أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحسين افقير - جسد المرأة














المزيد.....


جسد المرأة


الحسين افقير
كاتب مغربي .

(Houcine Oufkir)


الحوار المتمدن-العدد: 6573 - 2020 / 5 / 25 - 11:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ أن ألصقت تهمة الشر والشيطنة بحواء، المرأة التي أغوت آدم وجرته لإرتكاب الإثم، صُوّرت المرأة كجسد آثم، شهواني لا رأس له. إن تسليع المرأة لنفسها هو نتاج سجن المرأة داخل مفهوم الشكل والجسد عبر التاريخ. وفِي هذا السياق قال بيير بورديو في كتابه "الهيمنة الذكورية " كل ماهو أبدي في التاريخ ليس سوى نتاج عمل تاريخي بالتأبيد".
فعلى مر الأزمنة لم يرى الرجل في المرأة سوى جسدا يشبع رغباته، متناسيا حقيقة أنها إنسان. ولم يتعامل الرجل مع المرأة إلا من منطلق ذكوري ظالم، حصرها في وعاء لفض شهواته دون أدنى اعتبار لكيانها أو لمشاعرها أو رغباتها ولم يظهر أي احترام للدور الرئيسي للمرأة في لعبة الحياة. كانت نظرة الرجال للمرأة على مر الدهر نظرة دونية ، فتارة يعاملها ككائن منحط ومرة يراها جندا من جند الشيطان .فظلت المرأة تئن في صمت ، يمنع عنها البوح بمشاعرها أو التأوه من فرط الظلم الواقع عليها. الرجل العربي لا يرى في المرأة إلا الجسد وفقط، ولا يقبل منها أي تمرد على هذا الدور، ولا يقبل أن تشاركه التفكير والتدبير والنقاش وإبداء الرأي، خصوصا أمام أقاربه ومعارفه، وحتى إن تمرد الرجل على هذه الأعراف يوما ومنح المرأة القيمة التي تستحق، وكان لكلماتها تأثير عليه، يجد نفسه يحاسب من قبل جماعة الذكوريين وينعت بأسوأ النعوت "مسحور"، "مغلوب"، "ضعيف الشخصية"، "شماتة".ويتهم بالديوث إن حرضها على ذلك أو أعانها.
فرجال الدين عندنا يقررون للمرأة ماذا ترتدي وماذا تشرب وكيف تتكلم وحتى نهديها يتدخلون ان خرجوا من مكانهما او كبروا ، وجسدها ان بدأ يكبر وتظهر تضاريسه فذلك جرم أكبر، والعياذ بالله.
حسب رجال الدين ينبغي أن يكون اللباس متفقاً عليه من أبيها وأخيها والشريعة والمجتمع والرجل التي تريد لفت نظره وتحويله إلى عريس، يجب أن يكون لباسها متفقاً عليه من قِبَل كل هؤلاء إلّا المرأة نفسها، فهي لا تقرّر لنفسها أبسط الأمور مثل لباسها وما ترتدي، حتى لا يتم وصمها بالعهر أو التبرّج أو غيره من المصطلحات التي تُطلَق على المرأة التي تخالف "اللباس المقرّر".
لكن يبقى السؤال ما علاقة الملابس بالأنوثة؟ هل تُحَدَّد الأنوثة باللباس؟ هل امرأة ترتدي بنطلون هي امرأة غير مكتملة الأنوثة؟ هل تعري المرأة يغضب الله، ويجب ان يتدخل حماته على هذه الارض ليعيدوا الامور الى نصابها عن طريق الرجم والقتل
دائما نجد حماة الدين ولا نعرف هل حقا فوضهم الله ان يقيموا الحد على من خرج عن قوانينهم في فرج المرأة ، تراهم صارخين غاضبين لاعنين سابين شامتين كل جسد تعرى واظهر مفاتنه يريدون الانتقام وهدر دم صاحبة الجسد المتمرد وكأن صاحبته ارتكبت جرائم حرب ضد أطفال شعب أعزل يتم الحكم بأن حقها في الحياة أصبح في خبر كان، ويجب ان تتعرض للرجم ، وأن تكون عبرة لمن سولت لنفسها ان تظهر مفاتن جسدها،وتغضب رجال ديننا المعصومين من الخطأ ، ويقررون أنها يجب أن تكون عبرة لكل ألأخريات لكي لا تتكرر القصة! بل ما يزعجني هو مدى تعلق رجال الدين بجسد المرأة وحاجتهم للتحكم في كل نهد حُكم عليه بالإسلام المؤبد ليمتلكوه حتى يوم الدين اللعين، وما حاجتهم إن رفعت صوتها، وما حاجتهم إن تزينت وتعطرت، الى هذا الحد اصبح جسد المراة مزعجا لهم، اذا كان ذلك ما عليهم الا ان يبعتوا الى اجتماع طاريء في جامعتهم العربية ويقرروا في جسد كل عربية.
نطقت أجساد نساء كثيرات فقمن باستفزاز حماة الإله، وأثرن حفيظتهم فأخرجوا شريعتهم وخلعوا قناعها وكشفوا أبشع وجوهها, وبدأوا بإصدار الفتاوي بجواز رجم من تفعل ذلك والتبرؤ منها الى يوم الدين ، تبرؤ يصدر من وجوه تلعن النهد جهرا وترضعه ليلا، وجوه ترجم الجسد أمام الملأ ، ومتمنية مضاجعته في السر.
استحلفكم بحق الله هل في عصرنا هذا هل يحس ربنا بالغضب إذا ما خرج نهد من مخبئه ، أو إذا ما رفعت انثى صوتها ، أو جسد ازاح ما يرتديه من ثياب، ما هذا الغباء الكامن في عقل حماة الدين، وفهمهم الخاطئ لتعاليم الرب، في اعتقادهم ان الله يغضب إذا ما تعرى نهد ولتجنب سخط الله يجب ان يتدخلوا فهم مسؤولون عن إرضاء الله بأنسب الطرق.
اخيرا اقول لكِ عزيزتي المرأة، أنتِ حرة باختيار ما تكونين عليه، عقلاً وجسداً، سواء أكنتِ محجبة أم غير محجبة، ترتدين فستاناً قصيراً أم خماراً، تأكدي من أن يكون كل هذا هو خيارك... خيارك وحدك، وبمحض إرادتكِ لا إملاء من أحد سواء كان ما كان.














وفي نظرها أيضاً، يجب أن تبذل المرأة كل الجهود والحيل لترضي وتطيع زوجها وتسعده وتجعله يحبها وتحافظ عليه..إلخ، وكأن الرجل سلطان والمرأة جارية وليست شريكة له ولهما وعليهما نفس الحقوق والواجبات من الأخذ والعطاء، وأن يكون الحب متبادلاً، والسعي للحفاظ على العلاقة بينهما متبادلاً… وليس طرفاً يبذل أقصى جهده والطرف الثاني يتلقى فقط!



#الحسين_افقير (هاشتاغ)       Houcine_Oufkir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيد في زمان كورونا
- من هم أصحاب الأعراف
- أول ليلة القدر في زمان كورونا
- سجن COVIDE 19
- مذكرات
- قال لها
- هرطقات كورونية
- تصورات مونتسكيو حول -أشكال الحكم- وفصل السلطات-
- العقد الاجتماعي من منظور فلاسفة العقد الاجتماعي
- دحرتهم كورونا
- ورقة عن مفهوم العقد الاجتماعي عند هوبز- لوك - روسو
- اللفيتان لطوماس هوبز
- محاور كتاب الامير لنيكولا مكيافيلي
- كل شيء ممكن
- كم هي الأشياء
- يرنو إلى نافذتها
- هل حقا أنا
- بذاكرتنا
- لنقول أننا انتصرنا
- في الملعب


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحسين افقير - جسد المرأة