أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاروق حجي مصطفى - الكرد والمجتمع المدني














المزيد.....

الكرد والمجتمع المدني


فاروق حجي مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 1587 - 2006 / 6 / 20 - 10:19
المحور: المجتمع المدني
    


هل يخدم نقاش أكراد سورية الحالي مفاهيم المجتمع المدني؟

لا يختلف المتابعون للشأن الكردي في سورية بان القوى الكردية ومنذ تأسيسها كان نضالها ينسجم إلى حد بعيد مع مفهوم المجتمع المدني ،فهي كانت تعتبر نفسها جزءا من مؤسسات المجتمع في سورية منذ أواسط القرن المنصرم وأصرت هذه القوى على النضال من اجل الديمقراطية في البلاد وبناء علاقات الصحيحة بين المجتمعين الكردي والعربي ووقفت هذه القوى ضد محاولات شق الصفوف في مناطق تواجدها ، وطبعا هذا الفعل الكردي مستند إلى موروث سياسي وكفاحي منذ مقاومة الاستعمار في الأراضي السورية.
في كل فترات حياتهم السياسية أراد الكرد إعادة التلاحم والدور الذي كانوا يتمتعون به وفقدوه على حين غرة.هذا المذاق التلاحمي أصبح هاجساً كردياً ومطلبا ملحاً فناضلوا طيلة تواجدهم كقوى سياسية لإنجازه في سورية ، فطالبت بعض فصائلهم بالانضمام إلى "الجبهة الوطنية التقدمية"، ومازالت بعض هذه الفصائل تتأمل أن تبلغ هذا الهدف رغم دخول بعضها إلى "إعلان دمشق" . طبعاً قبول الفصائل التي كانت تحلم أن تكون جزءاً من الجبهة مصدرها خيبة الأمل من الدخول إلى هذا الإطار السياسي السلطوي وإصرار تنظيمات هذا الإطار السلطوي على إقصاء القوى السياسية الكردية وتهميشها ،وكأنها الشيطان . لم تر القوى الكردية أي خيار أمامها إلا النضال ضد هذا العامل العنصري الموجود في صميم القوى السياسية السلطوية واتفقت مع بعض القوى العربية أن تحصر نضالها على عدد من المفاهيم والمبادئ عرف ب"إعلان دمشق". هذا الإعلان الذي رحبت به غالبية المثقفين العضويين(حسب تعريف غرامشي) وغالبية المنظمات الحقوقية وأنصار المجتمع المدني وطلاب الإصلاح والتغيير. تم انتقاده من قبل بعض التيارات الكردية التي وجدت على الأرض بعدما طغت ثقافة الشعبوية والشعاراتية في أوساط الكرد . ولا نستغرب إن بعض الأحزاب الكردية التي لا تملك تجربة سياسية تقتنع إن المسافة باتت قريبة بينها وبين تشكيل الدولة القومية لذا نرى إن محازبي ومناصري هذه الأحزاب أصبحوا يرسمون لأنفسهم مستقبلاً سياسيا فأصبحت بعض الأحزاب تطرح مفردات جديدة مصحوبة بطروحات فيدرالية يراد تطبيقها في سورية .
في الحقيقة إن عدم الانتباه للمفردات الخطابية والسياسية وعدم قراءة زمان ومكان طرح الشعارات أوقع بعض القوى الكردية السورية في تناقض مع الحراك السياسي الكردي ومع الهدف الذي وجدت هذه القوى من أجله وبالتالي بات هذا الحراك بعيداً عن خدمة المجتمع المدني . إن تخبط بعض القوى الكردية السورية وابتعادها، من الناحية الفعلية ، عن حراك المجتمع المدني يرتبط بالبنية القانونية للسلطة ويتعلق بالوضع الكردي وحالته المأزومة أصلاً، وبمعنى آخر يبدو إن تناقضاً بين بعض القوى الكردية ومفاهيم المجتمع المدني يعود إلى الأسباب التالية :
• دستور بلادنا لم يأخذ على عاتقه ليكون مرجعا فكريا وسياسيا للمجتمع المدني بشكل عملي،حتى اذا تواجدت فيه بعض مفاهيم المجتمع المدني .
• تعدد الأحزاب وتعدد الطروحات و الصراعات الحزبية التناحرية وعدم التزام بعض القوى الجديدة الكردية برؤية موحدة وعدم معرفة دور الأحزاب في بناء الديمقراطية والمجتمع المدني وكيف تبنى النضالات وتتأسس الشعارات إضافة إلى عدم وجود رؤية واضحة وشفافة حول مستقبل الكرد وضرورة التلاحم مع القوى العربية في سبيل بناء عقد اجتماعي بين الكرد والعرب.
هذان السببان يحولان دون اندماج وتكيف الكرد مع المجتمع السياسي السوري مع إن برامج كل الأحزاب السياسية ولغة تخاطبها لا تفتقر إلى مفاهيم المجتمع المدني والديمقراطية مثل حقوق الإنسان ، حقوق المرأة،المطالبة بحرية التعبير والرأي وفصل السلطات وبناء دولة المؤسسات والبحث عن حكم الرشيد. خطاب القوى الكردية ينسجم إلى حد بعيد مع مفاهيم المجتمع المدني إلا إن هذا الخطاب يبقى لا معنى له عندما يكون غائبا في المجال العملي - التطبيقي . والسؤال هل ثمة تفكير لدى الكرد لإنجاز توازن بين البعدين العملي النظري؟



#فاروق_حجي_مصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع قيادي في حزب العمال الكردستاني
- مقتل الزرقاي... قطع رأس الفتنة
- الحركة الكردية والمجتمع المدني في سوريا
- مشكلة نساء كردستان، ومتى الخروج من الأفق الذكوري؟
- قضاة مصر ... الشعب يحدد المسار


المزيد.....




- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاروق حجي مصطفى - الكرد والمجتمع المدني