أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - بحث في الدين(5)














المزيد.....

بحث في الدين(5)


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6576 - 2020 / 5 / 28 - 14:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا كما يرى فيورباخ في "أصل الدين:" إن تؤمن معناه أن تتخيل أن هناك شيئاً موجوداً وهو غير موجود في الواقع أي أن تتخيل أن صورة ما نبعت فيها الحياة أو أن هذا الخبز لحم والدم خمر أي تعطى له صفات ليست فيه. لذلك أي دين مهما كانت عظمته يخفق اذا أردت ان تجد الله او ان تبحث عن الله في الفلك عن طريق التليسكوب او بعدسة مكبرة في حديقة واسعة أو تبحث عنه في طبقات الارض او تبحث عنه بمشرط التشريح او الميكرسكوب فى احشاء الحيوان أو الانسان ولكنك تجده فقط في ايمان الإنسان في خياله وعقله وقلبه لأن الله بنفسه ليس شيئاً سوى جوهر خيال الانسان وقلبه".
فالدين، والدين الحقيقي المبني على منظومة قوية من المعارف والقيم النبيلة، من الصعب أن يقام ويحظى بمقبولية واسعة من الناس، فكما يقول هتلر السياسي الالماني: " إن تأسيس دين من الأديان أو تقويض دعائمه هو عمل أعظم شأناً من تأسيس دولة أو تقويض دعائمها". اذ بإمكان أي انسان يمتلك مقومات دولة ولديه بعُد سياسي، وتتوافر لديه امكانيات اقتصادية معقولة، وفوق هذا وذاك يمتلك ارضًا يمكن ان تقام عليها ملامح الدولة، وهناك من يمد له يد العون والمساعدة، أي مساندة دولة أخرى مجاورة مثلا، يمكن له بكل يسر أن يشيد تلك الدولة، ويبني اسسها، وتصبح فيما بعد دولة مترامية الاطراف، بسبب حنكته السياسية وعدالته أن كان يمتلك العدالة، والعدالة ضرورة للدولة الناجحة. لكن من الصعب بمكان أن يؤسس دينا معينا تهف اليه القلوب من كل حدب وصوب، وتؤمن بذلك الدين وتنصاع لمؤسسه، وتعد دينه دينا حقيقيًا يمكن من خلاله ان يصل الى الحظرة القدسية وهو الهدف المرتقب والامل السام لكل فلسفات الدين.
لا أدري هل نتفق أم نخالف فيورباخ حينما يرى "إن الشعور بالتبعية عند الانسان هو مصدر الدين ولكن هذه التبعية، أي التي يكون ويشعر الانسان بتبعيته لها هي في الاصل ليست إلا الطبيعة، بالطبيعة هي الأصلي الأول للدين، كما يبرهن على ذلك تاريخ كل الديانات والامم بدرجة كافية".
وسواء كان هذا حقيقة أم محض خيال، فالدين كفلسفة عملية يومية يمارسها المؤمن المنقاد الى نداءات الدين باقية لا تقلع شجرتها أي اهواء أو تحديات خارجية، قيلت هنا أو هناك. الدين غرسة يغرسها الواقع بأفئدة الناس المتدينين منذ نعومة أضفارهم، ومن النادر أن يتخلى المؤمن عن هذا الايمان الراسخ، حتى لو كان بالقهر والاجبار والغلبة تحت تهديد السلاح، وفي التاريخ نقرأ إن الامازيغ حين دخل المسلمون اوطانهم، وغزوهم نعقر دارهم، دخلوا الاسلام ونطقوا الشهادتين، وحين عاد "الفاتحون" من حيث اتوا رجع الامازيغ الى دينهم الاول، ومارسوا دينهم الطبيعي، ولما علم المسلمين خبرهم عادوا لهم تارة أحرى ليعيدوا لهم الاسلام، لكن بعد رجوع المسلمين الى من حيث انطلاقهم، عاد الامازيغ كرة أخرى، وتكررت الحال هذه عدة مرات.
فالمتدين ليس من اليسر والسهولة أن يغير دينه ودين آبائه، نبي الاسلام لما جاء الى جزيرة العرب بدين جديد، وطلب من اهل الجزيرة أن يتبعوه على دينه الجديد، فقد لاقى الصعوبة والنصب، حتى حاربهم وحاربوه ووقعت خسائر كبيرة بين الطرفين، واريقت دماء وزهقت ارواح، وكانت صولات وجولات للطرفين واستمر ذلك سنوات، حتى أخيرًا انتصر عليهم النبي وادخلهم عنوة للإسلام بقوة الخيل والرجال، وذلك في يسمى بفتح مكة، لكن مع ذلك ظلت كثير منهم على دين آبائه لكنه لم يصرح خوفا من السيف الذي لا يرحم، فبايعوا بأيديهم واضمروا في قلوبهم، حتى اطلق عليهم المنافقين.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحث في الدين(4)
- بحث في الدين (3)
- هل كان علي الوردي تيميًا؟1/ 2
- هل كان علي الوردي تيميًا؟2/ 2
- ذكريات بطعم التعاسة(1)
- ذكريات بطعم التعاسة(2)
- الشيخ عبد الرازق والقول بتفلسف ابن تيمية2/ 2
- الشيخ عبد الرازق والقول بتفلسف ابن تيمية1/ 2
- الختان كما يراه فرويد
- فلسفة الفن عند زكي نجيب محمود2/ 2
- فلسفة الفن عند زكي نجيب محمود1/ 2
- جريمة الاغتصاب: تحليل سيكولوجي2/ 2
- جريمة الاغتصاب: تحليل سيكولوجي 1 /2
- أبن خلدون ونبذ الفلسفة(1)
- (فجر الاسلام) وموضوع الزرادشتية(2)
- (فجر الاسلام) وموضوع الزرادشتية(1)
- التصوّف في نظر العقاد
- هل مكيافيللي يؤمن بالحظ؟
- علي الوردي وحديث المتصوّفة
- ظاهرة الانتحار: تحليل ترانسندنتالي


المزيد.....




- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - بحث في الدين(5)