محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 6573 - 2020 / 5 / 25 - 01:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
شاهينيات 1441
في مقالة للأستاذ أحمد ماضي استاذ الفلسفة في الجامعة الأردنية تطرق فيها إلى مسألة وجود الله من عدمه ، ونشرها على صفحته في الفيس بوك هذا اليوم 24/5/2020 أي يوم عيد رمضان ، خلص فيها إلى أن العقل البشري عاجز عن ادراك وجود الله وبيان طبيعته ، لكنه استدرك قائلا " ولكن مدعو، إذا كان الأمر يهمه، إلى أن يبقى يحاول ويحاول لعل وعسى ، أو يتوقف ويسلم دينيا " وفيما يلي نص المقالة وتعقيبي عليها:
"مسألة وجود الله من عدمة مسألة مثيرة للجدل وقد أدت إلى إنقسام الفلاسفة إلى ملحدين ومؤمنين وشكاكين ولاأدريين ...وثمة مسألة أخرى لا تقل إثارة هي طبيعة الله.ومن الفلاسفة الذين أعاروا هاتين المسألتين قدرامن الاهتمام الفيلسوف الإنچليزي ديڤيد هيوم(١٧١١١٧٧٦)،وذلك في كتابه الموسوم ب"محاورات في الديانة الطبيعية"،وهو مترجم إلى العربية: إن المشكلة ، بنظرة، ليست خاصة بوجود الله،ذلك لأنها حقيقة لها كل هذا اليقين والوضوح الذاتي،وليست مما يجوز فيه اختلاف الرأي، بنظره.لماذا،يا ترى؟ لأنه،برأي هيوم،"لا موجود بغير علة والعلة الأولى لهذا الكون (مهما تكن) هي ما نسميه ب"الله".إذن أين هي المشكلة؟إنها في طبيعة الله،مؤكدا بالاستناد إلى ما في العقل البشري من أوجه العجز،كما يقول،"أن هذه الطبيعة "غير مفهومة ولامعلومة لنا قط،فجوهر ذلك العقل السامي، وصفاته، وكيفية وجوده،وحقيقة ديمومتها نفسها، هذه الأشياء وكل ما عداها مما يتصل بهذا "الكائن"(الإلهي) الذي له كل هذا القدر من الألوهية، إن هي إلا مسائل ملغزة عند الإنسان"
إذا كانت طبيعة الله تشكل لغزا،ألا يؤثر ذلك على الإيمان بوجوده؟أليس وجوده وطبيعته يمثلان كيانا واحدا، يستحيل الفصل بينهما؟إن الاعتقاد بالعلة الأولى ليس هناك ما يدل عليه سوى الإيمان، وليس مما يثبته العلم، وكل مؤمن يذهب هذا المذهب.ولكن كيف السبيل إلى إقناع غير المؤمن بأن الله هو العلة الأولى، وهو ما ينبغي أن يكون هدف المؤمن في حواره مع الجاحد؟
في اعتقادي أن العقل البشري عاجز عن إثبات وجود الله وبيان طبيعته ،ولكن مدعو ،إذا كان الأمر يهمه، إلى أن يبقى يحاول ويحاول لعل وعسى،أو يتوقف ويسلم."
وقد عقبت على ذلك قائلا :
"وهذا ما فعلته أنا حين جعلت من العلة الاولی طاقة عقلانية سارية في الكون والكائنات ومتجسدة فيهما.. كفانا دوران في الفراغ.. العلم يسير في هذا الاتجاه وقد لا يحتاج الی الكثير من الوقت ليثبت ذلك بعد أن وصل في الفيزياء الكمومية الی التذبذب الكمي الذي ينتج عن الفراغ شبه العدمي. أي أن ثمة وعيا ينتج عنه عالم افتراضي (متخيل) يتحول الی وجود مادي.
أما أن تكون هذه الطاقة القادرة على الخلق إلها أو إلهة فهذه مسألة أخرى ، خاصة وأن هذه الأسماء اخترعت بعد اختراع اللغات من زمن قريب جدا ، بينما عملية الخلق قائمة منذ 14 مليار سنة ووجود الطاقة ( المجهولة ) أو العلة الأولى، قائم قبل ذلك ، لذلك قد لا يقبل بهذه التسمية فقد يكون أعظم من الألوهة ذاتها ..أنا أفضل أن أسميه الخالق أو المطلق الأزلي حسب غوته، أو الطاقة الخالقة العظمى وما شابه ذلك "
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟