أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - عادل صوما - أخي الإنسان: أنت أهم عندي مما لا أراه














المزيد.....

أخي الإنسان: أنت أهم عندي مما لا أراه


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 6573 - 2020 / 5 / 25 - 11:15
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


في الشهور الماضية العصيبة المُحيرة التي مرت على الكوكب، وجعلت سكانه يقيمون غصباً عنهم في البيوت، ولا نعلم إذا كانت الامور قد استتبت، أم هناك موجة أخرى من الموت والبطالة والشوارع الخالية، لعبت الكوادر الطبية دوراً تستأهل الشكر العميق عليه، وقد عبّر سكان بعض الدول عن امتنانهم، بوقفات رمزية في أوقات محددة على الشرفات والتصفيق لهم، واصطفت سيارات الشرطة في مشاهد إنسانية رائعة في موسكو مرة على هيئة "شكراً" ومرة ثانية بشكل "قلب" أمام بعض المستشفيات تعبيراً ضمنياً عن الامتنان لباقي المستشفيات.
لم تزل المختبرات في العالم تعمل على مدار الساعة لاكتشاف علاج لما يُقال عنه البعض أنه فيروس والبعض الآخر أنه بكتيريا، والبعض يقول أنها حرباً عالمية مُقنعّة من أجل المزيد من النفوذ على الاسواق والدول، فقد قتلت عدة أوبئة وأمراض متفشية في الثلاثين سنة الماضية عدداً أكبر بكثير مما قتله كوفيد 19، ولم يحدث ما نشاهده اليوم من تركيز إعلامي مفرط وخداعات سياسية واتهامات بتصدير الموت المُشفّر جينياً.
على أية حال، اهتزت مفاهيم كثيرة، وما لم يهتز كان الهوس الديني، الذي لم يستطع كوفيد 19 أن يلقي بسؤال عقلاني على المؤمنين عن إغلاق "عواصم الله" كافة أمام طقوسهم، ولم تشفع صلوات البيوت أو الإفتراضية على الإنترنت في عيد الفصح المسيحي أو اليهودي أو شهر رمضان بفتح هذه العواصم، وعوضاً عن السؤال العقلاني عما حدث وشاهدته العين المجردة، بدأت مزايدات سخيفة كررت كما أجترت منذ مئات السنين أن ما يحدث إنذار من الله لمن يترك عبادته، وكأن الأنسانية لم تمر بأوبئة ولم تعرف الزلازل ولا الحروب الكونية أو التغيرات المناخية القاتلة، وجاءت النُذر المقولبة المكررة هذه من أصحاب الأدبيات الإبراهيمية كافة، رغم أنهم أرباب سوق الدولار ومزادات البترول وصك العملات والتجارة بالبشر، حيث ينسون الله الذي يقاتل دونه فقراؤهم بينما يتحدث أغنياؤهم بلغة البزنس، ثم بدأت مزايدات أسخف عن موضوع حقوق الإنسان ( وهي لم ترد نصاً في أي كتاب قديم سوى أسطوانة قورش) تقول بوجود عدم مساواة بين فرض منع النقاب في الأماكن العامة بسبب استغلاله من الإرهابيين، وفرض القناع على مجاري التنفس تحسباً للمرض، وأكد بعض فقهاء القنوات التلفزيونية أن النقاب أثبت بما لا شك فيه أن الاسلام هو الحل لكل شيء حتى كوفيد 19، ووصل لامعقول الهوس الديني إلى حدوث عمليات استشهادية طلباً للجنة، في وقت يموت فيه أطباء وممرضات من أجل حياة الناس.
ما أثار دهشتي عدم اجتماع رؤساء الأديان للتضرع إفتراضياً، ليطلبوا من ربهم معجزة على الأقل لفتح عواصمه أمام المؤمنين في مناسبتي فصحيّ المسيحيين واليهود وشهر رمضان المُعظم منذ أيام الجاهلية. معجزة تزيل حُمرة خجلهم أمام ما يدّعون ويفتون به. وما أدهشني حقيقة ما فعله مطربون (كفرة لأن الغناء حرام ويحض على الرزائل) قدموا استعراضات وأغنيات إفتراضية من بيوتهم ضُخت إيرادات إعلاناتها لصالح أبحاث لقاحات كوفيد 19.
أنا شخصياً لم أجد غير أخي الآخر الذي أوصلني عبر جهوده منذ آلاف السنين إلى الحضارة التي أعيش فيها، والمسافات التي تقلصت، والعلوم التي تطورت، وحقوق الإنسان التي أصبحت ملحوظة في الدساتير، وثورة الاتصالات التي جعلتني بصيراً، ولم أجد غير أخي الإنسان ليجري لي عمليات أنقذتني من العمى والإعاقة والموت والألم.
أخي الإنسان: أنت أقرب لي من أي شيء في الوجود، فمَنْ الذي أوقع بيننا وحرّضنا على هدر دم بعضنا بعضا كالوحوش على كوكب كانت الوحوش سادته، ثم أصبحنا نحن بفضل عقلنا. ولماذا بدأ التحريض بعدما تطور عقلنا؟
مرة ثانية: مَنْ الذي حرضنا على تغييب عقلنا، وجعلنا وحوشاً وجمع التبرعات ولم يزل مكافأة على تحريضه؟



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسلام القرآن وإسلام العصر الأموي
- رواية إحداثيات خطوط الكف
- سلامة المجتمعات من الانهيار
- رسالة إلى الرئيس ترمب
- الناجحون في الفشل
- الشك في بقاء المسيحية حيّة في الشرق الاوسط
- -مدرسة المشاغبين- ثمرة عصر الارتجال
- صندوق الاسلام وصندوق الانسان
- -غَزَل البنات- أيقونة مصر والمتمصرين
- قبل تحوّل أوروبا لعشوائيات إرهابية
- أيهما كان الأسبق: عبد الناصر أم الخوميني؟
- بوتين أصدق أنباءً من الليبراليين
- سبعون سنة أخرى من التعاسة
- كوميديا سياسية سوداء
- عقيدة مكة وإيديولوجية يثرب
- الرئيس ماكرون اكتشف النفتالين
- لبنانيون في المنسى
- -التنوير- هو المُبشر وليس الوافدين
- فرمان الخليفة أردوغان الأول
- رسالة سفاح نيوزيلند إلى العلمانيين والمتزمتين (2)


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الآثار القانونية الناتجة عن تلقي اللقاحات التجريبية المضادة ... / محمد أوبالاك
- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - عادل صوما - أخي الإنسان: أنت أهم عندي مما لا أراه