عباس عبود سالم
كاتب وإعلامي
الحوار المتمدن-العدد: 6571 - 2020 / 5 / 22 - 01:55
المحور:
الصحافة والاعلام
مؤيد البدري يحتفظه التاريخ له بانه الورقة الاخيرة لعظماء الشاشة التلفزيونية العراقية .
فهو من الرجال الذين تمكنوا من تطويع ابداعهم لمعالم معنوية شامخة تجمع امزجة المختلفين لترفرف لها القلوب قبل الاجنحة.
مؤيد البدري نافذة السعادة في زمن صعب، حينما كان يطل على ملايين العراقين مساء كل ثلاثاء في ابتسامته الوديعة وهو يفتح حقيبته الرياضية الملازمة لحلاق اشبيلية تلك الموسيقى التي حولها البدري الى النشيد الوطني للرياضة العراقية.
فينطلق بالصوت والصورة ليكسب ثقة وحب الجماهير في مشهد لم يتمكم اي مقدم رياضي اداءه ولم ينجح اي منهم في خلافته ..
كم حاولت تطويع نفسي لمشاهدة برامج الرياضة اليوم في القنوات العراقية كي انعش ذاكرتي البصرية بجديد المستطيل الاخضر و مضامير سباقات العاب القوى وتصفيق جماهير التنس وجنون محترفي الملاكمة او رالي السيارات لكني لم اجد سوى الشتائم والعقد النفسية والتلوث السمعي البصري.
كان البدري مثل الحكواتي الذي يفتح للناس ابواب صندوق الدنيا فيبهرهم ويحبسون انفاسهم امام مايقول ..
البدري صاحب الوجه المبتسم والاطلالة المميزة تمكن من شق طريقه بثقة اكاديميا ومهنيا ..
هذا المقدم الذي كان يظهر كل ثلاثاء بابتسامة بساطة وتواضع حمل الماجستير من الولايات المتحدة بيد وحمل الخبرة الوظيفية المتراكمة من مؤسسات العراق بيد اخرى.
نبض قلبه بحب الرياضة معشوقته التي اصبحت قرينه الذي لايفارقه، فكان اعلاميا وقائدا مراعيا جلال الرياضة وسموها ..
برع فيها حكما كرويا وصحفيا لامعا وكاتب مهم .
البدري اهم واول معلق رياضي عرفه العراقيون فكم فرحة عراقية جسدها بصرخاته المدوية وانفعالاته الرهيبة ..فقد كان تعليقه مدرسة يتعلم منها الكبار قبل الصغار.
فتحت عيوني لاسمع حلاق اشبيلية وارى الرياضة العراقية مقترنة بمؤيد البدري و مؤيد البدري مقترنا بهذه الموسيقى التي خلدها ابا زيدون وجعلها اللحن الذي يحرك وجدان الناس لترياق حقيبته الرياضية او صندوق الدنيا الذي كان يفتحه كل ثلاثاء
برنامج البدري كان يعادل كل مايكتب ومايقدم اليوم من اسفاف وترهل وتفاهة فشتان ما بين صندوق الدينا وصندوق القمامة.
#عباس_عبود_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟