أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد حبيب - هل الإسلام هو المشكلة ؟















المزيد.....

هل الإسلام هو المشكلة ؟


عماد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 1586 - 2006 / 6 / 19 - 06:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو كان الاسلام هو ما يدعوا إليه أغلب الدعاة و ما تتبناه كل حركات الإسلام السياسي التي لم تتمالك نفسها بمناسبة موت بطلها النافق أبو مصعد الكهربائي الزرقاوي و نعته لامتها المسلمة و اعتبرته شهيدا سيشفع في سبعين حيوانا من القتلة اصحابه يوم الدين، لو كان هذا هو الإسلام فهو بالتـاكيد المشكلة و ليس الحل المنشود.

مرض خطير ينخر كالسوس في عظام هذه الأمة اسمه الشرعي، بمعنى أنه يكفي أن تطلق وصف شرعي على أي شيئ و أية جريمة لتصبح مستساغة و مقبولة و يجعل من التصدي لها مخاطرة قد تكلفك حياتك. يكفي أن يطلق مجموعة من القتلة و قطاع الطريق صفة مجاهدين و محكمة شرعية على انفسهم، و يقولوا أنهم أصدروا حكما شرعيا بنحر (و لاحظو هنا كلمة نحر) أسير او رهينة لديها تنفيذا لشرع الله و يقوم الزرقاوي بذبحه و هو مدني أعزل و أسير كان يجب أن يحسن معاملته حتى لو كان من جند العدو، تكفي هذه الصفة لتجعل عدد لا يستهان به من هذه الامّة يصفق و يكبر مهلّلا لانجازات المقاومة، من عامة الناس فيحق وصفهم بالرعاع (و هذه صفة اطلقها شيخ الأزهر لكني اتبناها هنا) إلى مثقفي هذه الأمة (ان كان يمكن أن نسمي فكرهم بالثقافة) و مفكريها و منظريها (في الواقع هم لا ينظرون و لا يقدمون حلولا بل فقط يصرّون على عودتنا للعيش في قلب القرن الرابع الهجري أو ما قبله لنعبد وثنا صنعناه من نصوص ما انزل الله بها من سلطان و نعطل العقل و نطيع أولي الأمر منا)

حين نكون في سنة 2006 و مع ذلك يقتل بعضنا بعضا لأن فينا من يقول بأحقية علي في الخلافة و من يقول بأحقية عمر أو غيره بها، فنسمي الأول شيعيا ثم نكفره و الثاني سنيا ثم نكفره و نصفق لاقتتالهما و نناقش اليوم ما حدث من 1400 سنة خلت : دم عثمان و دم الحسين في رقبة من و من سيثأر لهما، نكون ليس فقط قد بلغنا مراحل في التخلف العقلي (عذرا من له وصف اقل وطئة و لكن يؤدي المعنى فليسعفني به) بل و أيضا جعلنا بما لا يدع للشك من هذا الدين الذي ندين به مشكلة بدل أن يكون حلا و منهجا لحياتنا.

الإسلام في الأصل ليس دينا، بمعنى ليس دينا كغيره بل هو الدين عند الله بألف لام التعريف، هكذا كان الأصل، كل الأنبياء من آدم و حتى عيسى كانوا مسلمين، و كل الكتب المقدسة من انجيل و توراة و زابور هي مقدسة في الاسلام و بنص القرآن و أهل الكتاب و بنو اسرائيل تحديدا هم موضوع جزء كبير و كبير جدا من نصوص القرآن الكريم. فعلى أي اساس نعتبر أهل الكتاب مشركين و كفّار ؟ لن تنقصهم الادلة الشرعية ليثبتوا لك ذلك و لكن صفة الشرعية على هذه الأدلة هي كصفة الشرعية على حكم ذبح أسير أعزل.

اختصار الاسلام الى دين كغيره بل في عداء مع غيره من الأديان يجعل منه و بالضرورة مشكلة. يقول دكتور محمد أركون ( و على فكرة وجود أمثال القرضاوي و الفرماوي و عمرو خالد على الفضائيات و غياب أمثال أركون وصمة عار في جبين هذه الأمة و نحن بالفعل ندفع ثمنها الآن) يقول أن الإسلام و خلال تاريخه لم يعرف سوى حالتين لا ثالث لهما : الجهاد و الفتنة. اليوم صارت الفتنة جهادا، و لم يرفع أحد من "العلماء" و بئس العلم الذي يحملون صوته مستنكرا صحوة الفتنة من جديد بل و ما هو أخطر من ذلك : اعتبارها جهادا، فلا "علماء السنة" (و أتكلم هنا عن الأغلبية و ليس بعض الاستثناءات طبعا) نبهوا لخطورة تكفير الشيعة (و غيرهم) و تحليل قتلهم بل بالعكس صفقوا للزرقاوي و تبنوا منهجه جهارا نهارا، و لا "علماء الشيعة" كانوا أفضل حالا و كل ما يهمهم هو ولاء اتباعهم لمرجعياتهم و ما تقوم به ميليشياتهم في الجنوب من جرائم ضد النساء و العودة قرونا الى الخلف بالمجتمع و الحضارة العراقية دمار يؤكّد أن الأسلام و بهذه الطريقة هو المشكلة. عندما نطلق عليهم صفة علماء من ألفهم ألى يائهم و يكون حظورهم في حياتنا طاغيا في حين هناك من لا يعرف فاروق الباز أو أحمد زويل مثلا لا حصرا فتلك وصمة عار أخرى و دليل أن اسلامنا بشكله الحالي مشكلة.

عندما يعمل لوبي ما على تكفير الفن و على فرض رقابة صارمة تفرغه من أي مضمون تحت مسمى الأخلاق أو الدين، و بعد أن يفشل يقوم باستدراج فنانات و فنانين لتبني منهجه بتكفير الفن و الاعتزال و التحجب، ثم و في لحظة ما، نرى عودة هؤلاء و لكن بشروط مقرفة سخيفة، حين يضع الممثل شروطا تخص النص نفسه و فكرة المؤلف و المخرج، حين تضع ممثلة معتزلة شرطا أن لا يكون هناك قبلة في الفلم أو أن لا تلمس يدها الطاهرة الشريفة يد زميلها في العمل، فأن الأمر يدعوا إلى التقيئ، لاننا سننزل بفننا و الذي هو ليس في حالة جيدة أصلا إلى أسفل السافلين، سيصبح مسخا سخيفا لدروس عبيطة في نفاق الأخلاق، أي مجتمع هذا تلبس فيه الأم حجابها و هي وسط بيتها و بين أولادها و لا تقبل ابنها أو أخاها ؟ أي مجتمع هذا سيكون خاليا من الحب و الجنس بل و من الخطيئة لو صح تسميتها خطيئة ؟ و هل تقديم أعمال على نمط مسلسلات المحجبات و الأفلام النظيفة يقدم حلا لمشاكل هذا المجتمع الذي يشكوا الكبت و الفقر أم هو دفن للرؤوس في الرمل ؟ هل تعلمون عد القنوات الاباحية المفتوحة ؟ حين تتحول الفضائية المصرية لقناة اقرأ ثانية و تتبعها غيرها، هل تعتقدون أن شباب هذه الامة ممن لم يذهب للعراق لقتل بعض العراقيين إنتقاما من الأمريكان، هؤلاء الذين يريدون أن يعيشوا و يعملوا، هل تعتقدون أنهم سيشاهدون هذه القنواة أم سيتجهون لغيرها ؟ هل اقحام (و أكررها اقحام) الدين في كل كبيرة و صغيرة و تحكمه بالفن حل ؟ أم مشكلة ؟

هذا الإسلام الذي رموزه من قال طظ في مصر (مرشد اخوان مصر) و من وعد بنصب المشانق للعفيف الأخضر و د. رجاء بن سلامة بحديقة الباساج بتونس العاصمة (ضيف الجزيرة للاسبوع الماضي راشد الغنوشي و هو المفروض من المعتدلين تماما كمهدي عاكف) و من وصفته الجزيرة برامبو عربي و اقامت عليه مناحة و أقام عليه شباب هذا الاسلام كربلاء الكترونية و هم يعلمون انه لم يقتل الا العراقيين و العزل و انه ساقط ثانوية و قاطع طريق و خريج سجون (ابو مصعب الزرقاوي) اسلام الابوات هذه و الجلابيب القصيرة و فرض الحجاب و معارك بيزنطية حول شرعية النقاب و أهلية المرأة ، هذا الإسلام يا من لازال يقرأ و يحاول أن يفهم مشكلة و مشكلة و مشكلة بل كارثة تجاوزت مرحلة تهديدها لنا و ليلة سكاكينها الطويلة قادمة لا محالة.

ملحوظة : ليلة السكاكين الطويلة هي الليلة التي تم فيها القضاء على كل معارضي النظام النازي بالمانيا قتلا و غدرا ليستقر الأمر لهتلر و البقية معروفة.



#عماد_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيفاء : نحتاج دروسا في الإغراء لشباب هذه الأمّة
- رامبوالعربي: اغتيال الفن و مصانع التخلّف
- و لمذا المذيعة عارية ؟
- رمى الله النرد و انسحب
- القصيدة التافهة
- العلمانية يا غجر
- لا بغايا و لا خاضعات
- جراحة لإصلاح ختان الإناث
- أزرق نوتردام
- إنّ محمّدا قد مات
- الإسلام الإصدار 2.01
- أحلام باريسية
- الكنيسة الأزهرية
- توم و جيري ، إيران و اليهود
- حرق الكتب من جديد
- رسم تقريبي لإرهابي
- أغنية للأزرق
- صاد تشال
- الجهاد الالكتروني
- جنازة ليشبع الجميع فيها لطما


المزيد.....




- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...
- الجنائية الدولية تحكم بالسجن 10 سنوات على جهادي مالي كان رئي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد حبيب - هل الإسلام هو المشكلة ؟