بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 6570 - 2020 / 5 / 21 - 18:01
المحور:
القضية الكردية
بقناعتي ليس هناك من يتوهم؛ بأن الوحدة الكردية -أو بالأحرى وحدة الموقف الكردي- سوف يحقق "المعجزات" حيث لا أحد منا يتوهم أن ينال الكرد حقوقه مع إعلان التوافق بين الأحزاب الكردية وبالأخص ما يجري مؤخراً بين كل من المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي -أو أحزاب الوحدة الوطنية التي تشكلت مؤخراً- بل لا أحد منا يأمل بتحقيق المعجزات، كونها لا تتحقق بالأساس حيث إنها -أي المعجزات- لم تكن أكثر من بروباغندا أراد أصحابها التأثير على عقلية المريدين واستلاب ما تبقى من العقلانية والمنطق وأعتقد إننا في عصر ما عادت تنطلي هكذا حكايات خرافية على الكثيرين ولكن وبنفس الوقت ندرك؛ بأن للدول العظمى مصالحهم في المنطقة وهم يحاولون رسم سياساتنا وفق تلك المصالح وبالتالي يجب أن نحاول التنسيق معهم كي لا نبقى خارج اللعبة السياسية وتوضيحاً نقول؛ حينما تكون هناك دولة بحجم وقوة الأمريكان وراء مشروع سياسي لتوحيد القوى الكردية، علينا أن نعلم بأنهم يريدون من وراءه عدد من الأهداف وأن في جزئية ما ستكون لصالح قضايا شعبنا وبلدنا وعلينا أن نستفيد منها وإلا فإننا سوف "نعض أصابعنا حينما لا ينفع الندم" وخاصةً هناك دول إقليمية تنتظر لحظة تهور وحماقة نقع بها كي يخرجونا من اللعبة.
للأسف هناك بعض الأخوة ما زالوا مصرين أن نمضي قدماً في العناد "الثوري" الكردي وكأن البندقية وحدها سوف تحرر لنا كردستان -مع تقديرنا لكل من حمل البندقية ولكل من ضحى بنفسه دفاعاً عن كرامة شعبنا- متناسين بأن قرون وشعبنا حمل البندقية دون إحراز نصر على الأرض، لكن حينما فرضت مصالح بعض الدول إعطاء دور للكرد وجدنا منطقة الحماية الدولية ومن ثم تشكيل إقليم كردستان واليوم تعاد الكرة في روجآفاي كردستان وبالتالي علينا أن نقرأ جيداً واقعنا السياسي ومصالح الدول السيادية لكي نحاول قدر الامكان الاستفادة منها في تناغم الظرف الذاتي مع الموضوعي وذلك حينما نقوي الداخل من خلال وحدة الموقف الكردي وبنفس الوقت نؤكد بأننا يمكن أن نكون أصدقاء أوفياء لرعاية مصالحهم وبذلك نكون بحمايتهم ونحقق من وراءها بعض مصالحنا حيث لا أحد يقدم لك خدماته مجاناً ودون مقابل وأعتقد بأن القيادات الكردية وعلى رأسها مراكز القرار في كل من قنديل وأربيل والسليمانية قد باتوا يدركون جيداً هذه المعادلة وبأن رسالة السيد أوجلان قد جاءت تأكيداً على ذلك حيث الدعوة للعمل على وحدة الموقف الكردي والاستفادة من الدور الدولي لتحقيق قدر ممكن من المكاسب الوطنية لشعبنا!
وأخيراً وليس آخراً؛ إن الفائز ليس بالضرور أن تقضي تماماً على خصمك السياسي، بل يمكن الفوز عليه بتسجيل نقاط أكثر لصالحك وصالح قضايا شعبك .. نعم لا معجزات، لكن هناك مصالح وسياسات وعلينا أن نعرف كيف نستفيد منها .. وللعلم فقط نقول؛ بأن زمن الثورويات الرومانسية قد ولى تماماً!
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟