أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - عفلق وعبدالخالق السامرائي*














المزيد.....

عفلق وعبدالخالق السامرائي*


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6574 - 2020 / 5 / 26 - 17:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعض أعضاء القومية كانوا قد تعاطفوا مع الشهيد عبدالخالق وبذلوا الجهود من أجل وقف إعدامه وفي المقدمة منهم الدكتور إلياس فرح, وعفلق لم يكن مهتما كثيرا بقضية عبدالخالق إلا لأنها صارت تشكل مصدرا للضغط عليه من قبل التنظيمات القومية المتفرقة من خارج الساحة العراقية والتي كانت تكن للسامرائي إحتراما وإعتزازا كبيرين.
ولن أتجنى على عفلق حينما أقول أن الرجل كان يتوجس من زعامات حزبية من طراز عبدالخالق. وفي ما بعد فإن توصيفه لصدام حسين كونه (هبة السماء إلى الحزب وهبة الحزب إلى العراقيين) لم يكن قد إنطلق من هفوة توصيف أو فلتة لسان وإنما كان تعبيرا عن رؤيا منسجمة مع صفات الزعيم البطل الذي أنتجته مخيلته البعثية, والتي لا تتماهى مع الصفات التي يحملها عبدالخالق, وأيضا فإنها لم تكن تتماهى مع همومه الطبقية.
عفلق كانت تسكنه عقدة المؤتمر القومي السادس لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي انعقد بدمشق في تشرين الأول 1963 وذلك بعد أن تمكن الحزب من السيطرة على السلطة في كل من العراق وسوريا في شباط وآذار من ذلك العام. لقد أكد ذلك المؤتمرعلى أهمية اعتماد العمال والفلاحين كقاعدة للثورة وللحزب. ويعتبر هذا القرار نقطة تحول خطيرة في مسار نظرية الحزب الفكرية لأنه جاء بعد مخاض عسير للحزب وبتأثير كبير من محاولة إنتزاع الهيمنة على الساحة الفكرية في الصراع الذي كان قائما مع الشيوعيين وخاصة في الساحة العراقية ونتيجة للفراغ الفكري الذي كانت تعاني منه أصلا نظرية الحزب الإجتماعية والإقتصادية. وفيما بعد سوف يتداول البعض تصريحا لعفلق حول (حزبه الذي لم يعد يتعرف عليه). وسأزعم أن عفلق لم يكن متحمسا للدفاع عن عبدالخالق السامرائي إلا لأن قضيته بدأت تتحول إلى قضية رأي عام حزبي وجماهيري.
ولم يكن عفلق مخطئا في قرائته لذلك الموقف الخطير, فالرجل كانت له نظريته القومية التي تعتمد على التفعيلة ما بين الإسلام والقومية ولا شغل له بالنظرية الماركسية, وقد كان يرى أن نقلة فكرية من هذا النوع سوف تهدد بتحويل حزب البعث إلى فرعٍ للحزب الشيوعي.
كما أن صدام والبكر لم يكونا ليوليا موقف عفلق إهتماما لولاضغط التنظيم القومي بشكل خاص وتأثير المحيط الإعلامي والسياسي القومي من خارج الحزب وبعد أن تيقنا أنهما قد قضيا على خصمٍ حزبي عنيد. كما أنهما صارا سعيدين بما إنتهى إليه الأمر لأن قيامهما بتخفيف حكم الإعدام جاء وكأنه إستجابة لمطالب البعثيين الذين إعتبر البعض منهم أنهم كسبوا المعركة إلى هذا الحد وأن المستقبل لن يبخل بمزيد من الخطوات التي من شأنها إصدار المزيد من أحكام التخفيف وصولا إلى الإفراج. وبدا الأمر في جانب منه وكأنه قد تأجل إلى حين.
من خارج الحزب كانت هناك شخصيات قيادية ومؤثرة على الصعيد القومي مثل المرحوم ياسر عرفات والشهيد كمال جنبلاط الذي كان الأستاذ عبدالخالق نائبه في رئاسة الجبهة العربية المساندة للعمل الفلسطيني. ولنتذكر أن بشارة مرهج مسؤول الحزب في لبنان والعديد من أعضاء القيادة القطرية (معن بشور وحبيب زغيب و خليل بركات) وقفوا بإصرار الى جانب الشهيد مما أدى لاحقا إلى فصلهم من الحزب, كما أن التنظيمات القومية المتفرقة للحزب في اليمن والسودان قد شهدت تململا واضحا.
وعلينا أن نعطي أهمية كبيرة للظرف الذي كان سائدا آنذاك ونحسب حساب عاملين كانا قد ساهما بالتخفيف من ردود الفعل البعثية في داخل العراق. إن زج إسم عبدالخالق مع ناظم كزار في محاولته الإنقلابية كان بحق ضربة معلم وإسثمار لفرصة تاريخية ثمينة للتخلص من (الملا) الذي كان قد أصبح مصدر إزعاج نتيجة تناقض مشروعه الثقافي والإجتماعي مع المشروع الذي يحمله صدام والبكر. لكن علينا أن لا ننسى أن شعبية صدام والبكر بين صفوف البعثيين أنذاك قد كان لها دورا أساسيا في ضبط ردود الأفعال البعثية وإحتواء الأزمة الناشئة.
في الداخل العراقي ظل الألم في داخل القلوب وينتظر لحظة الانفجار. ما حدث في عام ١٩٧٩ كشف أيضا عن مخزون الرفض في نفوس القياديين الذين كانوا يعتبرون الشهيد عبدالخالق مثلهم الأعلى, ولم يكن النداء الذي وجهه المجرم علي حسن المجيد إلى إبن عمه بضرورة تنفيذ حكم الإعدام بالسامرائي سوى دليل على أن الملا كان حتما سيبقى مصدر خطر على حكم العوجة, لأن السامرائي كان ممكنا أن يظل مشروع زعامة بديلة مغرية على التمرد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(15) هل شارك السامرائي ناظم كزار محاولته الإنقلابية



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب في زمن الكورونا .. وفيك إنطوى العالم الأكبر (5)
- الأخلاق والسياسة
- إشكالية الدين والقومية
- كاريزما صدام وشجاعته
- الحب في زمن الكورونا ... (4)
- التشرينوفوبيا .. كزار, كل عوامل النجاح كانت معه إلا واحدة*
- في العراق إذا إجتمعت السياسة والدين يكون الشيطان ثالثهما
- الحب في زمن الكورونا ... (3)
- من هو شهيدنا ومن هو شهيدكم
- سنة وشيعة ... و ... عراق
- الحب في زمن الكورونا
- الولادة العراقية الجديدة
- أردوغان .. من تصفير المشاكل إلى خلقها وتفعيلها
- وجهة نظر .. لماذا فشل السيد محمد توفيق علاوي*
- سياج بيتي
- محمد توفيق علاوي وأسلحته السرية
- حديث لرجل عاد من المستقبل وسيرجع إليه
- المسؤول الحقيقي عن قتل عبدالخالق السامرائي.
- دولة فرانكشتاين في بغداد
- عبدالخالق .. حينما يكون الزهد مثلبة سياسية وليس إمتياز*


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - عفلق وعبدالخالق السامرائي*