|
علماء المسلمين أم فقهاء الأزهر ؟!
دينا عبد الحميد
(Dina Iraqi)
الحوار المتمدن-العدد: 6571 - 2020 / 5 / 23 - 10:18
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
هكذا أطلق عليهم "علماء المسلمين" لتصادف سطوع نجمهم في ظل الدولة الاسلامية التى كانت في أوج قوتها أنذاك ..كانوا علماء في الطب والكيمياء والفلك والرياضيات ..و يبدو واضحا أن الكثير من العلماء والفلاسفة والمفكرين الذي نقدمهم اليوم كـ “مفخرة” في التاريخ الإسلامي، قد تعرضوا في زمانهم أو في زمن لاحق للتكفير، وأحيانا للعنف والتنكيل والقتل من قبل اشخاص يطلقون على أنفسهم أيضاَ "علماء المسلمين " ولكن في الفقه وفي الشريعة وفي الحديث او السنة النبوية حتى انهم أصبحوا اليوم ينالون درجات علمية كبرى كـ الدكتوراة مثلا في علم الحديث من جامعة الازهر وهو شئ محير فعلا كيف يأخذ شخص الدكتوراة في شئ مشكوك في أمره ومنه الضعيف ومنه الذي بدون سند وحتى ان فرضنا بصحة الاحاديث النبوية كيف يأخذ المهتم بها درجة الدكتوراة وعلى ماذا ؟! هل لانه يحفظها مثلا ! ام ان لديه كتاب البخارى الذى يخرجه من مكتبته ليجيب من يسأل عن حديث معين !! وكيف استفاد البشر من هذا العلم غير ان بعض الجماعات الارهابية وظفته لمصلحتها وممارسة العنف بإسمه ولا ننسى الحديث المنسوب للرسول (ص) كذبا (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله).. وهذا الحديث يكفى ان يكون مخالفا للقرآن لكى نعرف انه كاذب ولكن للاسف يتمسك الازهر وشيوخه بهذه الاحاديث الكاذبة والمرويات الصفراء لكى يظل عملهم قائما ويستمروا في تضليل الجهلاء من الناس ويظل الدين عبارة عن طلاسم غير مفهومة فيعتقد بعض الناس ان هناك اهمية لشيخ او رجل دين لشرح ما تعذر عليه فهمه مع أن الدين أبسط من كل هذا فالحلال بين والحرام بين .. اسمحوا لى ان اقدم لكم علماء المسلميين الحقيقيين الذين استفاد العالم كله من علمهم حتى ان علومهم مازالت تدرس حتى الان في جامعات الغرب حتى انهم أطلقوا أسمائهم على مستشفيات واقسام في جامعات في بلادهم .. ومن أبرز علماء الإنسانية المسلمين، الذين اتهموا بالزندقة والكفر ابن حيان ولد في طوس (إيران) عام 721م، وتوفي عام 815. عاش في العصر العباسي، وكان واحدا من أبرع العلماء في مجالات عدة، أبزرها الكيمياء، حتى اعتبر أول من استخدم الكيمياء عمليا في التاريخ، فلقب نظير ذلك بـ”أبو الكيمياء ولأنه كذلك، لم يسلم من تهمتي الزندقة والكفر. بل وثمة من أنكر وجوده أصلا. يقول ابن تيمية في كتابه “مجموع الفتاوى”: “وأما جابر بن حيان صاحب المصنفات المشهورة عن الكيماوية، فمجهول، لا يعرف، وليس له ذكر بين أهل العلم، ولا بين أهل الدين “ولو أثبتنا وجوده، فإنما نثبت ساحرا من كبار السحرة في هذه الملة، اشتغل بالكيمياء والسيمياء والسحر والطلسمات، وهو أول من نقل كتب السحر والطلسمات”، يضيف ابن تيمية، الذي لم يسلم من عقله التكفيري عالم .. لم يكتفى فقهاء المسلمين بجهلهم ولكن لم يسلم العلماء الحقيقين من أذاهم وتكفيرهم الفارابي ولد أبو نصر الفارابي في فاراب "كازاخستان"، عام 260هـ، وتوفي عام 339هـ. يعد واحدا من أبرز الفلاسفة في التاريخ الإسلامي، كما ذاع صيته في الطب. بسبب اهتمامه بالمنطق، لقب بـ"المعلم الثاني"، إسوة بأرسطو، المعلم الأول.. فرق الفارابي بين حقائق النبي وحقائق الفيلسوف، بكون معارف الأول منزلة من عند الله، بينما الثاني يتلقى الحقائق بواسطة العقل الفعال ولذلك فطبيعتها عقلية وليست حسية. ينسب إلى ابن تيمية قوله إن الفارابي يزعم أن الفيلسوف أكمل من النبي، فكفره. ويقول ابن العماد في "شذرات الذهب" إن العلماء قد اتفقوا على كفر الفارابي وزندقته.. ابن سينا ولد في بخارى (أوزباكستان) عام 370هـ، وتوفي في همدان (إيران) عام 427هـ. كان طبيبا بارعا، من أشهر آثاره كتاب "القانون في الطب"، لذا لقبه البعض بـ"أبو الطب" مما سجلته بعض المراجع التاريخية، أن ابن سينا كان، كما الفارابي، يعتقد بأن العالم قديم أزلي، لم يخلقه أحد؛ وأن الله يعلم الكليات لا الجزئيات، كما اعتقد بأن الأجسام لا تقوم مع الأرواح في يوم القيامة. نتيجة هذا الرأي، وصفه ابن القيم الجوزية في "الصواعق المرسلة" بـالملحد، بل رأس ملاحدة الملة، وفي "إغاثة اللهفان" قال إنه إمام الملحدين الكافرين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. ابن سينا كفره أبو حامد الغزالي أيضا في كتابه "المنقذ من الضلال" ، ووصفه الكشميري في كتابه "فيض الباري" بـ"الملحد الزنديق" الكندي ولد الكندي عام 185هـ وتوفي عام 256هـ. برع في علوم كثيرة كالفلسفة والمنطق والطب والرياضيات والفلك، وقد كتب فيها جميعا ما لا يقل عن 260 كتابا، ويلقبه البعض بـمؤسس الفلسفة العربية الإسلامية حظي الكندي بعناية الخليفتين العباسيين المأمون والمعتصم بالله. عناية افتقدها في آخر حياته في زمن المتوكل على الله، الذي عرف باضطهاده للفكر، فكان أن تعرض الكندي لانتقاد لاذع لكونه رأى أن العقل هو جوهر التقرب من الله انتقاد، بخاصة من جانب الغزالي، الذي رأى أن الكندي أخطأ في الاعتقاد بأن الكون خالد، وأن الأجساد لا تبعث، وأن الله يعلم المسلمات المجردة وحسب، دونا عن الأمور الخاصة. كعادة الفلاسفة، كفر الكندي نتيجة لفكره، واعتبره منجما ضالا متهما في دينه.. ابن رشد ولد ابن رشد في قرطبة عام 520هـ وتوفي بمراكش عام 595هـ. عرف بشرحه لكتابات أرسطو، التي حظي بها بباع كبير في أوروبا أيامه تلك. اشتهر ابن رشد بكتابه “تهافت التهافت”، و”فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال”. هذا الأخير أكد فيه ابن رشد على التفكير التحليلي كشرط لتفسير القرآن، خلاف ما هو متداول من التفسير. اعتقد ابن رشد بقدم العالم وأزليته. اعتبره الحافظ الذهبي في "سير أعلام النبلاء" وابن تيمية في "درء تعارض العقل والنقل"، فيلسوفا “ضالا ملحدا يقول بأن الأنبياء يخيلون للناس خلاف الواقع.. قالا عن ابن رشد إنه حاول التوفيق بين الشريعة وفلسفة أرسطو، وهو في موافقته هذه وتعظيمه لأرسطو وشيعته "أعظم من موافقة ابن سينا"، وأضافا أنه انتصر للفلاسفة الملاحدة في "تهافت التهافت"، ويعتبر من باطنية الفلاسفة، وإلحادياته مشهورة.. ابن الهيثم ولد ابن الهيثم في العصر العباسي، عام 354هـ وتوفي عام 430هـ. يعد واحدا من أعظم علماء الإنسانية، وقد ألف أكثر من 200 كتاب في مجالات عديدة كالرياضيات وعلم الفلك والفيزياء والهندسة والفلسفة العلمية. ابن الهيثم لم يسلم هو أيضا من التسفيه، بعدما اعتبره البعض ملحدا خارجا عن الإسلام كأمثاله من الفلاسفة ابن تيمية كعادته، كفر ابن الهيثم، وقال في “درء التعارض” إنه “من الملاحدة الخارجين عن دين الإسلام، من أقران ابن سينا علما وسفها وإلحادا وضلالا… كان كغيره من الفلاسفة يقول بقدم العالم وغيره من الكفريات. تكفير التفكير وتكفير السؤال والشك وإعمال العقل، هي عادات دأب عليها العديد من فقهاء التاريخ الإسلامي… ومازالوا إلى اليوم للاسف . لا اريد أن أطيل عليكم ولكن هناك قائمة طويلة من العلماء الأجلاء الذين أثروا الحياة والبشرية كلها بعلمهم حتى اننا حتى اليوم نستفيد بما قدموه من علم ... أم علماء وفقهاء الأزهر لم يقدموا اى شئ غير تكفير العلماء واتهامهم بالذندقة خوفا أن يصلوا بعلمهم الى جموع المسلمين البسطاء فيفقدوا هم عملهم . ولا ننسى أيضاً فتاويهم الشاذة التى أضرت بالاسلام ورسوله اكثر من أى شئ أخر مثل "إرضاع الكبير" و " تارك الصلاة يستتاب ثم يقتل اذا لم تكتمل توبته " وغيرها الكثير والكثير المنافى للدين وحتى الاخلاق العامة ... والان السؤال الأهم هل لا زلنا في حاجة لرجال الدين والفقهاء والمرشدين والواعظين؟! هل بعد ما توصلت له البشرية من علم وتقدم في وسائل المعلومات والمعرفة نحتاج لمن يرشدنا ويفهمنا ديننا ؟! اترك لكم الإجابة وأختتم بالآية الكريمة من سورة البقرة "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)
#دينا_عبد_الحميد (هاشتاغ)
Dina_Iraqi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ابن تيمية عدو الإسلام
-
المسلم والكافر (في القرآن)
-
يا عزيزى كلنا دواعش
-
تأويلات (نادية بوقري)
-
صديقى مثليي الجنس
-
صديقى مثلي (الجزء الثاني)
-
صديقى مثلي
-
لا قداسة للبخاري
-
اسلام البحيري والكهنوت
-
مبارك طابا
-
سلطة بلدى ولا فتوش
-
عذرا سيدى الرئيس (25 يناير الاسود)
-
النظام البائد
-
المؤامرة الكونية
-
بتنجان الريس
-
ميليشيات حزب الكنبة
-
الرئيس محمد حسنى مبارك
-
مهام البرادعى المستحيلة
-
بما يخالف شرع الله !!
-
زمن الطاغوت
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|