أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - أيها العرب خذوا العبرة من آرثر ميلر..















المزيد.....

أيها العرب خذوا العبرة من آرثر ميلر..


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 463 - 2003 / 4 / 20 - 23:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


بعد أن عجزنا عن فك الطلاسم التي تطلسم بعض العرب من الراغبين في لقاء شارون وأركانه والتعامل معهم على أساس أنهم الموجود والمتوفر في إسرائيل التي لم توفر تحت قيادة شارون أيا منهم،وكانت ولازالت تحرجهم لكنهم مع الأيام وبمرور الوقت اعتادوا  العيش مع تلك السياسة وفي مثل تلك الظروف.والأدهى من اللقاء بشارون والتعامل معه هو أن هؤلاء العرب ليسوا من المجبرين أو من المضطرين للتعامل مع شارون ولديهم من الأسباب التي تحميهم من غضب أمريكا الكثير، فشارون رجل مبغوض ومكروه في المخيلة العربية ولا تأتي ذكراه أو يأتي ذكره ألا مرتبطا بالمذابح والمجازر التي أودت بحياة الآلاف من الأبرياء العرب في فلسطين والأردن ومصر ولبنان. لكن ذاك البعض العربي وللأسف الشديد اختاروا التعامل مع الجلاد بحجة توفير اتصال بينه وبين الضحية،رغم أن الضحية لم تطلب منهم التوسط عند الجزار أو لعب دور الشيخ أو الراهب الذي يتلو آيات من الذكر الحكيم أو نصوصا من الإنجيل قبيل تنفيذ حكم الإعدام بالضحية. هؤلاء لا هم بذلك أنقذوا الضحية من براثن الجلاد ولا تركوا لها حرية العمل من أجل التخلص من فتكه وبطشه، فكانوا على الجهتين يصطفون مع القاتل وضد الضحية إما بعلمهم أو بدون علمهم، وفي كلا الحالتين المصيبة عظيمة والعجز أعظم من أن يوصف. فقد تحولت الشعارات من أمة عربية واحدة إلى أمم عربية غير متجانسة وذات رسائل متباينة أقلها الابتعاد عن الوحدة وأكبرها الاقتراب من الأعداء والاستعمار ولو على حساب الشرف والمبادئ والقيم التي توسخت بالخسة والعار.فاستباحة الشعب الفلسطيني ومحاصرة قيادته ومحاولة تركيعه أو أبادته لم تلق من العرب سوى قمة للرؤساء والزعماء لم تجلب للفلسطيني الأمن ولم تعطهم سوى الوعود والكلام، فلا الوعود التي أعطيت تحققت ولا الآمال التي علقت عليهم تحولت لحقائق، بل كانوا بتلك السياسة يزيدوا من الألم ألما ومن الوجع أوجاعا ومن الافتراق بعدا، لأنهم لم يجلبوا سوى الأحلام التي سرعان ما تبخرت كما الغيوم والدخان، فلا أتوا بالأمان  ولا السلام عاد معهم ولا الدعم والإسناد أقبل بل أدبروا كلهم وأداروا الدهر للفلسطيني تاركينه وحده يقاتل عدوا شرسا يفوقه عددا وعدة، فلا هم نصروا ولا هم ساندوا، وكانت قمتهم كما سبقها من القمم بل أكثر ضياعا وسوءً،لأنها شرعت الخروج عن الوحدة والإجماع وتركت لكل دولة أن تحدد مواقفها بناءً على مصالحها ورؤيتها، فكان ما كان من تفتت وضياع وتشرذم جعل من القضية الفلسطينية ألعوبة بأيدي السياسة الأمريكية والأوروبية، فجاءنا الأمريكان بخارطة الطريق ومشاريعهم الغريبة العجيبة والتي كانت تحضر في مطابخ السياسة الإسرائيلية ومن ثم تقدم للإدارة الأمريكية لتقوم هذه الإدارة بتقديمها وتسويقها على أساس أنها مبادرات وخطط ومشاريع سلام أمريكية. وما خطة الطرق التي قدمت وقام شارون بفرض التعديلات عليها وسيقوم الآن بتعديل تعديلاتها من جديد، سوى مثال جيد ومفيد على طبيعة عمل شارون ومن معه من أركان حكمه الذين رفض الكاتب الأمريكي آرثر ميلر تسلم أحدى الجوائز الإسرائيلية منهم وهي جائزة القدس، لا لغاية في قلب يعقوب بل لأنه يعتبر شارون ومن معه أعداءً للسلام والأمن والاستقرار وبأن سياستهم تشكل عائقا بوجه السلام ولا تستحق أي احترام، وأعرب كذلك عن اشمئزازه من تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين، وطالبها بالاعتراف بالحقوق الفلسطينية المشروعة وإخلاء المستوطنات واللجوء إلى الخيار السلمي. هذا الكاتب الأمريكي القدير يرفض مد يده لتسلم جائزة من شارون وأركان حكمه لأنه مقتنع بعدائهم للسلام وفي المقابل نرى الكثير من أبناء عروبتنا حكاما ومحكومين يتسابقون على لقاء تلك القيادات ومنها شارون الذي أحيانا يرفض لقاء بعضهم لأنه يعتبره تجاوز المسموح به في تصريحاته التي تخص السياسة الإسرائيلية.

هذا على الصعيد العربي أما على الصعيد الفلسطيني فهناك أيضا من هم من معسكر السلام حتى ولو كان سلام على طريقة شارون وهؤلاء يريدون الاستفراد بالقضية وحلها كما أتفق وبما تتكرم به خارطة الطرق، هذه التي جاء على لسان شارون أنها خطة وخريطة إسرائيلية تقوم بطرحها الإدارة الأمريكية واليكم ما جاء على لسان شارون في صحيفة معاريف عدد الأربعاء 15-04-2003 ،وقد أكد شارون في لقاءه الموسع مع الصحيفة المذكورة" أن مسألة تقبل إسرائيل لخارطة الطرق الأمريكية، دون إجراء تعديل عليها، غير واردة في الحسبان،وأن من يطرح المسألة بهذا الشكل لا يقيم جيدا العلاقة الإسرائيلية – الأمريكية،مؤكدا أن الرؤية التي يطرحها الرئيس الأمريكي لحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني،تعتمد على الخطة السياسية التي عرضها  أمامه شارون نفسه وتفاهم معه حولها".

بهذا الكلام يكون شارون أكثر الناس وضوحا فيما يخص المستقبل القريب وفيما يعني المستقبل الفلسطيني وخطة السلام الأمريكية المقترحة،ونعتقد أن الفلسطينيين والعرب في جانب من جوانب الشخصية الشارونية وبينهم وبين أنفسهم يحسدون الإسرائيليين على قيادتهم التي تتمسك فعلا وقولا بالثوابت الوطنية الإسرائيلية وتقوم بنشر الحقائق وجس نبض الشارع الإسرائيلي في القضايا الحساسة والمصيرية، أما الحكومات والأنظمة العربية فلا تحتاج لشعوبها في مثل تلك الظروف والمواقف لأنها هي التي تحدد الصحيح من الغلط وهي التي تفرض الأشياء على الشعوب وتقوم بتوقيع الاتفاقيات والمعاهدات المصيرية، كل هذا يتم دون سؤال الشعب عن رأيه وموقفه من تلك المعاهدات والاتفاقيات، والتاريخ العربي مليء بالأمثلة الحية، منها مثال اتفاقية كمب ديفيد بين مصر وإسرائيل ووادي عربة بين الأردن وإسرائيل وكل الاتفاقيات الفلسطينية الإسرائيلية حتى يومنا هذا، لم تتم استشارة الشعوب العربية في أيً من تلك الاتفاقيات، مع أن تلك الشعوب تعتبر مصانع لإنتاج الشهداء والجرحى والأسرى والمدافعين عن الأمة والوطن، فتكون الخاسرة في الحرب والخاسرة أيضا في السلم. إلى متى تستمر هذه المعادلة الغريبة العجيبة، والى متى يستمر الاستهتار بالشعوب العربية؟؟ سوف تستمر الأمور على ما هي عليه حتى يجيء اليوم الذي يخرج فيه من هم أشجع من الكاتب الأمريكي آرثر ميلر ليقولوا لحكامهم أننا نرفض تسلم الجوائز ومصافحتكم ما دمتم لا تحكمون بالعدل ولا تعملون بشكل ديمقراطي ولا تلبون رغبة شعوبكم ولا تسألونها عن رأيها بالقضايا المصيرية التي تخصها وحدها. وبهذا تكون العبرة  من رفض الكاتب الأمريكي آرثر ميلر لتسلم الجائزة من يد شارون وأركانه جاهزة ويكون للعربي حرية الرفض أو القبول، وحرية الاستمرار في عصر القرود والحمير أو الأنعتاق والدخول في عصر الحرية الجديد.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد سقوط النظام واحتلال العراق؟
- 17 أبريل،يوم الأسرى
- سقوط النظام وانتشار الجرائم بتشجيع من الاحتلال ..
- مبروك هولاكو الجديد
- كذبة الثاني من نيسان
- كذبة أول نيسان
- أيام فلسطين بأرضها ومخيماتها
- رامسفيلد يؤكد شمولية الحرب - المؤامرة
- لقد طار بيريل والبقية تتبع..
- أمريكا تحارب وإسرائيل تجني الثمار
- رامبو الأمريكي والمقاوم العراقي
- عراقنا و عراقهم
- للنرويج دور لم ينته بعد
- أود كارستين تفييت
- ليس دفاعا عن محمود درويش
- الأعلام الإسرائيلي في بلاد العرب
- هل تغير شارون ؟
- فتحي أبو جبارة
- مصائب شعب العراق فوائد لأهل النفاق
- جنون رعاة البقر ونقص المناعة


المزيد.....




- مصارع WWE المتقاعد هالك هوغان: ترامب طرح فكرة حول كيف يمكنني ...
- روسيا تختبر منظومة -المطرقة- المضادة للأهداف الجوية (فيديو) ...
- ضابط فرنسي : هذه هي أساليبنا في محاربة العرب يا صديقي!
- حاول اغتياله ثم اعترف بنزاهته.. تفاصيل مثيرة عن قصة صدام حسي ...
- وزير الدفاع البريطاني: النزاع في أوكرانيا دخل مرحلة حرجة
- -الكيماوي والطحين-.. صهر صدام حسين يكشف حقيقة ما حصل في دهوك ...
- باكستان.. مقتل 4 أفراد في قوات شبه عسكرية و2 في الشرطة في مو ...
- ترقب لقرار إسرائيلي حول وقف إطلاق النار مع حزب الله وبن غفير ...
- أنصار عمران خان يزحفون نحو إسلام آباد مطالبين بإطلاق سراح زع ...
- لماذا يستغرق انتقال السلطة بين الرؤساء الأميركيين وقتا طويلا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - أيها العرب خذوا العبرة من آرثر ميلر..