أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عبد اللطيف بن سالم - أمنا و كورونا















المزيد.....

أمنا و كورونا


عبد اللطيف بن سالم

الحوار المتمدن-العدد: 6578 - 2020 / 5 / 30 - 09:37
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    




أمنا الأرض بما فيها ومن فيها وهي الطبيعة كلها التي أنجبتنا ورعتنا بعطفها وحنانها ورزقتنا من نعمائها وخيراتها وكانت سببا في تربيتنا ونموّنا مادة وروحا حتى بلغنا تميزنا عن باقي الكائنات الأخرى بعقولنا هذه التي بها قد صنعنا " الثقافة " هذه الثقافة التي بها قد صرنا نُؤثر فيها ونوجهها ونتحكم فيها ونستغلها لصالحنا وأحيانا نُرغمها على أن تستجيب لمطالبنا وتلبي حاجاتنا المتكررة والمتزايدة ، لكن بفعل التطور الطبيعي لوجودنا ووجود هذا العالم من حولنا كبرنا وكبرت معنا طموحاتنا وصنعنا ما صار يُسمى بالحضارة وها نحن اليوم نكاد نبلغ فيها أوجها ولا نتمنى أن نبلغ فيها الحد الذي ينقلب بنا إلى الضد وتحدث الكارثة وإنما الملاحظ أنه بحكم هذا التطور المستر للإنسان في أبعاده الثلاثة المادي والروحي والاجتماعي قد ازدادت طموحاته واتسعت مجالاتها وظهرت في كثير من الخلق والإبداع في الضروري منه للحياة وغير الضروري الذي تقتضيه فقط الرغبة في تطوير الحياة وتجميلها بكل ما يستجيب لغرائزنا
ونزواتنا ورغباتنا المتجددة ...

الانفجار السكاني :

أمنا الأرض بفضل نعمها ورعايتها المتواصلة لنا قد كثر عددُنا حتى كاد يربو على طاقة الأرض الحاملة ما قد جعلها أخيرا تُصاب بالشيخوخة قبل أوانها وتئن وتتألم من ضخامة حملها ويكاد يختل توازنها ما صار يُنذر بحدوث كوارث طبيعية خطرة وكل ذلك بسبب تعنت أبنائها من البشر وعبثهم بها وكثرة التلوث الذي أحدثوه على سطحها بتلك الصناعات الكبرى وإفرازاتها الدائمة من الغازات الدفيئة والسامة التي أضرت بها وبمحيطها وحتى بغلافها الجوي الذي من مهامه الكبرى حمايتها وحمايتنا وأي خلل يحدث له هو خطر يهددها ويهددنا ما لم نعمل سريعا على تدارك أخطائنا .

الإنسان وثقافته :

الثقافة سلاح ذو حدين يمكن أن تكون نافعة للإنسان وللمحيط الذي يعيش فيه كما يمكن أن تكون ضارة له وللمحيط أيضا ، وما محيطنا هذا ؟ أليس هو الطبيعة أمنا بكل ما فيها ومن فيها " ؟ وما يبلغ حده قد ينقلب إلى ضده " كما يقول المثل العربي المتداول عندنا .
وثقافة الإنسان تظهر في كل ما يفعله وما يفكر فيه وما يُنجزه في مختلف مجالات حياته وإنه بهذه الصناعات الكبرى وإنشائه لتلك المعامل والمصانع أحيانا على غير هدى فقط لتلبية حاجاته وطموحاته المتزايدة في التطور وتحقيق المغانم والأرباح الطائلة يكاد يُفسد في أمه تلك ملامحها ويشوّه فيها زينتها وجمالها ويكاد يعبث ببراءتها ما جعلها في الأخير حزينة مكتئبة وها هي الآن قد صارت مريضة متألمة ومرضها كله بسبب ما فعله بها أبناؤها الذين قد عاثوا فيها فسادا ولم يُحسنوا التعامل معها رغم تنبيه عديد القمم والمؤتمرت التي التأمت من أجلها وتوصياتها المتكررة لهم لاتخاذ الحيطة والحذر من التلوث الذي يُحدثونه في محيطها ومما يمكن أن تلقه هي وهم معها من سوء العاقبة وللذكر لا الحصر مؤتمر كوبنهاقن ومؤتمر مراكش وبالخصوص منها جميعا مؤتمر باريس ألذي أفضى إلى ما صار يُغرف ب "" اتفاق باريس "" الذي يشتمل على التوصيات الضرورية لما يجب أن تلتزم به جميع الدول الغنية منها والفقيرة ،المصنعة منها وغير المصنعة لحماية الأرض والإنسان من سوء العاقبة وقد أمضت عليه كل الدول المشاركة لكن _ مع الأسف _ لم تتقيد به على أرض الواقع العديد من الدول وبالخصوص منها الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت صراحة عن انسحابها من ذلك الاتفاق لاحقا مع العلم أنها تُعتبر الملوث الأكبر للمحيط في العالم والمتضرر الأكبر منه أيضا .

سوء العاقبة و كورونا الجائحة :

المعروف في الفيزياء أن لكل فعل ردّ فعل من نوعه وتلويثُ المحيط الطبيعي من طرف الإنسان عن قصد أو عن غير قصد منه لابد أن تكون له آثاره السيئة وعواقبه الوخيمة على الأرض وعلى هذا الإنسان ذاته وإن المزابل المتراكمة هنا وهناك بسبب أو بآخر لابد أن تكثر حولها الحشرات والجراثيم بأنواعها المختلفة ومن المحتمل أن تظهر في هذا الخليط المتعفن أنواع من الفيروسات المتجددة غير المكتملة والباحثة بيولوجيا عن اكتمالها في أي موقع للاستمرار في حياتها بأية طريقة ممكنة مثل هذه الفيروسة المستجدة المسماة " كورونا" الحادثة أو المستحدثة في هذه الأيام والهائمة في فضاءات العالم كله بحثا عن مرتع خصب لها في الكائنات البشرية المتواجدة فيه منذ زمن بعيد لتسرح في خلاياه وتعيش بها حتى تقتله أو يقتلها وحتى تموت به أو يموت بها ( هي معركة والغلبة فيها للأقوى )، هكذا هي مسيرتها الوجودية كما يُخبرنا عن ذلك المختصون من العلماء في هذا النوع من الكائنات الدقيقة المعروفة بالجراثيم وهي أنواع منوعة تكاد لا تُحصى في عددها وفي نوعياتها ،ويمكن بالتالي اعتبار هذه الجرثومة الوباء كرد فعل طبيعي لما كان يقوم به الإنسان من تخريب وتدمير لأمه الطبيعة وهو يدري أو وهو لا يدري أو لنقل هو انتقام للأرض من البشر الذين لم يُحسنوا التعامل والتفاعل معها بالطريقة المثلى وهي الطريقة المناسبة والملائمة لكل منهما ما يجعل كل منهما محافظا على توازنه المطلوب دائما و( حتى لا يجوع الذئب ولا يفنى الغنم ) كما يقول المثل العربي القديم .

الفحص ومحاولة البحث عن العلاج :

إذن ومن خلال المشاهدة لما وقع نلاحظ أن المريضة في الحقيقة هي الطبيعة أمنا وهي التي كانت تعاني من هذا الداء الوباء منذ مدة طويلة دونما انتباه كاف لها من لدننا والداء الحقيقي هذا أو المرض العضال الذي أصابها هو نحن البشر الذين عثنا فيها فسادا واستهلكناها بعنجهية دون رحمة أو شفقة ، أما هذه الجرثومة أو الفيروسة المسماة " كورونا أو كوفيد 19 فهي في إطار حوادث الطبيعة الجارية الدواء الذي قد ظهر لينقذ الأرض أمنا والطبيعة كلها من هذا الداء الذي أصابها وذلك بالتخفيف شيئا فشيئا من عدد سكانها هؤلاء الذين طغوا وتجبروا ولم يبالوا بأمهم التي أنجبتهم ورعتهم ومن لبنها أرضعتهم وفي بيوتها أسكنتهم ومن خيراتها أطعمتهم وسقتهم ...
ولسنا هنا في حاجة ضرورية إلى تفسير ما هو واقعي بما هو غيبي إذ ليس هناك أي وجه شبه بين ما هو خيالي وما هو واقعي إلا في المعتقد .



#عبد_اللطيف_بن_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جائحة كورونا / هل من عبر نستخلصها ؟
- جائحة كورونا ، هل من عبر نستخلصها ؟
- نحن و- كورونا -
- ما علاقة الأرض بالسماء ؟
- حول فيروس الكورونا
- كورونا
- الإرهاب من جديد ؟
- يخرّبون بيوتهم بأيديهم...
- المصافحة بين الجنسين
- الديمقراطية في تونس
- القضية الفلسطينية
- الشعب يريد
- خواطر مزعجة ومفجعة .
- الشيخوخة والزمن :
- هل باستطاعتنا صنع الفرح ؟
- منامة ديناصور
- الدين والعلم
- من الذاكرة الفايسبوكية القريبة .
- بمناسبة عيد الشغل في تونس
- هل سنصير كلنا إرهابيين ؟


المزيد.....




- أوكرانيا تعلن إسقاط 50 طائرة مسيرة من أصل 73 أطلقتها روسيا ل ...
- الجيش اللبناني يعلن مقتل جندي في هجوم إسرائيلي على موقع عسكر ...
- الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات ب ...
- اتفاق الـ300 مليار للمناخ.. تفاصيله وأسباب الانقسام بشأنه
- الجيش اللبناني: مقتل جندي وإصابة 18 في ضربة إسرائيلية
- بوريل يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق مباشر للقرار 1701 ...
- فائزون بنوبل الآداب يدعون للإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صن ...
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- مصر تبعد 3 سوريين وتحرم لبنانية من الجنسية لدواع أمنية


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عبد اللطيف بن سالم - أمنا و كورونا