نافع شابو
الحوار المتمدن-العدد: 6576 - 2020 / 5 / 28 - 23:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هل أَهلُ الكتاب مُسلمون؟ وما الفرق بين ألمُسلمين والمؤمنين ؟ وهل المؤلَّفة قلوبهم كانوا مُسلمين ؟
يقول الدكتور محمد شعرور ، ردا على سؤال شخص يسأل:" دائما نسمع خطيب الجمعة بعد الخطبة يقول في الدعاء:
" اللهُمَّ أغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات"
يجيب الدكتور شعرور فيقول :"هذا الدعاء يتكرّر في كُلّ مساجد أهل الأرض . السؤال من هم المُسلمون ومن هُم المؤمنون ؟ ولماذا عطف المؤمنين على المسلمين ؟
نحنُ نعرف أنّ أركان ألأيمان هي : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. وأركان ألأسلام هي أن تشهد : "أن لا اله الاّ الله وأنَّ محمد رسول الله " ، وإقامة الصلاة وإيداء الزكاة وصوم رمضان والحج.
إذا كان ألأسلام قبل ألأيمان ، كما يقول خطيب المسجد
أي أنَّهُ عليَّ أن أُصلّي وأصوم واحج ثم أومن بالله وباليوم ألآخر.
"اللهم أغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات " .أي وضعوا الحصان خلف العربة وبالتالي ألأمور ليست كذلك .
ألأيمان هو : أن تؤمن بشيء ، وألأيمان نوعان :
ألأيمان ألأول: أن تؤمن بالله ، وهذا ألأيمان يقود الى مُسلّمة . والمُسلّمة هو ألأمر الذي لاتستطيع أن تُبرهن عليه علميا ولاتستطيع أن تدحضهُ علميا ، وبالتالي هو كمسلّمة . أي ألأيمان بالله واليوم ألآخر ، هذا هو ألأيمان ألأول .
عندما تؤمن بالله واليوم ألآخر ، هنا أنتَ دخلتَ في ألأسلام !!!. والأسلام لايقوم على الأستسلام ، بل يقوم على مُسلَّمة ،ألأيمان بالله واليوم ألآخر.
إذن ألأسلام هو : أن تؤمن بالله واليوم ألآخرة والعمل الصالح . ومَن أحسن قوما ممن دعو الى الله وعَمَلَ صالحا وقال: إنّي من المسلمين :
"إنَّ الَّذين آمنوا والّذين هادُوا والنَّصارى والصَّابِئينَ مَن آمنَ بالله واليَومِ ألآخِرِ وعَمِلَ
صالِحا فَلهُم أجرهُم عِندَ رَبّهِم ولا خَوفٌ عليهم ولا هُم يَحزَنونَ" البقرة : 62".
الذين آمنوا هم أتباع موسى والنصارى أتباع عيسى والصابئين هم بقية أهل الأرض ومن آمن بالله ويوم ألآخر وعملوا الصالحات فهؤلاء هم المسلمين !!!!
هنا المسلم دخل الحساب قد لايعني أنّه جيد ، فقد يكون مسلم جيد وقد يكون رديء . فقال عن المُسلم الجيد:
"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا " الكهف : 107"
اي لانّهم آمنوا بالله وعملوا الصالحات فالله ادخلهم في الجنة .
ثانيا : بالأضافة الى ألأيمان بالله يجب أن أومن برسول الله. هذا هو ألأيمان الثاني. فإن قُلتُ :"لا إله إلاّ الله " وتوقفتُ ، لاحرج عندي وهي مقبولة . ولكن يجب عليَّ حتّى أصبح اتباع الرسالة المحمدية ، أن أضيف :" وأشهد أنَّ محمد رسول الله" ، اي شهادة ثانية . فهُنا دخَلتُ في ألأيمان بالرسالة المحمديّة . هذا هو ألأيمان الثاني .
في ألأيمان الثاني "أشهد انّ محمد رسول الله ، وأقيم الصلاة ، وأصوم رمضان ، وأحجّ البيت ، من أستطاع اليه سبيلا . وبالتالي هذه أركان ألأيمان وليست أركان ألأسلام !!!!
أركان ألأسلام هي: القيم وهي التشريع !! الأسلام التوحيد نَفسَهُ ، من أوّل نبي الى آخر نبي !!!!!!.
التشريع خضع للتطور ، القيّم خضعَت للتراكم ، الشعائر خضعَت للأستنارة . فإنَّ نحنُ أتباع " الرسالة المحمدية " ، نحنُ والمسلمون المؤمنون .فإن قال :" المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ". المسلمين قبل المؤمنين يجب علينا أن ندخل أوَّلا في ألأسلام ثُمّ في ألأيمان .
وهذا ما جاء في القرآن :( سورة القصص 51، 52 ، ، 53 ، 54):
ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون51 "
الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون 52
وَإِذَا يُتْلَىٰ--- عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ" 53
أُولَٰ---ئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ 54
ايضا يقول هناك ايمان اول وايمان ثاني
" وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ--- مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ--- كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (سورة محمد :2)
اي اولا الأيمان بالله ثم الأيمان بالرسالة المحمدية
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ--- وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (الحديد:28)
ألأيمان ألأول هو الأيمان بالله . ألأيمان الثاني هو ألأيمان برسوله والأيمان ألأول له ثواب والأيمان الثاني ايضا له ثواب
الأيمان الثاني فيه شعائر ، الأيمان ألثاني له تقوى والأيمان الأول ايضا له تقوى .
تقوى الأيمان الأول هو ألألتزام بالسراط المستقيم
وَأَنَّ هَٰ---ذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ--- وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ--- ذَٰ---لِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(الأنعام :153)
أمّا ألألتزام بالشعائر الخاصة بالأمة المحمدية فهو تقوى ألأيمان .وإضافة تقوى الأيمان الى تقوى الأسلام فهو تقوى ألأحسان
تقوى ألأسلام اولا ثم يليه تقوى ألأيمان .(1)
من هم المؤلفة قلوبهم ؟
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ--- قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰ---كِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ--- وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ--- إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ( الحجرات :14 )
يقول الطبري في تفسيره للآية أعلاه:
القول في تأويل قوله تعالى : قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
يقول تعالى ذكره: قالت الأعراب: صدّقنا بالله ورسوله, فنحن مؤمنون, قال الله لنبيه محمد
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: قل يا محمد لهم:( لم تؤمنوا ) ولستم مؤمنين (ولكن قولوا اسلمنا)
وذُكر أن هذه الآية نـزلت في أعراب من بني أسد .
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله :(قالتِ ألأعرابُ آمنّا قُل لم تؤمنوا )
( قُل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا) قال: لم يصدّقوا إيمانهم بأعمالهم, فردّ الله ذلك عليهم
وأخبرهم أن المؤمنين الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا, وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله, أولئك هم الصادقون, صدّقوا إيمانهم بأعمالهم--- فمن قال منهم: أنا مؤمن فقد صدق--- قال: وأما من انتحل الإيمان بالكلام ولم يعمل فقد كذب, وليس بصادق.
وقال آخرون: قيل لهم(للأعراب) ذلك لأنهم منوا على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بإسلامهم, فقال الله لنبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: قل لهم لم تؤمنوا, ولكن استسلمتم خوف من السباء والقتل.!!!!!
عن الزهدي قال : إن الإسلام: الكلمة, والإيمان: العمل
يتضح انّ المؤلفة قلوبهم هم قوم دخلوا في الإسلام من غير أن يرسخ الإيمان في قرارة نفوسهم وقد كان لهم تأثير في مجتمعهم بسبب مكانتهم ألأجتماعية ، ومن بين هؤلاء ابو سفيان بن حرب .
شرع القرآن دفع الزكاة للمؤلفة قلوبهم كما جاء في سورة التوبة 60.
"إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم"..(التوبة : 60)
هؤلاء ( المؤلفة قلوبهم) كانوا يعطون لأجل مصلحة الإسلام حتى لا ينقضوا ضد الإسلام، ولا يعينوا خصومه عليه، لأن إيمانهم لم يرسخ في قرارة قلوبهم وإنما إسلامهم كان ظاهريا
الشيوخ قالوا أنهم المسلمين الجدد لترغيبهم في الإسلام أو من يُرجى إسلامهم من الكفار (اليهود والنصارى والصابئة الذين لم يعترفوا ب محمد كرسول ونبي)أو اتقاء شرهم وتجنيب الدعوة خطرهم ولو كانوا من الأغنياء .(3)
من خلال النص القرآني ان الله يخاطب محمد ليقول للمؤلفة قلوبهم بانهم اسلموا ولكنهم لم يؤمنوا . هم مسلمين ولكنهم غير مؤمنين برسالة محمد وهذا يوافق ما قاله ايضا الدكتور محمد شعرور فقد يكون شخص نصراني او يهودي وهو في نفس الوقت مُسلم وقد يكون كافر اي لايؤمن بمحمد كرسول لله وهو ايضا مسلم . اي الكفر ليس معناهُ كافر بالله .
يقول الدكتور محمد شعرور : الكَفرة هم الذين عارضوا محمد وكفروه !! وليس الكافرون بالله . وهناك من يكفر بالنعمة
الكُفر هو: اتخاذ موقف علني ضد شيء وقد ينتقل الى عنف وحروب.
النبي نفسه كفَرَ بما كان يعبدُ قومُهُ، وقومُهُ كفَروا بما اتى به النبي "محمد"
قل يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ* لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ* وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ* وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ(سورة الكافرون)
الذين وقفوا ضد محمد ، في مكة ، من المشركين مثلا: أبو لهب وابو طالب وأميّة و ابو سفيان ، هؤلاء الذين كفروا من المشركين وهناك من كفر من أهل الكتاب ايضا وليس جميع اهل الكتاب وقفوا ضد النبي . (4)
ألأسئلة المطروحة:
لماذا إذا اله محمد ، فرض الجزية على النصارى واليهود والصابئة ،(راجع سورة التوبة 29) ، بينما هؤلاء ايضا "مسلمين " و"أهل الكتاب" كما يقول الدكتور محمد شعرور وكما جاء في سورة المائدة 69
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ--- مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" ؟
ألا يَدُلُّ هذا بوجود تناقضات واختلافات في النصوص القرآنية مما يؤكد عدم صحة "الوحي" لمخالفته العقل والمنطق؟.
أليس من حق أهل الكتاب ،طالما هم ايضا "مسلمين" ويؤمنون بالله ورسلهم( بحسب غالبية المفسرين) ، أن يطالبوا رد اعتبارهم وذلك بقيام المرجعيات الدينية ألأسلامية "المحمدية " بالأعتذار عن الجرائم التي ارتكبت بحق اهل الكتاب عبر التاريخ ألأسلامي؟.
من هم المُسلمون وهن هم المُؤمنون...الدكتور محمد شعرور الحلقة 22
https://www.youtube.com/watch?v=8u1MhF7LKVo
(2)
راجع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D9%84%D9%81%D8%A9_%D9%82%D9%84%D9%88%D8%A8%D9%87%D9%85،
(3)
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=12534
(4)
المسكوت عنه الاسلام الذي اخفاه بنو امية محمد شحرور اجوبة على الاسئلة
https://www.youtube.com/watch?v=roiSAw59gQQ
#نافع_شابو (هاشتاغ)