أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد عبدالله - العجلة الأمريكية لرفع الحصار عن العراق















المزيد.....

العجلة الأمريكية لرفع الحصار عن العراق


خالد عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 462 - 2003 / 4 / 19 - 23:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 


كاتب عربي يقيم في وارسو

كانت الولايات المتحدة سدا منيعا دون كل محاولات البلدان الأخرى لرفع الحصار عن العراق، ولكنها الآن تطل على العالم بمطالبتها برفع العقوبات عن العراق. ويعلل الأمريكيون مطالبتهم بأن العراق قد تحرر ولم يعد من سبب لبقاء الحصار. لكن الأمريكان لم يقفوا ضد رفع العقوبات بحجة تحكم الاستبداد في العراق، بقدر ما أن قرارات الأمم المتحدة التي فرضت العقوبات تربطها بوجود أسلحة الدمار الشامل. فالعقوبات علتها أسلحة الدمار الشامل فإن انتفى وجود العلة لم يعد مبررا لبقاء العقوبات. لكن أمريكا لم تعلن انتفاء العلة، بل أن الناطقة باسم البنتاغون أشارت إلى أن البحث عنها قد يحتاج إلى فترة  تصل السنة. ثم إن أمريكا ترفض عودة المفتشين وفقا لقرار الأمم المتحدة للتأكد من وجود هذه الأسلحة أو خلو العراق منها. ويقول البعض أن الولايات المتحدة تريد رفع العقوبات بسرعة حتى تبدأ شركاتها بمشروعاتها الاقتصادية، إذ أنها لا تستطيع البدء فيها بوجود العقوبات حيث ستعتبر مخالفة لها.

وهذا تعليل يقصر عن بيان أسباب العجلة، فالشركات لن تبدأ استثماراتها في الغد. وهي تحتاج إلى أشهر لإعداد الدراسات وحشد الموارد وما شابه ذلك، وبالتالي فدعوة المفتشين لإنهاء عملهم الذي لن يستغرق طويلا سيهيأ الظروف لإنهاء الحصار طبقا لمنطوق القرار ودلالاته. كما أن القرار لا يمنع استمرار حصول العراق على احتياجاته الإنسانية. فالعجلة الأمريكية لا علاقة لها بالنواحي الإنسانية، ليس لأنها براء منها فحسب، وإنما لأنه لا يحول إنهاء العقوبات بالطرق الأصولية من تواصل برنامج الغذاء مقابل النفط. كما أنها لا علاقة لها ببدء الاستثمار في العراق، لأن عمل المفتشين سيكون أسرع كثيرا في إنجازه من سرعة الأمريكان في الاستثمار في العراق.

كما أن رفض الولايات المتحدة لعودة المفتشين ليس لأنها تكره الأمم المتحدة، فكرهها ومحبتها للأمم المتحدة مرهون بخضوع الأمم المتحدة لرغباتها. وقد استساغت أمريكا الأمم المتحدة حينما قبلت ببدء التفتيش ثم أبغضتها حينما أرادت مواصلة التفتيش، وهاهي الآن لا تعجبها لأنها تريد استئناف التفتيش حتى تلبي رغبة أمريكا في رفع الحصار عن العراق. ولا يعجب ذلك أمريكا! فالمسألة ليست الأمم المتحدة بحد ذاتها وإنما هي بعض أفعال الأمم المتحدة. فأمريكا تحتاج الأمم المتحدة، ولكن يزعجها بلادة الأمم المتحدة في الاستجابة لاحتياجات أمريكا في كل الأحوال. فهي تنال رضاها حينما تكون سهلة وتكسب نقمتها حينما تكون عصية.
لقد كانت تجربة العالم مع الإدارة الأمريكية الحالية خلال الإعداد للحرب على العراق واضحة لمن يريد أن يتمعن. فلم تكن لديها إلا أولوية واحدة، ضمان موافقة الرأي العام الأمريكي على ما تفعل. ولم تأبه بما يحصل في أي مكان في العالم إلا بمقدار تأثيره على رأيها العام الأمريكي. وقد كانت في سباق مع المظاهرات والاحتجاجات في العالم في تأثيرها على الشعب الأمريكي. فقد ملأته خوفا ورعبا ليس فقط باستغلال ما حصل في الحادي عشر من سبتمبر، بل وبمواصلتها في رفع درجة توتره بالأكاذيب والمناورات حتى باتت أغلبية منه تتصور أن العراق مسؤول عن أحداث سبتمبر، بل أنها بدأت تعتقد أن أمريكا قد تشهد أحداثا أكثر فظاعة إذا حصل الإرهابيون على أسلحة الدمار الشامل من العراق. لقد ساقت الإدارة الأمريكية شعبها إلى الحرب حينما أقنعته بفرية أسلحة الدمار الشامل.

والكذبة لا تحبل إلا أكاذيب. فحينما انتهت الحرب بدأ الرعب الحقيقي للإدارة الأمريكية. فقد برز أمامها مثال إدارة الأب بوش، إذ حينما أعلن أن الحرب انتهت انصرف الأمريكان لمتابعة مشاغل حياتهم الأساسية الأخرى. ووجد الأمريكان أن بوش الأب ما خلا الحرب أخفق على كل الجبهات الأخرى، وسقط في الانتخابات. أما مشكلة بوش الابن فهي أشد صعوبة. فقد قاد أبوه الحرب لتحرير الكويت وحررها. فلم يكن التحرير كذبة على الأقل كما صورها. لكن الابن خاض حربا لتحرير أمريكا من خطر أسلحة الدمار الشامل. وحينما تأتي الأمم المتحدة لتعلن أنه لا يوجد في العراق أسلحة دمار شامل فمعنى ذلك أن بوشا أخفق في حربه كما كذب على شعبه. ومن هنا الرفض لاستئناف أعمال التفتيش، ومن هنا المماطلة في إعلان انتهاء الحرب أو في البحث عن أسلحة الدمار الشامل. فالعجلة الأمريكية في رفع العقوبات ينبع من رغبة أمريكا في إغلاق ملف أسلحة الدمار الشامل في العراق خلسة وبعيدا عن أنظار الرأي العام الأمريكي.

ولأن ليس من مصلحة بوش انتهاء حالة النفير الأمريكي فقد شن حملته على سوريا. ومن الصعب تفسير هذه الحملة للضغط على سورية من أجل إسرائيل، إذ مثل هذا القول يغطي على كون الضغط الأمريكي لم يتوقف لحظة واحدة على سورية ولبنان والفلسطينيين. ثم إن الحصافة السياسية تقتضي من الإدارة الأمريكية الانتظار حتى ترى كيف سيفعل احتلالها للعراق فعله في البلدان العربية المعنية. ولو تم التمعن في هجوم الرئيس الأمريكي نفسه لوجدنا أن محور الاتهام فيه هو أسلحة الدمار الشامل. فالرسالة موجهة إلى الشعب الأمريكي من حيث أن معركة أمريكا مع أسلحة الدمار الشامل لم تنته بعد. فالمخطط الأمريكي للهيمنة على العالم لا يتحقق بدون حشد الشعب الأمريكي خلفه، وليس هناك أكثر سوقا للناس إلى القبول بما تفعله حكوماتهم إلا الخوف من خصم مرعب. كما أن المخطط الأمريكي للهيمنة كما تراه الفئة الحاكمة حاليا لن يكتب له الاستمرار في زخمه ما لم يعد انتخاب الرئيس بوش. فقد أصبح مخطط الهيمنة بالصياغة اليمينية المتطرفة مرتبط استمراره ونجاحه بوجود بوش في الرئاسة الأمريكية. ولأن حملة الانتخابات بدأت فعليا إن لم يكن رسميا فلا بد من تعظيم فرص النجاح للرئيس بوش.

وأكبر خطر يهدد حملة بوش هو انتهاء الحرب. حينذاك سينصرف الناس إلى تفحص ما أنجزه الرئيس الأمريكي على الجبهات الأخرى. وحينما ينظر الناس في ما فعله لاقتصادهم، ولفقرائهم، ولبيئتهم، ولمراكزهم التعليمية والصحية، وللمتقاعدين من الجيش، ولحرياتهم سيجدون كم أخفق في سياساته. ولذلك، فهم بوش الآن أن تستمر الحرب على الإرهاب، وأن يستمر البحث عن أسلحة الدمار الشامل، وأن يستمر تصويب أنظار الناس على المخاطر الخارجية. فهذه المواضيع تثير الرعب في نفوس الناس وتبقيهم متعلقين بالفارس الذي يخوض المعارك السهلة.

فتهديد سوريا الحالي جزء لا يتجزأ من الحملة الانتخابية الأمريكية. لكن شارون يرحب بها لأنها في تصوره تسهل حصوله على تنازلات من سورية. وهو يعرف أن هذه التنازلات لن تغير كثيرا من التوجه الأمريكي في الحديث عن أسلحة الدمار الشامل. ولنا مثل في ما حصل مع العراق فقد قدم كل التنازلات التي فرضتها أمريكا في قرار الأمم المتحدة، ومع ذلك مضت أمريكا في ما أرادته. ومع أن أمريكا تعرف أن البلدين مختلفان في نظر بلدان المنطقة وفي نظر العالم بل وفي نظر الرأي العام الأمريكي، فهي بحاجة إلى استمرار لغة الحرب على الإرهاب إن لم تكن الحرب نفسها.

فالعجلة الأمريكية لرفع العقوبات عن العراق، والعجلة الأمريكية في تصويب الاتهامات إلى سوريا بشأن أسلحة الدمار الشامل أمران متكاملان في برنامج الإدارة الأمريكية للانتخابات القادمة. فهذا البرنامج ليس فيه إلا مسألة جوهرية واحدة الحرب المتواصلة على " الإرهاب ". وهو برنامج يفرض على كل المتحدين للرئيس أن يكيفوا برامجهم وفقه. ولكن مهما فعلوا فلن يكون لهم سبق على ملك الحرب وأمراء الظلام في أمريكا. ومع ذلك فما يبدو أنه مصدر قوة للإدارة الأمريكية الحالية قد تكشف عنه الأيام القابلة أنه مصدر ضعفها. وقد تكون الساحة العراقية هي موضع الاختبار الأول.
                       



#خالد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل الجامعة العربية
- الإخفاق الأمريكي الذريع
- قمة بوش وبلير
- معذرة بغداد
- تطور مدرسة الحيل الشرعية العربية
- الديمقراطي الفلسطيني
- قمة تسليم مفاتيح بغداد
- الإفلاس السياسي للقيادة الفلسطينية
- مبدأ بوش: الحياة يستحقها الأقوياء فقط
- الديمقراطية الأمريكية
- مؤتمر استنبول لمنع الحرب!
- مؤتمر التضليل السياسي
- آفاق التحول الديمقراطي في البحرين- الاقتصاد السياسي للدولة ا ...


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد عبدالله - العجلة الأمريكية لرفع الحصار عن العراق