أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - كيف يمكن أن نتقبل الموت بنفس مطمئنة؟!














المزيد.....

كيف يمكن أن نتقبل الموت بنفس مطمئنة؟!


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 6578 - 2020 / 5 / 30 - 02:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شاهينيات 1444
يورطنا الصديق الأستاذ أحمد ماضي استاذ الفلسفة في الجامعة الأردنية وعميد كلية الدراسات العليا سابقا، بأسئلته الفلسفية على صفحته في الفيس، ورأيه في موضوعها ، ليترك الأصدقاء يدلون بآرائهم فيها . هذا اليوم كان موضوعه عن الموت أكبر ما يقلق الانسان في حياته ، أورد فيها عبارة مقتبسة تصويرا، هي على الأغلب للامبراطور الروماني الفيلسوف ماركوس اوريليوس (121-180م) فلم يذكر الأستاذ أحمد اسم الفيلسوف ، غير أنه أرفق صورة أخرى لغلاف كتاب لجورج العزيزات يتحدث عن تأملات الفيلسوف المذكور. ومن الجدير بالذكر أن أوريليوس من أول الفلاسفة الذين أعادوا الوجود إلى الطبيعة ، وجاء بعد ذلك بقرون الراهب والفيلسوف والفلكي الإيطالي: " جيوردانو برونو" ( 1548- 1600) ليعلن أن القائم بالخلق طاقة خلاقة لا نهائية سارية في الكون والكائنات، وهو ما نسير عليه نحن في نهجنا. وفيما يلي كلمة الأستاذ أحمد وتعقيبي عليها :
"هل ثمة شخص يرحب بالموت إذا ما داهمه؟ أشك في وجود مثل هذا الشخص، إلاإذا كان يعاني جدا من أمراض مزمنة، لا تحتمل ولا تطاق،فلربما يتمنى الموت،وأخص الموت الرحيم،إذا كان قانون بلاده يسمح بذلك،وذلك لأنه يخشى الإقدام على الانتحار، لسبب أو لآخر.
إن الموت مكروه جدا،ويتمنى الإنسان بعده،إلا إذا أراد أن يضحي بنفسه، إجلالا لقضية تستحق بنظره الرحيل من أجلها.
ما لنا، إن الموت قادم، بصرف النظر عن رأينا فيه،عاجلا أم آجلا، وعلينا أن نتذكر دائما أن الإنسان كائن فان، وليس خالدا.
دعونا نتعرف إلى رأي أحد الفلاسفة في الموت:
" لا تلعن الموت بل استقبله هاشل باشا . كأن الطبيعة أرادته. لأن انحلال كياننا هو عمل طبيعي كالشباب والشيخوخة والنمو والبلوغ وظهور الأسنان ، فيجدر بالعاقل ألا يظهر للموت خوفاً ولا احتقارا ولا حقداً ، بل عليه أن ينتظره كأنه عملية من عمليات الطبيعة"
وفيما يلي تعقيبي:
قد يتقبل الانسان الموت حين يدرك أن جسده مكون من مادة وطاقة ، وأن الطاقة لا تفنى ولا تزول، وأن في موته عودة إلى الأصل ، أي إلى الطاقة الكونية العاقلة القائمة بالخلق،ليتحد معها ويكون مشاركا في عملية الخلق ، وبمعنى ديني ، العودة إلى الألوهة التي جئنا منها ، لنعمل ما تعمل ونحب ما تحب ، ونرى ما ترى ،ونتمتع بما تتمتع به ، ونحزن على ما يحزنها ، لن ندرك أنفسنا حينذاك بل ندرك الألوهة نفسها! وما تعنيه !وبمناسبة الحديث عن الطاقة ، يقول ميشيو كاكو في كتابه فيزياء المستحيل : " إن أعظم مخزون للطاقة ( الكونية ) في الكون بكامله هو الفراغ الذي يفصل بين المجرات في الكون " ص( 305) وفي هذا الكلام أكبر دليل على أن الطاقة لا تفنى ، بل تتجدد باستمرار، ولو أن الميت يفنى بفناء جسده ، لنقصت الطاقة في الكون ، وانتهت الحياة . ينطبق هذا الكلام على كل ميت وكل فان مادي مهما كان. لكن ، ثمة سؤال قد يتبادر إلى الذهن : هل يتساوى في ذلك الصالح مع الطالح ؟ أكيد لا ، فإذا كان في الأمر ألوهة حسب تصورنا فلن تشمل إلا الصالحين من البشر، أما الآخرون فسيكونون مجرد طاقة تساهم في اغناء الطاقة والمادة المتحولة عنها دون أن تدرك وجودها! يعني المسألة كمفهوم الجنة والنار في المعتقدات الدينية ، فثمة من يكون في الألوهة بكمالها، وثمة من يكون خارجها .. فكونوا صالحين ومحبين للخير والعدل والجمال ، لتتحدوا بالألوهة بعد الموت. إن مسألة الإيمان بالاعتقاد في هذه المسألة في غاية الأهمية ، فدون إيمان لا يمكن الإطمئنان إلى استقبال الموت. فالمؤمن حسب المعتقدات الدينية السماوية الذي يؤمن بوجود خالق لديه جنة ونار ، وأن المؤمن الصالح سيذهب إلى الجنة ليعيش في نعيم مع حور العين ، بينما يذهب الطالح إلى النار، هو ما يدفعه إلى استقبال الموت بقدر ما من الطمأنينة وراحة النفس ، بغض النظر عن وجود هكذا خالق وهكذا نهاية ، لذا فالإيمان بالاعتقاد الطاقوي ، والعودة إلى ألوهة طاقوية هو مسألة ضرورية للغاية لتقبل بالموت برحابة صدر . ولننظر إلى المتصوفة الذين يعتقدون بالاتحاد بالألوهة بعد الموت كيف يستقبلونه بطمأنينة ، فالحلاج تقبل صلبه وتقطيع أوصال جسده ، لإيمانه الذي لا يتزعزع بأنه ذاهب إلى الله أو حتى أن الله قائم فيه ، وأنه لم يمت رغم تقطيع أوصاله !!
29/5/2020



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألله لم يكن سعيدا حتى بوجود جنة لديه !
- الخالق خلق السموات والأرض وما بينهما أكيد لا ليلعب!
- الله طاقة عقلانية عظمى!
- احترام المعتقدات البشرية لا يعني عدم التطرق إلى سلبياتها!
- مناهج الأزهر تجيز للمسلم أكل لحم المرتد والكافر !
- الكاتب العربي غير مثقف!
- هل ننتظر العلم ليخبرنا عن وجود الله أو القائم بالخلق ؟
- نعم لوجود الإنسان غاية هي غاية الغايات كلها !
- عن سبينوزا ومذهب وحدة الوجود والفلسفة.
- مستوى حضارتنا صفر مقارنة بحضارات متوقعة في الكون !
- هل يتضامن العالم بعد كورونا ؟
- الإنسان إلى أين بعد كورونا؟
- - الخالق لا يلعب النرد والموت ليس نهاية الحياة-
- فناء الخلق فناء للخالق!
- أبو الفوارس شاهين يخوض حربه الثالثه مع جيوش كورونا الملاعين!
- أبكتني فيروز وهي تتضرع إلى الله من الكتاب المقدس!
- وقت غير مناسب للموت يا محمود!
- العظماء يظهرون في زمن المحن والشدائد !
- الوقاية شبه معدومة في البقالات الصغيرة
- هل كنت على شفا الموت أم أن الطاقة خاطبتني ؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - كيف يمكن أن نتقبل الموت بنفس مطمئنة؟!