حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 6569 - 2020 / 5 / 20 - 20:55
المحور:
الصحافة والاعلام
منصاتُ التواصلِ الاجتماعي لغةُ عصرِ المعلوماتِ الشعبيةِ، غيرِ الرسميةِ، لا تحفظُ سرًا، في ثوانٍ يطيرُ ما تنشره في كلِ فضاءٍ ويحُطُ على كل هاتفٍ محمول وجهازِ حاسبٍ. منصاتُ التواصل أصبحَت مخبرًا وصحفيًا وفنانًا وعالِمًا وسياسيًا وفيلسوفًا؛ ليس بالضرورةِ في الواقعِ، مرتادو تلك المنصاتِ يتصورون أنفسَهم واحدًا من هؤلاء. دورُ المخبرِ في منصاتِ التواصلِ كشفَ عن كثيرٍ من التجاوزاتِ والأخطاء، للأفرادِ والحكوماتِ، أظهرَ بسرعةٍ ما لا يُرى بسهولة وما لايُرادُ رسميًا.
منصاتُ التواصلِ سلاحٌ ذو حدين يرتدُ أيضًا على مستخدميه؛ جاءَت الأنباءُ بالقبضِ على فتياتِ التيك توك وغيرِهن من مُروجي الأخبار. سهولةُ ارتيادِ واستخدامُ تلك المنصاتِ أغرى بالإستفادةِ منها والانتشارِ عبرَها، خاصة وأنها مفتوحةٌ عالميًا على البحري بمحتوىً واسعِ التنوعِ والتناولِ. مقابلُها المادي بالدولار مغري عند تحويلِه للجنيه المصري، لما لا تكون إذن طريقًا للشهرةِ والمالِ.
مع تشديدِ العقوباتِ، وقعَ بعضُ الشبابِ من مرتادي منصاتِ التواصل ِفي بعضِ حفرٍ ونقرٍ لم يتحسبْ لها طموحُهم وأفكارُهم، فتَحَت لهم للسجنِ طريقًا. على هذه المنصاتِ من هم أخطر من هؤلاءِ الشبابِ، بلا مساءلةٍ ولا محاسبةٍ، هم عشاقُ الكراسي والظهورِ الذين يدَّعون بجلودِهم السميكةِ انجازاتٍ ويفبركون اِحصاءاتٍ ويُرَوِجون معلوماتٍ ملفقةٍ. أيضًا على قائمةِ تلك المنصاتِ مُرَوِجو السلعَ المغشوشةَ.
انتشارُ منصاتِ التواصلِ وتأثيرُها الهائلُ تجاوزَ توقعاتِ منشؤها، ما دفعَ فيسبوك لتشكيلِ مجلسِ الحكماءِ المثيرِ للجدلِ. عالمٌ خارجٌ عن السيطرةِ، يُشكِلُ الوعي العامَ، ويَضعُ صانعي السياسةِ تحت ضغطٍ، ويُنَحى الإعلامَ.
التعايشُ مع كورونا لازمٌ، وأيضًا مع مِنصاتِ التنفسِ الاجتماعي، مزاياها حيويةٌ، ولو بعيوبِها؛ ولتكن رحابةُ الصدرِ مع الشبابِ الطريقَ الأسرعَ.
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،
www.albahary.blogspot.com
Twitter: @albahary
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟