|
حوار علمي،واقعي و متميز
الرفيق طه
الحوار المتمدن-العدد: 6570 - 2020 / 5 / 21 - 08:44
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
من اجل حوار علمي واقعي و متميز
مقدمة
الازمة اضحت جزءا من اليسار في المغرب ،و الاعتراف بها من اهم التقاطعات بين كل اليساريين اشخاصا و كيانات.ازمة خانقة على كل المستويات و الاصعدة، ذاتية و بينية،موضوعية ،محليا ،اقليميا و دوليا. ازمة تتجلى ذاتيا لدى اليسار المغربي في صعوبة تحقيق هويته ضمن ما راكمته الصيرورة التاريخية و التجربة الاجتماعية و السياسية في المغرب ،التي افرزت مجموعات يسارية مختلفة و متعددة كانعكاس للافرازات الفكرية و المذهبية التي تعرفها الساحة العالمية . مجموعات بلغ الصراع بينها حد التطاحن القاتل حول الهوية و الشرعية و وراثة الجذور و التاريخ.فلا الاجزاء تعترف بالاصول و لا الجذور تعترف بالفروع. وضع عمق الازمة اليسارية و وفر للتحالف النقيض فرصة لاستغلالها لصالحه،مما جعل من المغرب بلدا يتميز بتجمع المتناقضات و تتوحد فيه المتعارضات . من اجل سبر اغوار هذه الازمة و وضع الاصبع على مكامنها سنقوم بتخصيص الجزء الاول للمحة تاريخية موجزة لليسار و تطوره. ونخصص الجزء الثاني للوضع الاقتصادي و السياسي و الاجتماعي بالمغرب وتحديد مكامن الازمة فيه ،لكي نخصص الجزء الثالث للحلول المقترحة لليسار من اجل مواجهة الوضع و خلق اختراق للازمة في افق حلها. الجزء الاول: لمحة موجزة في تاريخ اليسار المغربي: تكونت الحركة الوطنية المغربية من قطبين احدهما يساري ماركسي انخرط ضمن الكتلة الشرقية للقطبية الدولية التي اسست لها ثورة 1917 المجيدة و تجسد في الحزب الشيوعي المغربي الذي تدحرجت قياداته المتتالية الى ان انكمشت في حضن الرجعية الظلامية ،فان الحركة الاتحادية جسدت يسارا ليمين الحركة الوطنية و التي صارعت وفق شروطها لخلق بديل مناقض لليمين الاقطاعي الذي يجسده النظام و احزابه في يمين الحركة الوطنية و عالاحزاب العميلة للمستعمر ،التي كانت الاعمدة التي بنى عليها النظام دولتهالاستبداديةتحت مظلة دمقراطية الخصوصية او الخصوصية المغربية ،تنكرت لكل ما هو انساني لفرض نمط محدد للحكم .نمط حكم يكرس الاستبداد بوجه الدمقراطية و الحكم الفردي،بدولة المؤسسات و احتكار السلطة بوهم التعددية. يسار الحركة الوطنية اتخذ منهج المشاركة السياسية و الانتخابية و النضال من داخل المؤسسات و تحقيق الاصلاحات بالنضال الهادىء المبني على التوافقات و في اطار الشرعية القانونية.لكنه انتهى به الوضع،بعد سنين من الترويض و التهجين ،ليجد نفسه غارقا في عزلة قاتلة عن قاعدته الجماهيرية التي اعتمدها سندا له لمدة طويلة ،فرض بها بعض التنازلات البسيطة جعلت قيادته و اتباعه يراكمون الثروات و ينتهزون الفرص و المناصب. وضع جعل من هذا اليسار قزما امام نظام يتحكم في في كل دوالب المجتمع و الدولة،بل ان هذا اليسار اصبح وسيلة من وسائل تمرير مخططات النظام و شرعنة استبداده و غطرسته.نظام قادر على رسم استرتيجية الاحتواء و التحكم في لعبة الدومنو السياسية ،ورثة الحركة الوطنية بيادق على خارطتها،و اقزاماأمام نظام اتخذ من تلك الاحزاب المحسوبة على يسار المشاركة وسيلة لحسم صراعه مع الاطراف من اليسار. قيادة احزاب يسار المشاركة و الاجماع الوطني الموهوم وضعت بيضها كله في سلة النظام.آمنت ان ثقتها بالنظام قد تحقق بها المصلحة الطبقية لليسار التي هي مصلحة مجتمعية.لكن الصيرورة التاريخية كشفت حقيقة مرة ،اكتشفوا متأخرين انهم كانوا و لازالوا منشفات ورقية لحل ازمات النظام.و ما التغييرات الدستورية المتتالية لسنوات1992 و 1996 و2011 و ما سمي بالتناوب التوافقي و الانصاف و المصالحة،و محاصرة حركة عشرين فبراير الا نماذج بسيطة للادوار التي استٌعمل فيها هذا اليسارضدا على مصلحته و مصلحة قواعده الحقيقية و تاريخه و مصلحة الشعب و الوطن،خذلانا للارواح و التضحيات التي قدمها الشهداء المعتقلون و المختطفون و ضحايا التعذيب و النفي و العزل و الابعاد.... و بين هذين القطبين بزغ ،وفق صيرورة الصراع الطبقي،اليسار الجذري.تأسست اولى خلاياه من المنظمات الماركسية اللينينية (أ) و (ب)، و حركة لنخدم الشعب و ما تلاها من حركات اختلفت مشاربها المرجعية و لكنها توحدت في انتماءاتها للماركسية بكل تياراتها. الحركات الماركسية اللينينية التي تأسست كبديل عن يسار الحركة الوطنية (الحزب الشيوعي المغربي) و عن يسار يمينها(الحركة الاتحادية) سرعان ما عرفت ردة و انشطارات متعددة بعضها ذو اسباب ذاتية و اخرى انتجتها ظروف الحركة الثورية العالمية و آثارها على حركة التحرر الوطني العالمية ،كما ان القوة الامبريالية و آلتها الكونية و تمكن التحريفية الماركسية من الاستفراد بالحكم في الاتحاد السوفياتي و مجموعة من الدول المحسوبة على القطب الاشتراكي ،ساهمت في بزوغ و انتشار انحرافات و توجهات اثرت بوضوح على الوضع اليساري المغربي و سببت في ردته و تأخره كما هو الحال على المستوى العالمي،هذا بتكامل مع الالة القمعية التي سخرها اىنظام لعزل اليسار و تقزيمه . سرقة السلطة في الاتحاد السوفياتي من بناة الثورة الى اعدائها سنة 1954 من يد حلفاء الطبقة العاملة و قاهري النازية الى يد حلفاء الرأسمالية و خدام الامبريالية في القيادة السوفياتية،من الماركسيين اللينينيين الحقيقيين الى التحريفيين المرتدين ،من المعلم ستالين الى خروشتشوف و التابعين ،كان مناسبة و فرصة و وسيلة استعملتهلا القوى الاستعمارية لقهر حركة التحرر الوطني و سحقها عبر دعم انظمة الاستبداد و تشتيت نضالات الشعوب و القيادات العمالية عبر نشر نماذج مختلفة في الماركسية و الانتهازية في الحركات الثورية لتمرير المخططات الجهنمية . اليوم و بعد 25 عقود من الموضة السياسية التي لقبت بالبريستويكا و بعد المسخ السياسؤ الذي تباهت به قيادات سياسية و تياراتنم و مفكرون تحت مسمى الكلاصنوست ،و باسلوب انحل من الديالكتيك و اعتمد المسخ الطبقي الذي تسوق له الامبرؤالية و اذنابها المتلاهفتين في الفكر التحريفي،هاهو العالم كله ،افرادا و جماعات،تيارات و دول،و انظمة ،يكتشفون متأخرين بشاعة حجم الجريمة التي ارتكبت في حق الانسانية منذ رحيل القيادة السوفياتية.القيادة التي اسست لشرف الطبقة العاملة و المجتمع البديل.القيادة التي التي كانت دعما للثوار في العالم ،اكتشفوا بشاعة الحروب التي شنتها الامبريالية و الصهيونية على شعوب العالم و عودة احتلال الاوطان و نشر الحروب الاهلية تحت عناوين الطائفية ،المذهبية و الدينية و العرقية .كما تحاصر الفكر الانساني الثوري الحر. لقد كان رحيل قائد الاتحاد السفياتي جوزف ستالين باغتياله ،و تولية الخونة و المتملقين للامبريالية و اعوانهم خسارة لحركة التحرر العالمية و للشعوب السوفياتية و كل الفكر الثوري في العالم. مهما اتفقت او توافقت و اختلفت او تناقضت التقييمات حول تاريخ اليسار سواء عالميا او مغربيا فإن الحقيقة المرة التي يتوحد حولها العقلاء هي ان اليسار و التيار الماركسي عامة يعيش ازمة هوية و ازمة كينونة. ازمة تعقدت فيها وسائل المواجهة و الصراع مع النقيض،و فقدت فيهة آليات الانطلابو العمل الآني ،كما انعدمت وسائل التفاعل البيني داخل الجسم اليساري. فقد كان النموذج الوحيد في النجاح النضالي لدى الحركات الثورية العالمية هو منهج لينين و وريث خطه القيادي ستالين.لكن العملية الانقلابية التي نفذها المتربصون بالتجربة في قيادة الحزب بعد اغتيال ستالين فتح الباب للامبريالية و عملائها من التروتسكيين و الحاقدين على الانتصارات التي تحققت بقيادة ستالين الى تدمير التجربة فتكالبوا على السلطة و الحقوها رديفة للامبريالية العامية بعد ان كانت ندا لها و قطبا عنيدا. بعدما تمكن الاتحاد السوفياتي و الكتلة الشرقية بتحالف مع حركات التحرر الوطنية في الصين و امريكا و افريقيا و اسيا يشاركون في رسم خريطة عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية ،تمكنت الامبريالية العامية من تحييد هذا الدور بتحيين الاتحاد السوفياتي و قطع صلته و سحب غطائه على حركة التحرر الوطنية و تركها وجها لوجه المستعمر. القيادات الخروشتشوفية و توابعها قزمت وضع الاتحاد السوفياتي عالميا و فككت تحالفاته مع الصين و غيرها الى ان تمكنت من حل الاتحاد و جعله كانتونات متناثرة في اغلبها سيطرت عليها قيادات حليفة لامريكا.هذه الجريمة العالمية لعب فيها دعاة التروتسكية و كل وجوه التحريفية ادوارا اساسية . صيرورة حل الاتحاد السوفياتي و اضمحلاله التي تجلت بوادرها بسقوط حائط برلين و تبني ما سمي الكلاسنوست و البريسترويكا لم تكن سوى حلقة من ااحرب الامبريالية على شعوب العالم و قياداته الثورية و التحررية و التي لا يخرج المغرب من دائرتها.
قراءة في الوضع الاقتصادي ،الاجتماعي و السياسي بالمغرب في المرحلة: القراءة البناءة و الموضوعية تنبني على اسس علمية تتخذ الدياليكتيك منهجا للتحليل و الفعل و التفاعل.قراءة تستلهم التجربة من معلمي الفكر الماركسي الذين ابدعوا و نجحوا في صناعة الثورة و قيادة الطبقات المسحوقة،حققوا الانتصار الثوري. من هذا المنطلق نستلهم تحليلنا للواقع و نقترح رؤية يسارية ،رؤية برنامجية آنية،ضمن صيرورة برنامج متمرحل و متسلسل مرتبط بالواقع الموضوعي للذات و المرحلة التاريخية للمجتمع. رؤية نهدف من خلالها الخروج من مأزق الهزيمة و الردة التي اظلمت الامق،و اعاقت القدرة على التفكير و الفعل و التفاعل.رؤية تنطلق من الهوية و الانتماء للفكر الماركسي بكل ابداعاته العلمية و بناء على التجارب المنتصرة فيه. نعتمد منهج ماركس و انجلز في تحديد طبيعة المرحلة التاريخية لمجتمعنا ضمن التحولات الرأسمالية العالمية .كما نستلهم القدرة الابداعية في الثورة للينين في تحديد الديناميات الممكنة في مجتمعاتنا لتجاوز المعيقات الثورية .و الاهتمام بالمراحل التي تم حرقها او تجاوزتها طبيعة الحقبة التاريخية في نمط الانتاج الراسمالي و اثرها على اقتصاديات و انظمة المجتمعات التبعية التي ينتمي لها المغرب. في المغرب ينعدم كليا الانسجام بين الاقتصاد و السياسة و المجتمع.وضع تختل فيه فيه قانون انعكاس الجوهر على المظهر و العكس بالعكس. وضع قد يتناقض فيه المظهر عن الجوهر و يتماهيان في حالات اخرى. في المغرب تندمج الكارتيلات و التروستات الرأسمالية التي تحتكر القطاعات الانتاجية الصناعية و الفلاحية و تسيطر على قطاعات الخدمات في التجارة و المال. طغمة قليلة جدا تعد على رؤوس الاصابع تسيطر على كل الاقطاعات الانتاجية و على الرساميل و تسخر اقتصاد البلد لمزيد من مراكمة الاموال و قضم الهوامش التي بقية للاغلبية الساحقة من الشعب. نفس الاقلية تسيطر على استغلال المناجم و اعالي البحار و الرمال و كل مدخرات المواد الاولية و المنتوج البحري و الغابوي الذي يعد المغرب ارضا خصبة و غنية به.ارض غنية بالذهب و الفوسفاط و معادن نفيسة ناذرة و مخزون غابوي لا بأس به اضافة الى واجهتين بحريتين طولهما يوفر مساحات ضخمة في اعالي البحار و ما تختزنه من ثروات سمكية و رمال و كل المنتوجات المرتبطة بالبحار ،من الموانىء و وسائل الترفيه و غيرها. السيطرة على المدخرات الوطنية للمغرب عن طريق التراخيص الريعية التي تكرس الاستغلال الاقطاعي للمنتوج الوطني و استغلاله بطرق بشعة تكرس العلاقات الولائية و الاغتناء بدون عمل و القضاء على مصادر تمويل خزينة الدولة وعدم استفادة اغلب المواطنين منها و تركها للطغمة المسيطرة لتزيدها اغتناء على حساب تفقير بقية الشعب و اضعاف قطاعات الدولة الاساسية. سيادة النظم الاقتصادية الاقطاعية يعمم اقتصاد الريع الذي تقوم الطغمة المسيطرة على تطويره ليساير مصالحها و المستجدات العصرية، و يحتفظ على احتياطي المتزلفين و الخدام الانتهازيين .في المغرب تتطور شركات تنافس الشركات متعددة الجنسيات باحتكارها و تكديسها للثروة بالاستغلال المفرط للعمالة الشغيلة و بالاستغلال الريعي لمقدرات الوطن من المواد الاولية و الحيوية مجانا اللهم خدمة النظام السياسي و تقاسم الكعكة معه. بالمقابل يتوسع الاقتصاد الهامشي من الفراشة و الدعارة بكل تلاوينها و التهريب بكل اشكاله من السلع الى المخدرات و الاموال تنشط فيه مافيات في اغلب الاحيان مسيرة من رؤوس بالطغمة المسيطرة على الاقتصاد المسمى مهيكلا مظهرا . الاقتصاد المغربي عامة عبارة عن خليط من الانماط الاقتصادية الرأسمالية و الاقطاعية العملاقة، و مقاولات جد متطورة الى جانب اشكال انتاجية بدائية تعتمد على انماط تنتمي لعصور قديمة.كما توجد الاقطاعيات الفلاحية الكبيرة جدا الى جانب قطع ارضية سكروسكوبية.و نفس الحال في مجال التجارة ،اسواق خاصة تتاجر في كل شيء الى جانب مقاولات رأسمالها يعتمد على مدخول الاستهلاك اليومي. هذا الوضع الاقتصادي يوازيه نظام سياسي استبدادي .نظام تأسس على الاصول الاقطاعية الفيودالية و العمالة الاستعمارية التي تعد اساسا في تحكمه في البلاد من بشر و حجر.كما ان النظام يعد آلة في يد المستعمر للتحكم في المستعمرة السابقة. كما يعتمد على بناء تحالف طبقي متكتل في طغمة تحتكر ملكية وسائل الانتاج و ادارة علاقاتها.تكتل طبقي يستحوذ على كل المدخرات المنتجة للمواد الاولية و العوامل الانتاجية الفلاحية و الصناعية.و يسيطر على البنية البروقراطية المدنية و العسكرية لصنع و اتخاذ القرارات و القوانين التي تحافظ للتكتل على آليات التحكم و الاستبداد السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي. نظام يعتمد على المؤسسات الدينية لاكتساب شرعية داخلية و على ترسانة دستورية و قانونية مصحوبة بمؤسسات رسمية و اخرى مستقلة ،تتقاطع في كليتها في الطابع الشكلي الذي يفرغها من اي جوهر حقيقي للممارسة الدمقراطية.ترسانة مؤسسات موجهة للاستهلاك الاعلامي الخارجي . نظام يجعل من الواجهة المؤسساتية و القانونية مسخا للدمقراطية و من تعدد السلطات مظهرا شكليا بلا جوهر .و من الفردانية و الاستبداد و احتكار السلطات جوهرا حقيقيا. نظام تطور نحو احتكار السلطة السياسية و الاستبداد بها الى احتكار كل دواليب الاقتصاد . تخحت ذريعة المغربة ثم الخوصصة تمكنت الطغمة الحاكمة من تملك المؤسسات الاستراتيجية و تحويلها لهولدينغات خاصة لم تترك اي مجال الا و احكمت قبضتها عليه و وضعت المجتمع المغربي تحت رحمتها الاقتصادية بعدما احكمت الطوق عليه بالاستبداد السياسي والسيطرة الايديولوجية بالاغواء الديني و الخرافي . اما على المستوى الاجتماعي فإن الابانفصام و الإبعاد الاجتماعي هما الصبغة العامة في البلد. الهشاشة عمت كل مناحي الحياة الاجتماعية و انتشرت في جل الطبقات .تردي الوضع المعيشي اصبح فيه القوت اليومي اكبر هم للمواطن المغربي .الصحة في ادنى مستوياتها بانتشار الامراض الخطيرة و المعدية و تفشي المزمنة منها.،و انتفاء شروط الوقاية الصحية و مراقبة سلامة المنتوجات الاستهلاكية و الاستعمالية و انتشار الاوبئة في الفضاء العمومي و الفضاءات المشتركة.هذا كله في ظل صعوبة و عرقلة الولوج للتطبيب و التداوي بتردي الخدمات الطبية العمومية عامة و افراغ المؤسسات الاستشفائية من دورها و من مؤلاتها اللوجستيكية و البشرية للقيام بدورها الاجتماعي. كما ان غلاء الادوية و سيطرة اللوبيات على الفضاء الصحي مما يشي بانهياره لا اخلاقيا و لا سلوكيا بخضوعه لمنطق التجارة و التوازنات دفع اغلب المواطنين لطب الخرافة و الدجل كبديل عن الطب المبني على العلم و المعرفة و انعدام الطب البديل الحقيقي المبني على العقلنة و العلم . اما التعليم و التربية فقد تمكنت السياسات الطبقية المتتالية التي استهدفت افراغه من مضمونه العلمي و العقلاني و بتشتيت فروعه و اقطابه. و المؤسسات العمومية التعليمية و التربوية و التكوينية كانت و لازالت هدفا للتخريب باعتماد سياسات تدميرها و افراغها من دورها الاستراتيجي و جعل الخوصصة وسيلة كبديل لتعويضها.سياسة تبغي توفير الحق في التعليم للطبقات الميسورة دون غيرها .هذا الوضع جعل المغرب يحتل رتبا عالمية في التربية و التعليم تعكس حقيقة وضع الرداءة في القطاع على كل المستويات.تصنيف يضع المغرب خلف دول تعرف حروبا اهلية و احتلال و كوارث طبيعية قاتلة. اما ميدان الشغل فقد اصبح اكبر هم للاسرة المغربية التي تتمنى ان تخلص احد افرادها من براثن البطالة و العطالة التي تفشت بين المتعلمين و الكوادر العليا في الطب و الهندسة و العلوم الدقيقة و التقنيين و الصحافة ،المخترعين و الدكاترة في مجالات الفن و الابداع.اما بطالة الاميين و ضعيفي المستوى التكوين التعليمي فهي مزمنة في مجتمع تنتشر فيه الامية بنسب مخيفة. و السكن و وسائل الولوج لاماكن الاقامة من بنيات تحتية في الطرق و النقل و التهييء العقاري لتوفيره قانونيا و اجتماعيا و التأهيل للربط بشبكات الاتصال و الماء و الانارة كلها عراقيل نحو بناء الاسر و توازنها لانتاج الانسان كأهم عنصر في انتاج الثروة. انها اهم المعيقات المعيقات في اعتقادنا التي تعرقل امكانية بناء الانسان المغربي و تنميته ليقوم بدوره كأهم عنصر في بناء الوطن و هو عموده الفقري. يتبع
#الرفيق_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سليمان و البومة الحكيمة
-
براز الابل
-
حزب العدالة و التنمية و مرحلة الانهيار الشامل
-
الجماعات الاسلاموية رأس واحد باجساد متعددة
-
النقد بين تتفيه اليسار و وصولية العقلاء
-
هل نحن ضد تقاعد بنكيران؟ طبعا لا.
-
تأسيس لنقاش الحريات الفردية
-
بيان النهج الدقراطي القاعدي مراكش بعد اغتيال بنعيسى
-
جريمة التطبيع تملق و تزلف لكيان مغتصب
-
الوجه الاخر لمسألة الروهنغا ببورمة
-
حماة حراك المغرب 2017
-
اعتقال ناصر الزفزافي
-
ترامب ،كلينتون ، فوز و خسارة و وهم
-
هل للماركسية راهنية ام ماتت بموت معلميها ؟
-
.ستالين يدحر النازية و يؤسس لاخلاق الشيوعية -2- جزء من رد
-
ستالين يتحدى المقصلة الخروشتشوفية -1- جزء من رد
-
ستالين اكبر من النعيق و تقية اعداء اللينينية - ما قبل الرد -
-
ستالين اكبر من زعيق الببغاوات -رد على رشيد حمداوي
-
حب بطعم التحدي -الجزء الاول -
-
غابة خلف شجرة بانكيمون . او مسيرة الرباط تحجب البحر الخفي
المزيد.....
-
النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و
...
-
الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا
...
-
-الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
-
تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال
...
-
المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف
...
-
أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا
...
-
لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك
...
-
بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف
...
-
اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|