أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - كل يوم كتاب؛ الحاجة كريستينا، عاطف ابو سيف















المزيد.....

كل يوم كتاب؛ الحاجة كريستينا، عاطف ابو سيف


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 6570 - 2020 / 5 / 21 - 08:43
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


#كل_يوم_كتاب..
الحاجة كريستينا، عاطف ابو سيف
رواية من القطع المتوسط تقع على متن ٣١٢ صفحة وهي من اصدارات الاهلية للنشر والتوزيع في عمان ٢٠١٦ .

تقوم فكرة الرواية على تتبع السيرة الشخصية للحاجة كريستينا (فضة) تلك السيرة ذات المقاربات والمجازات المتعددة، ففي حكاية الحاجة كريستينا صورة مصغرة لفلسطين قبل النكبة وبعد النكبة وفي ظروف مفصلية كثيرة ومتعددة احسن الكاتب واجاد بتطرقه اليها ضمن سياق النص وبتجوال جميل في خبايا ما نحب وما نتذكر وفي ما نريد ان نكون.

تتمثل حبكة الرواية بالحاجة كريستينا ابنة يافا وابنة تلك التفاصيل الجميلة والحياة الوادعة والهانئة على بحر يافا، لكن كعادة القدر عندما ياتي للفلسطيني ياتي بتفاصيله التي يريد فينتظر الفلسطيني حصته من الورود فيتفضل عليه القدر بكثير من الاشواك ويعطيه معها ما يستحق من الدموع ومن الصبر، وعليه كانت حصة فضة ابنة ١١ عام (كريستينا) في الرواية بان تصاب بمرض نادر ولا علاج له بيافا او فلسطين ، فيتضاعف الالم ويزداد الورم لدى الطفلة فضة ويجد الاهل ضالتهم بمشورة جورج البريطاني الجنسية والمولد والاصل وهو صديق والد كريستينا( عوني السعيد)، فيصطحب جورج الطفلة كريستينا معه الى بريطانيا للعلاج ، وفي اثناء تواجدهم للعلاج تقع احداث النكبة وتحتل فلسطين ويتشتت الناس وتضيع آثار اهل كريستينا ، بينما يتم تهجير بقية اهل يافا نحو مخيمات غزة ، فتبقى كريستينا في بريطانيا وتنقطع صلتها بعائلتها وتبقى هناك حتى دراستها الجامعية بكلية الطب، وبعد سنة دراستها الاولى يتوفى جورج والذي كان قد استخرج لها وثائق وجواز سفر على انها ابنته واستبدل اسمها العربي من فضة الى كريستينا .

بعد وفاة جورج تتنازع عائلته على التركة والورثة فيطلب الاهل من كريستينا الرحيل، فتعود الى مخيمات غزة للبحث عن الاهل والجيران واستعادة تلك الذاكرة المسلوبة.

تصل غزة بعد معاناه وتتعرف بصعوبة على جيرانها في يافا، واللذين بدورهم لم يتقبلوها بسهولة، واثاروا حولها الشكوك وعلامات الاستفهام حول صحة روايتها ونسبها ورحيلها الى بريطانيا ثم العودة الى غزة بعد كل هذه السنوات.

ثم يحدث ان يندلع العدوان الاسرائيلي على غزة بشهر ١٢/ ٢٠٠٩، وباليوم الرابع عشر للعدوان تأتي سيارة تابعة للصليب الاحمر الدولي الى دار الحاجة كريستينا في احد مخيمات غزة وتاخذها معها الى جهة غير معلومة، فتثور الاسئلة لدى اهل المخيم مجددا حول الحاجة كريستينا وحول اصلها ونسبها وسبب تواجدها بالمخيم وعن الاسباب التي تستدعي ان تقوم سيارات الصليب الاحمر الدولي بأخذها في ظل ظروف هكذا حرب، مما يزيد الامر تعقيدا ويضفي مزيدا من الشكوك حول الحاجة كريستينا والاعمال التي تقوم بها.

فيما بعد تتبين قصة الحاجة كريستينا وتبدأ الحبكة بالانفراج وتبدأ الرواية واحداثها بالاجابة عن كثير من الاسئلة المثارة في الفصول السابقة.

وهذا كله بما يحمل من درجات التشويق التي تبلغ ذراها عند نقطة قدوم تلك السيارات التابعة للصليب الاحمر واخذها للحاجة كريستينا من غير علم او موعد مسبق، وبعد هذه الحبكة الرئيسية وعند انفراجها لايقف الكاتب مكتوف الايدي عند ذلك الحد من التشويق ، بل عند تلك النقطة بالذات يبدأ بطرح ابطال ثانويين للرواية ويحسن استنباتهم من خلال صفحات النص، حيث ساعدت هذه الشخصيات الجديدة في اضفاء المزيد من التشويق على الرواية، وهي شخصيات وان حضرت اسماؤها، إلا ان الاهم في حضورها كان القدرة على توظيفها فيما اراد ان يذهب به الكاتب.

وهنا احسن الكاتب كثيرا بقدرته على انتقاء تلك الصور المقطعية التي تحملها تلك الشخصيات والتي اجاد الكاتب توظيفها بالنص، فابدع الكاتب في اضفاء المزيد من التشويق على التشويق، وتلاعب بالنص كما يريد وكما يحلو له كما لو اننا كنا نناظره وهو يرتب تلك السمفونية، وكان الاجمل في كل تلك الصور والاستحضارات ان الكاتب احسن توظيفها واحسن نظم النص دون ان يخل ذلك بنقطتين اساسيتين:

الاولى: متعة القاريء وشغفه بالنص.
ثانيا: القيمة المرجوة وطنيا واخلاقيا وانسانيا من هذا النص.

فتجد الكاتب بهذه الرواية قد تحدث عن النكبة واللجوء والمخيم والنكسة ويافا وبيارتها وتاريخها وحضارتها، وعن غزة وتاريخها ومعاركها الثلاثة حتى سقوطها بيد الاحتلال البريطاني، وعن صور المقاومة المتعددة من ثورة ١٩٣٦ وخلايا الفدائيين في قطاع غزة بالخمسينيات والستينيات مع العقيد مصطفى حافظ وانطلاقة الثورةالمعاصرة ١٩٦٥ وخلايا المقاومة المسلحة في قطاع غزة في كل الفترات، والحديث عن اجتياح بيروت ١٩٨٢ والانتفاضة الاولى والثانية، وصولا الى الحصار والانقسام وطرقه لهذا الموضوع الحساس بمقاربات ومجازات غاية في الابداع.

هذه الرواية تمتاز بقدرتها الفائقة على الانتقال برشاقة من فكرة الى اخرى ومن زمان الى زمان ومن مكان الى اخر ، ورغم بعض الاراء الشائكة التي تحتمل التأويل والتفسير الى ان الرواية جائت بنص رشيق ومشوق وتحمل في طياتها وعبر كل صفحاتها نصا وطنيا بامتياز .

يقدم الكاتب في هذا النص صورة ناصعة عن طبيعة النضال الفلسطيني وتعقيداته وتشعباته بما يفرضه من طبيعة متداخلة لنضال الشعب الفلسطيني مع المعادلات الاقليمية والدولية والتي لا ترحم وكل ذلك بمقاربات ومجازات رائعة تلامس الوجدان وتطرح الحقائق دون تنميق او تزويق، وقد احسن الكاتب صنعا عندما استطاع توظيف قصصا عديدة في هذا المجال ضمن سياق النص كقصة الفتاة مشيرة ابنة مخيم اليرموك وهجرتها من هناك الى بريطانيا.

استطاع الكاتب ومن خلال نصه البديع ان يقدم العديد من الرؤى الفلسفية والافكار الاجتماعية ذات الفكر الخلاق والتي تتضمن مجموعة من القواعد والقيم التي تؤطر الافكار وتنجح بتوجيه السلوك نحو التناغم الداخلي مع النفس والتصالح مع ظروف الحياة واوجهها المتعددة.

وهذة المنظومة من القيم النيرة التي جائت لتضبط النص نحو قواعد عامة من الفهم الانساني الشامل لمختلف القضايا المطروحة؛ انما تنم عن صورة مثقف مجبول بهاجس وطني كبير وتشير الى صورة ذلك المثقف الوطني الملتزم الواسع الافاق والمزدحم بالاحداث والممتليء ثقافيا.

هذه الرؤى والافكار الفلسفية الواردة في الرواية والتي يزيد عددها عن الاربعين بقليل(٤٢) بحاجة الى الاشارة والاشادة بها، وهذه الاشارة والاشادة يجب ان تكون مدروسه ومحط عناية المهتمين والباحثين كي تكتمل الغاية المرجوة من هذه الرواية، ولنتحصل على اضافة نوعية في الادب الفلسطيني المقاوم.

ان دراسة هذه المفاهيم والقواعد والرؤى (٤٢) الواردة في هذه الرواية، تشكل اضافة نوعية وتجربة تحمل كل معاني التجديد في المشهد الروائي الفلسطيني، وتذهب به بعيدا نحو موطيء قدم ثابتة تنهل من سابقاتها من التجارب وتضيف عليه وتزيد، فأمثال الفلسطينييون لا يعرفون السكون، فهم دائمي الحركة في كل مناحيهم وهذا ما تفرضه ظروف الصراع وادواته.

ولكي تكتمل الفائدة المرجوة من هذه الرواية وبغية التنبه لتلك القواعد والرؤى، سنتطرق الى هذه القواعد بشيء من البحث والتمحيص، وهذا ماسيكون موضوع بحثنا في الجزء الثاني الخاص بمراجعة الرواية....



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل يوم كتاب؛ الشاهد المشهود، وليد سيف(2-3)
- كل يوم كتاب؛ الشاهد المشهود، وليد سيف(1)
- كل يوم كتاب؛ هؤلاء أضاعوا فلسطين
- كل يوم كتاب؛ ثقافة الاستسلام
- كل يوم كتاب؛ دفاتر فلسطينية معاصرة
- كل يوم كتاب؛ صاقل الماس
- كل يوم كتاب؛ عبور النهر
- كل يوم كتاب؛ اسرار حرب لبنان
- كل يوم كتاب؛ حب وموت في بيروت
- كل يوم كتاب؛ البيت الثالث
- كل يوم كتاب؛ السيرة والمسيرة مذكرات سليم الزعنون ابو الاديب
- كل يوم كتاب؛ دفاتر الثورة الفلسطينية، دفاتر الفتح، فاروق الق ...
- كل يوم كتاب؛ طريق الخيّالة
- كل يوم كتاب؛ نهاوند
- كل يوم كتاب؛ ترويض النسر
- كل يوم كتاب؛ حكايات من اللجوء الفلسطيني
- كل يوم كتاب؛ ازهار واشواك مذكرات ضابط فلسطيني
- كل يوم كتاب؛ المسكوبية
- كل يوم كتاب؛ 60 مليون زهرة
- كل يوم كتاب؛ الرحلة الاصعب


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - كل يوم كتاب؛ الحاجة كريستينا، عاطف ابو سيف