضيلة والتُقى، ويُحرّم على الفتيات "كلَّ" شيء؛ حتى أبسط شؤون الزينة مما تفرح به الصغيراتُ مثل "زبدة الكاكاو" التي ترطّب الشفاة. ثم قُبض على هذا الدَّعيّ (لا الداعية) متلبّسًا بارتكاب الفاحشة مع فتاة منتقبة داخل سيارته في بقعة مظلمة بمحطة مدينة "بنها”.
ولا ننسى عضو مجلس الشعب الإخواني أيضًا، الذي ظهر على الصحف وشاشات الفضائيات في عهد الإخوان يصرخ كاذبًا بأن مجموعة من قطّاع الطرق ضربوه وكسروا أنفه وسرقوا منه 100 ألف جنيه. ثم تبيّن أنه أجرى عملية تجميل في أنفه لكي تقبل الزواجَ به فنانةٌ استعراضية شهيرةٌ وحسناء. واخترع تلك الفِرية لكي يبرر لزوجاته سرَّ الضمادات فوق أنفه، ولغز اختفاء المبلغ من حسابه البنكي!
ومنهم من أدخل في معجم المصريين بذاءات غدت من مأثورات الحوشة والدهماء يقولها الرعاعُ من الرجال للنساء المحصّنات حين يصددن عنهم أو يختلفن معهم في الرأي. “كم رجلا اعتلاكِ؟". إنها الركاكة التي نطقها إخوانيٌّ بذيء لفنانة مثقفة خالفته في الرأي السياسي. ثم زاد الطين بلّة وبرر بذاءته قالا إن الله، جلّ جلاله، يسبُّ ويشتم ويلاعن وكذلك فعل الصحابةُ المطهرون والرسولُ! وتناسى أن الَله قال في رسولنا الكريم: “وإن كنتَ فظًّا غليظَ القلب لانفضّوا من حولك.” آية عظيمة جمعتِ الرحمةَ إلى عفّ اللسان.
ومنهم طبيبُ الأطفال الإخواني الذي أفتى للزوج بترك زوجته للاغتصاب إن خاف على حياته، ولا إثمٌ عليه! لأن درء مفسدة لا يكون بجلب مفسدتين! ولما انتقدته الدنيا بمن فيها، استشهد بالنبي إبراهيم عليه السلام حين قدم زوجته سارة إلى الملك الجبار باعتبارها أخته لئلاا يقتله. ومنهم من يُكفِّر المسيحيين على الشاشات ويرمي عقيدتهم بالفساد فيُجيز للإرهابيين حرق الكنائس وذبح الأقباط واستباحة عرض نسائهم.
أولئك االمتاجرون بالدين عقودًا وآمادًا، ارتزقوا بالإسلام وشوهوا الله تشويهًا، حاشاه كَمُل وعلا، فقدّموا للبسطاء المثالَ الأنصعَ لمن يناقضُ شكلُه جوهرَه. اليومَ كسدت تجارتُهم وبارت سلعتُهم. بأياديهم السوداء أثبتوا خلال العام الإخواني، ويثبتون كل يوم أنهم إلى زوال بإذن الله. شكرًا للقوات المسلحة الشريفة ولشهدائها الأبرار الذين افتدونا بأرواحهم؛ فنالت منهم رصاصاتُ التكفيريين في شمال سيناء وفي جوانب مصر. وشكرًا لصُنّاع مسلسل "الاختيار" الذي قدّم على الشاشة في ثلاثين يومًا، ما جفّت أقلامُنا وحلوقُنا أعوامًا ونحن نثبته بالبراهين ولم يصدقنا أحد. شكرًا للأيام التي بوّرت تجارة ارتزاقيي الأديان.“الدينُ لله، والوطنُ لمن يحبُّ الوطن.”

***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منسي: اللي زيّنا عمرُه قُصَيّر
- الطبيعةُ تتنفَّس!
- لا تسخروا من السُّخرية… في السخرية حياةٌ
- -فرج فودة- الذي عاش أكثر من قاتليه
- أخيرًا… وصايا السَّلف الصالح في مناهجنا
- مسلسلات رمضان … في زمن الكورونا
- يُفطرون على دماءِ الصائمين… شكرًا للإرهاب!
- ما لون قبّعتُك … في زمن كورونا؟
- رِهانًا على وعي الأسرة المصرية
- مصرُ العظيمةُ … رمضانُ الكريم
- حين منحني -الأبنودي- منديله لأبكي
- صمتُ السَّعف … صمتُ رمضان
- مِنَصَّةُ الأخلاق … في درس كورونا
- السيسي … فارسُ المهامّ الصعبة
- وأكره اللي يقول: آمين.. يا عزيزي الرئيس مبارك
- ركلةٌ في أسنان البشر
- خُطّة العميل كوڤيد 19
- ابتسامةُ چورچ … ليندا صندوقُ اللآلئ
- الزهرةُ البريّة
- كوميديات أمّي … في عيد الأم (1)


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - التكفيريون: بارتْ تجارتُهم