أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - لقطتان تراثيتان عن شعر الهجاء والفلسفة والفن في الأندلس














المزيد.....

لقطتان تراثيتان عن شعر الهجاء والفلسفة والفن في الأندلس


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 6572 - 2020 / 5 / 24 - 12:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقطة تراثية1/ شعر الهجاء من الحطيئة إلى ولادة بنت المستكفي
يضرب المثل في شعر الهجاء بالحطيئة الذي لم يترك أحدا من مشاهير عصره لم يوجه له سهام هجائه بل لقد هجا حتى زوجته وأمه بل أنه هجا نفسه ببيتين مشهورين هما:
أَبَت شَفَتايَ اليَومَ إِلّا تَكَلُّما ***** بِشَرٍّ فَما أَدري لِمَن أَنا قائِلُه
أَرى لِيَ وَجهاً شَوَّهَ اللَهُ خَلقَهُ ***** فَقُبِّحَ مِن وَجهٍ وَقُبِّحَ حامِلُه
وكنتُ على هذه القناعة الأدبية طوال سنوات دراستي الجامعية حتى قرأت ما قالت الأميرة الأموية ولادة بنت المستكفي من هجاء فاحش بحق عاشقها ابن زيدون حين اختلفت معه بعد أن تعلق لبّهُ بخادمتها السوداء لجمال صوتها فقالت فيه بيتين من الشعر هما من أفحش وأقسى شعر الهجاء قيلت بعد أبيات المتنبي الشهيرة بحق أم ضبة بن يزيد ومطلعها لمن يبحث عنها في الانترنيت (ما أنصف القوم ضبة..)، وليقارنهما ببيتي ولادة ومطلعهما (ولُقّبتَ المسدّسَ وهو نعتٌ)
ولُقّبتَ المسدّسَ وهو نعتٌ ***** تفارقُكَ الحياةُ ولا يفارقْ
فَلوطيّ ومأبونٌ وزانٍ ****** وديّوثٌ وقرنانٌ وسارقْ
وتقصد بالمسدس الحامل للصفات الست الواردة في البيت الثاني!
ولولادة مقطوعات شعرية غزلية جميلة أخرى واحدة منها مطلعها (لو كنتَ تنصفُ في الهوى ما بيننا **** لم تهوَ جاريتي ولم تتخيرِ)
*فائدة لغوية ع الماشي: اسم "الحطيئة" بهذا الرسم هو الحجة التي يشهرها القائلون بكتابة الكلمة بهذه الصورة إزاء من يفضلون كتابتها بهمزة على الألف في الكلمات المشابهة مثل هيأة، ويرون الأصح كتابتها على الياء: هيئة. الحطيئة شاعر مخضرم ومتمرد عاش في الجاهلية وأدرك الإسلام فأسلم ثم ارتد مع المرتدين ثم عاد وأسلم وقد حبسه عمر الفاروق بسبب هجائه للكثيرين، فتوسله الحطيئة بأبيات عاطفية يسترحمه بها وتعتبر من أجمل ما قيل في هذا الباب وما زلت أحفظ مطلعها حتى الآن، قال:
ماذا تقولُ لأفراخٍ بذي مرخٍ*** زغبُ الحواصلِ لا ماءٌ ولا شجرُ
*يمكن العثور على جميع الأبيات الواردة في هذه القطعة للمتنبي وولادة والحطيئة بكتابة مطلع البيت في محرك البحث غوغل والنقر دخول.
#لقطة_تراثية 2: يخبرنا صاحب "نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب / مج1 ص 463" بما قاله الفيلسوف ابن رشد في مناظرة له مع الطبيب المعروف أبي بكر بن زُهر، قال (إذا مات عالِم في إشبيلية فأريد بيع كتبه حُملت إلى قرطبة حتى تباع فيها، وإذا مات مطرب بقرطبة فأريد بيع تركته حُملت إلى إشبيلية)! ورغم أننا لا نعرف على جهة التدقيق سياق ومناسبة هذه المناظرة، ولكننا يمكن أن نرجح أنه إنما أراد إيصال فكرة مفادها أن الثقافة وشؤون الفكر كانت مزدهرة في قرطبة أكثر من إشبيلية، أما شؤون الفنون فمزدهرة في إشبيلية أكثر من قرطبة. ولكننا لو بحثنا بين سطورها عما يسميه النقاد وعلماء اللسانيات "المسكوت عنه"، فلن نجد أكثر من ذلك. وإذا زدنا عليه بالتأويل فقد نجد شيئا من التباهي بالفكر والثقافة القرطبيتين من قبل الفيلسوف العقلاني في مواجهة الطبيب الإشبيلي المذكور والمعروف هو الآخر بإنجازاته في ذلك العصر لدى الأوروبيين.
وبالعودة إلى لقطتنا التراثية نقول: إن هذه المقولة الرشدية تختلف تماما عن مقولة شعبية شائعة قد تشبهها شكلا وتقول (القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ) فهذه المقولة تنطوي على ثلاث إحالات سلبية قد لا يكون القائل قصدها ولكنها واضحة في معاني الكلام. الإحالة الأولى للمصريين لأنهم وفق هذه المقولة لا يقرأون لكتابهم المصريين بل لغيرهم، أو أنهم لا يقرأون لهم ولا لغيرهم. والإحالة السلبية الثانية في أنها تجعل اللبنانيين مجرد عمال مطابع يطبعون ما يؤلفه الكتاب المصريون ويقرأه العراقيون فلا هم ألفوا شيئا ولا هم قرأوا ما يطبعون، وهذا غير صحيح تماما؛ فحركة التأليف والترجمة في لبنان لا تقل عنها في أي من البلدان العربية الأخرى.
والإحالة الثالثة تخص العراقيين، فرغم المديح السطحي لهم في هذه المقولة بأنهم قراء جيدون، ولكنها تشطب على كتابهم وعلمائهم ومؤلفيهم وعلى إنجازاتهم وكأنها لم تكن، وهذا ظلم كبير للثقافة العراقية - يساهم فيه المصابون بنوع من المازوخية الثقافية وجلد الذات والدونية الحضارية ممن يجهلون أن موسوعة واحدة ألفها العراقي د. جواد علي - على سبيل المثال- تعدل مكتبة كاملة ولا تستغني عنها مكتبة أو باحث في التاريخ والثقافة وعلوم الأديان والمجتمع...إلخ، وأعني موسوعة "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام"! وعلى الرغم من أن هذه المقولة غير دقيقة مضمونا وأحكاما، كما بينت، ولكنها لا تخلو من بصيص من الحقيقة: ففي عقود الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي نشطت حركة التأليف والطباعة والنشر والقراءة في الدول العربية وخصوصا في مصر والعراق وبلاد الشام ولكل بلد من هذه البلدان مساهمته في التأليف والطباعة والقراءة ولكن بيروت تميزت بسبب أجواء حرية التعبير النسبية بأنها كانت تطبع ما لا يطبع في القاهرة أو بغداد لهذا السبب السياسي أو ذاك.
*استدراك: عُرف الطبيب أبو بكر بن زُهر بمؤلفاته وإنجازاته الطبية لدى الأوروبيين وخصوصا في عصر النهضة - من القرن الرابع عشر الميلادي إلى القرن السابع عشر- باسم أفينزوار (Avenzoar)، أما الفيلسوف العقلاني العظيم ابن رشد فكان يعرف عندهم بآفيروس (Averroes). وعن تأثيراته في الفكر الأوروبي نقرأ (كان لابن رشد تأثير قوي على الفلاسفة الأوروبيين المسيحيين أمثال توما الأكويني. وعلى الرغم من ردود الفعل السلبية من رجال الدين اليهود والمسيحيين إلا أن كتاباته كانت تدرس في جامعة باريس وجامعات أوروبا، وظلت المدرسة الفلسفية الرشدية مهيمنة في أوروبا الغربية حتى القرن السادس عشر الميلادي. وقد قدم في كتاب "فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال" مسوّغاً للتحرير الفلسفة من اللاهوت الأشعري، وبالتالي عدّ بعضهم الرشدية تمهيداً للعلمانية الحديثة/ أحمد جميل وعبد الوهاب المسيري).



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من حرب الأفيون في الصين إلى رفع علم المثليين ببغداد
- ج3/ مهاتير يستدعي المتقاعد نور يعقوب ليهزم المضارب سوروس وين ...
- من أجل دستور وقانون أحزاب يمنعان الطائفية السياسية والطائفيي ...
- ج2/ مهاتير يهزم الفساد الحكومي في عشرة أيام!
- حكومة الكامرة الخفية وفرارات الخليفة الجديد مصطفى الكاظمي
- ج1/تجربة ماليزيا في عهد مهاتير محمد في التمرد على صندوق النق ...
- الجزائر المستقلة والعراق التابع وكيف يواجهان انهيار أسعار ال ...
- البرنامج الحقيقي لحكومة الكاظمي في بيان السفارة الأميركية وت ...
- هند بنت النعمان: الأميرة العربية المسيحية الحسناء التي رفضت ...
- منهاج حكومة الكاظمي: إنقاذ نظام المكونات وإرضاء الأميركيين و ...
- دروس وعبر انتفاضة تشرين العراقية
- -أم هارون- الحقيقية ليست يهودية ولم تعش يوما واحدا في الكويت ...
- جائحة كورونا وأفق -الرأسمالية الاجتماعية-
- بين لينين وروزا لوكسمبورغ واقتراح للحل من هادي العلوي!
- التطبيع التلفزيوني الخليجي مع الكيان الصهيوني
- ماذا يحدث في الحشد، ماذا يحدث للحشد؟
- دروس انتفاضة تشرين: الواقع والآفاق بانتظار موجتها الثالثة
- لماذا الاستذكار الواسع النطاق هذا العام لحرب صدام والخميني؟
- العلماء القدماء بين العروبة والأمازيغية
- مايكل نايتس يحدد مهمات المكلَّف مصطفى الكاظمي ككلب حراسة للق ...


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - لقطتان تراثيتان عن شعر الهجاء والفلسفة والفن في الأندلس