|
تعدُد الآلهة والإنسان واحد .. الشكوّك تتتالى والهوية غائبة ..
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 6572 - 2020 / 5 / 24 - 17:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من اغرب واعنف المواضيع التي تتخبط لها وبها ومعها من يبحث عن المتاعب والاستماتة في إستحالة الوصول المادي والدليل المؤكد الى نتيجة واقعية تُرضى الجميع والسؤال المخيف والمُرعب بكل اشكال الوصف حول من يسأل بفضول لا عقلاني وهناك من يُجيبُ من باب المعرفة او من ابواب الإستنتاج الغيبيّ او الديني لإثبات النظريات المتعددة حول كيفية تكوين الكون ومن يُديرُ هذا العالم المسكون المكون من سماء وهواء ومجرات ربما نراها الأن كما كان يراها وعاش عليها قبلنا. قِبل ربما ملايين السنين اذا كان هناك مبرراً وحيداً للإجابة عن السؤال وتركيز وتحديد فترة زمنية او مكانية او سببية اجزمت بالمطلق واكدت او تستطيع ان تحزم عهدها في كتاباتها او مواثيقها عن شيئ مجهول اسْمُهُ ""قوة الله"" ؟! اللعنة تنهال على كل من يشكُ او يتجرأ على طرح السؤال بصيغة ""النفي "" او عدم الإعتقاد بوجود خالق لهذا الفضاء الذي نراه ونتعايش عليه "" نوراً وظلمة ً "" . الأديان السماوية الاخيرة إبتداءاً من اليهودية ، مروراً بالمسيحية ، وصولاً الى الإسلام ، يبقى الظلام لا يستطيع ان يُقهر النور ؟ بمعنى اخر وانبل واجدد واحدث هل تقبل بأن نطرح سؤالاً كهذا عن وجود الله!؟ او عن الكيان الإلهي الذي نتيجة لسببهِ تحيا وتعيش البشرية او الإنسانية كونها الألهة مُفضلة هي في تقدير ان تحدد الهوية الشخصية للحاكم او للإدارى الاول عن ترتيب نمط واصول عيش البشر . الله ثم الله ثم الله ثم !؟ اما الفلسفة في عقلها وفِي لبها الجوهري المكنون تبقى اساساً في ريادة الأبحاث ومنها ننال ونحصل على الاجوبة فقط من خلال ردود مُتعبة مُهلكة دارت عليها رحى الازمنة الغابرة والعهود كافة والعصور في ما لم تصل الى فرضية مُقنعة او حقيقة لا جدال فيها عن إثبات تقديم اخر ""إله "" او بموافقة ارادة الله . إذا توصلنا الى دون منازع بإن من يعلم ويحدد ولهُ القوة والمقدرة الخارقة على عدالة الاجابة والتنوير هو الله. ربما نعود الى الجدال من ابوابه الواسعة والحلقات المفقودة عن الآلية الحتمية في الإعتقاد بالله!؟ لقد عجز الانبياء تِباعاً في الإفاضة بالردود الوافية السريعة دون خوف ، عندما كانوا يُسألون عن "الهوية الشخصية لوجه الله " ، وكانت دائماً كأنها جرائم يُقرُ بها أولئك السائلون عن رسم وتحديد معالم الآلهة !؟ هل هناك براهين تستطيع وإمكانها ان تُقدم دون عجز !؟. او هل الانبياء كافة اكدوا في اوقات ورسموا اوزان وقياسات علمية رائجة مُقنعة دون "" اللف والدوران "" ، للنتيجة ذاتها في نهاية الإستفاضة عن التباسات وخفايا النفي والتأكيد عن الهوية والشكل واللون ل ""الله"" او للألهة المتعددة جمعاء؟!. كل ما يجود به الانبياء سواء هو الفهم والشرح "الغيبي ّ" وليس العلمي او المادى الملموس او ""المقشوع "" في اللغاة المحكية والمسموعة المتداولة بين عامة الناس الذين سرعان ما يذهبون الى بيوتهم ومخابئهم ويعيشون ساعات رعب وخوف وهلع من تلقيهم الإستماع الى ""الشك"" من كائن من كان ويكون عن هل ""الله موجود"" ؟!. ذلك السؤال المُحيير الذي لم يُدركهُ أحداً او لم يلتقي بهِ أحداً سوى في الوجدان في العقل وفِي القلب . كما اننا نصطدِمُ في ابواب موصدة وعناء ليس لمن يسأل بل لمن يدعى المعرفة والقوة والمقدرة عن تحمل اعباء المسؤولية في الاشارة الى نوعية ""الآلهة "" ، او تحديد عملها في الوجود ""ليلاً ام نهاراً سراً ام علناً "" ، لكن الانبياء جميعهم قالوا سابقاً ان العقل في التكوين للفكر والإنسان كيان ٌ اولىّ ومدخل اساسي في المناقشة .لكنهم برغم اثبات ان ثورة وفورة العقل والفكر البشري تغلب ارجحيتها على التصاعد في المسائلة والإلحاح.إلا ان نعمة الاقدار تتحول سريعاً الى "نقمة " وغضب وتهتزُ بمجرد الوصول الى الغموض الدقيق للخالق او للنور او للضوء او للبصر او للسمع او لكل سبب جوهري نستخدمهُ في حياتنا كل يوم وكل ساعة لا بل مع كل بروز وانتفاخ وامتلاء رئتينا وإقبالها على التنفس والإحساس بالعيش والحياة. هنا الإسترسال في الملاحظات هي نفسها لكنها دقيقة أحياناً. يتجرأ المرء مع الجماعة ان يطرح مثل ذلك السؤال. في السر وفِي الباطن ربما ترتعدُ مفاصل الشاكِكّ او السائل لأسباب مبنية على الاوهام والإنتقام من كل فرد يتسرب اليه مضمون وجود او عدم وجود الله. العجز الحقيقي والإستحالة الفلسفية منذ ابتداء الحرية الشخصية للبشر او للتسوية بين الناس في اعمالهم وفِي تصرفاتهم وفِي كل شيئ يدور حولهم ناتج عن واحد وناتج عن "إله" يتحكم بالجميع ولا يمكن التحكم به؟ يجب التوجه اليه بوصفه المخلص والشافي والمتسامح دون ذلك يكون الهلاك المعهود والمنتظر !؟ الغاية من الإعتبار في القوة والتغيير الخطير لكل ما نلاقيه ونتفاعل به من يومياتنا هو نِتاج فعل فاعل ونراهُ قريباً ، لكن كيف لنا ان لا نخاف وان لا نرتعد من عواقب الشك في محدودية الوجود الذي لَهُ ومعه صفاة الغفران وعنفوان ظلما ً ولطفاً على كل شيئ. ويتحكم بكل شيئ ، الإعتبارات الصارمة في نهج ووضع الحد المناط بهِ عن عواقب وجزاء من يستهين او لا يعرف الخشوع من الله. فهو حتماً معرضاً الى تسليط اللعناة عليه ليس من الله مباشرة بل مِنّ من يُعتبرون ان موضوع مناقشة الوجود هو بحد ذاتهِ جريمة يتحمل اثامها السائل وربما المُحيب في آن معاً لأن السائل والمسؤول لا يعرفون ولا يقدرون بالمطلق وبالأدلة ان يُثبتوا وجود الذات الإلهية او ""الله "" . غضب طاعة ام شر ام تعثُر ، هل نحتاجُ الى ضرورة ان يرانا الله وان يغفر للذين يتسائلون عن صورة وشكل العرش والقوة هي أداة ذاتية تُرغِمُنا للفرضية حيال التأرجح المادى للنظرية السائدة و القاهرة للوجود. عندما يُحشرُ السائلُ في زوايا الإعتراف الفظيع ، يبدأ الضعف الهزيل . قد يتعذر ويطول الجزم في ابعد من الوجود احياءا ً حتى لو صرنا وتحولنا امواتا ً. التوراة والانجيل والقرآن ، الكهنة والاحبار من اليهود ، القساوسة والرهبان المسيحيون ، الفقهاء والعلماء والنجباء المسلمون ،هم ذاتهم وانفسهم يقدمون إعترافات ترهيب وترغيب للإنسان تملقاً وصلفاً لكى يُغضون فجاجة كذبهم ونفاقهم على الرعية خوفاً على إلغاء وظائفهم على مّر التاريخ وبروز اوجه متعددة للألهة .
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا مناشير اسرائيل صدقت .. ومقاومة العرب إنقرضت ..
-
ترقُب صامت لآثام فرنسا إتجاه حجز حرية .. الثائر اللبناني جور
...
-
الخطاب الشعبوي الهابط أدى دوراً .. دمويًا في الكراهية من أرا
...
-
دراكولا مصاص دماء الفقراء في لبنان .. سفاح الليرة اللبنانية
...
-
إستقدام الفلاشا وإستغلالهم لمصالح .. عنصرية في دولة الصهاينة
...
-
كِفاح و نضال و تواضع العمال .. ضد تعالى رؤوس الأموال ..
-
ماذا يُخفيّ ترامب خلف غزواتهِ .. على السيدات النائبات الأجنب
...
-
هل إسقاط حق العمل الفلسطيني في لبنان .. سهواً ام خِطةٍ مدروس
...
-
الحجّر العقلي لدونالد ترامب ومن يقفُ قبل وبعد الجائحة المُدو
...
-
صمود الأسير الفلسطيني اصلب .. من حصون السجون الصهيونية ..
-
رُفِعت اثارُها من الشوارع لكنها نُصِبّت في النصوص والنفوس ..
...
-
مرور مِئة عام على وعد بلفور ..
-
مكتوب للصحفي السمير .. النديم سمير عطاالله ..
-
بِلاد الحضارات .. والرافدين .. مُستنقعُ آلام وآهات ..
-
مشهد بوكو حرام في تشاد .. حرام .. الصمت الدولي على هول الإره
...
-
نكون او لا نكون .. اخر كتاب .. إطلع عليه رمز الوطن كمال جنبل
...
-
عودة ً الى يوم فلسطين على ارضها .. حصادٌ لا يجُِفُ ..نهضة ال
...
-
الأسد بين الفكين الأمريكي والروسي ..
-
تُكرم و تُمجد دولياً ..و تُسجن و تُدان و تُعتقل في بلدها ..
...
-
الجنوب يستعيدُ ملاحِم البطولة .. عندما نتذكرُ مجزرة الزرارية
...
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|