أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الحسين شعبان - التطبيع والقدس - مداخلتان بجوهر واحد














المزيد.....


التطبيع والقدس - مداخلتان بجوهر واحد


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 6569 - 2020 / 5 / 20 - 17:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


بوابة الهدف خاص - 20/5/2020
• شارك الدكتور عبد الحسين شعبان المفكر العراقي ونائب رئيس جامعة اللّاعنف خلال الأيام الماضية بملتقيين افتراضيين لمناسبة الذكرى المؤلمة للنكبة ومرور 72 عاماً على تأسيس دولة الكيان الصهيوني ، وألقى في الملتقيين مداخلتين الأولى بعنوان: التطبيع وذيوله والثانية بعنوان : القدس الشريف..المدينة المفتوحة ، وفيما يلي ننشر نص المداخلتين :
المداخلة الأولى : في التطبيع وذيوله

في اللغة نقول"تفعيل"وعلى غراره تأتي كلمة "تطبيع "وهذا الأخير لا يأتي دفعة واحدة أو عبر خطوة سريعة أو عابرة ؛بل هو مسار طويل وصولًا لغاية أو هدف يتوخى تغيير الواقع بالتراكم التدرجي البطيء، لكسر الحاجز النفسي مع العدو، ويتم ذلك بأشكال مختلفة: ثقافية واقتصادية وتجارية وعلمية وسياحية ودينية وأمنية، وسياسية ودبلوماسية وهذه الأخيرة تتم حين تستوفي الشروط الأخرى مقاصدها .
قد يبدأ التطبيع مع العدو الصهيوني بخطوة واحدة لكنها قد تصل إلى الألف ميل ،مع الاعتذار لـ ماوتسي تونغ على استخدامنا هذا، والهدف هو جعل غير الممكن " ممكناً والمرفوض " مقبولاً" أو حتى " مرغوبًا " و " مجزياً" ؛ وبالتالي جعل الوجود الصهيوني في فلسطين أمراً طبيعياً، وهو ما يستوجب قطع دابره قبل أن يستفحل وتصعب مواجهته ، بحكم تواتر الاستعمال والتكرار والاعتياد ، من خلال تغلغل ناعم وهادئ وحتى غير معلن ، بل و ضبابي في بعض الأحيان يتغلف بأشكال غامضة ومبهمة وبريئة، لكنه سيحدث تشوشًا مؤثرًا في النفوس والعقول والمصالح .
وهذا سيعني شئنا أم أبينا قبول الرواية الإسرائيلية عن فلسطين المحتلة والتي فشلت في تقديمها للعالم منذ وعد بلفور العام 1917 ؛ الذي وضعه مؤتمر سان ريمو العام 1920 موضع التنفيذ عبر عصبة الأمم وفِي إطار اتفاقية سايكس بيكو لعام 1916 التي قسمت البلاد العربية؛ ووضعت تحت الانتداب البريطاني العام 1922، وشجعت بريطانيا الحركة الصهيونية على تنفيذ مخططها بـ استعمار الأرض واحتلال السوق واحتكار العمل وتشجيع الهجرة اليهودية ترافقاً مع وعد بلفور 1917 فضلاً عن تسهيل مهمة الحصول على الأسلحة وتكديسها، والهدف من ذلك التسليم باحتلال فلسطين والتخلي عن الحقوق التأريخية الثابتة وغير القابلة للتصرف، ولاسّيما حق تقرير المصير .
وبتقديري أن محاولات التطبيع الجديدة تتطلب جهدًا جماعياً متنوعًا عربيًا وإسلاميًا رسمياً وشعبياً للحيلولة دونه قبل فوات الآوان، وقبل أن تستكمل خطواتها وشبكاتها بالتغلغل لدرجة يصعب وقفها حينذاك،ويقتضي هذا التحرك بالضرورة مواصلة الجهود الفكرية والحقوقية على جميع الصعد لفضح الطابع العنصري للصهيونية باعتبارها " شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري " حسب قرار الأمم المتحدة لعام 1975 والذي ألغي في غفلة من الزمن حين وصلت الاختلافات العربية أوجها في مطلع التسعينات.

المداخلة الثانية: القدس الشريف ... المدينة المفتوحة*

تتجاوز القدس إشكاليات الصراع العربي الصهيوني ، بل والشرق الأوسط، لتغدو مشكلة دولية كبرى، لا يمكن حل قضية الشرق الأوسط وأساسها الصراع العربي – الإسرائيلي دون حل عادل وسليم لمشكلتها.
وبهذا المعنى فالقدس إحدى إشكاليات العالم المعاصر والنزاع الدولي المستديم، إذ تشكل القضية الأكثر عاطفة والأرسخ رمزية والأعمق تجذراً في الوجدان الديني والقومي والإنساني. إنها بقول آخر مشكلة فريدة، لمدينة فريدة ، وتاريخ فريد. فقد ارتبطت بديانات مقدسة ثلاث. وكانت عبر تاريخها مسرحاً لحروب واحتلالات وحصار لأكثر من 38 قرناً من الزمان، حيث عانت 20 مرة من الحصار وتم التناوب على حكمها 25 مرة وتم تدميرها 17 مرة.
تشكل القدس جزءًا من الموروث الروحي للبشرية، ولها مكانة فريدة ومتميزة روحياً للديانات السماوية الثلاث، ولذلك فإن محاولة "تهويد"المدينة وفرض نمط واحد من الديانة عليها أو شكل من الإدارة بالإكراه ومصادرة حقوق السكان، إنما هي محاولة لإلغاء طابعها المتميز وإقصاء التعايش بين أديانها وتكويناتها المختلفة وإحلال الاحتكار بدلاً من التسامح الذي اتسم به تاريخها القديم والحديث.
ولهذا فإن محاولة الكيان الصهيوني الاستيلاء عليها وضمّها قسراً، بل واعتبارها "عاصمة أبدية موحدة" إنما هو استهتار بحقوق الشعب العربي الفلسطيني التاريخية واستخفاف بالقانون الدولي الذي يحرّم الاحتلال والضم والإلحاق بالقوة، فضلاً عن الاستيطان، ويعتبر ذلك في عداد الجرائم الدولية الخطيرة ضد الإنسانية.
ولعلّ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأييده لتلك الخطوة ونقل سفارة واشنطن إلى القدس المحتلة ، إنما هو تجاوز سافر وصارخ لقراري مجلس الأمن الدولي الأول رقم 476 الصادر في 30 حزيران (يونيو) 1980 والثاني رقم 478 الصادر في 20 آب (أغسطس) من العام نفسه، وبقية القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة التي تشجب محاولة "إسرائيل" تغيير معالم مدينة القدس وتركيبها الجغرافي بوصفها "قوة احتلال" لا يجوز لها ذلك مطلقاً، وثانياً بطلان "القانون الأساسي" بشأن ضم القدس الذي اتخذه الكنيسيت لما له من تداعيات على السلم والأمن من جهة، ومن جهة ثانية لمخالفته الصريحة لقواعد القانون الدولي واتفاقيات جنيف الصادرة في العام 1949، ولاسيّما الاتفاقية الرابعة الخاصة بحماية المدنيين ، ويقرر مجلس الأمن اعتبار الاجراءات الإسرائيلية باطلة أصلاً ويجب إلغاؤها. وهو ما ينبغي التمسك به والعمل بموجبه على جميع الصعد، ولاسيّما في المحافل الدولية.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار الدكتور شعبان لجريدة الوطن القطرية
- الدهشة الأولى والرعشة الأخيرة إلى وجدان نعمان ماهر الكنعاني
- سوريا والعودة إلى منطقة الضمير
- في التطبيع وذيوله
- سولجنيتسين وهلسنكي والأيديولوجيا
- وماذا عن مؤتمر سان ريمو ؟
- كورونا.. والحرب الناعمة
- العراق ورواية -الأخوة الأعداء-
- مظفر النواب يتلألأ في ضمائرنا*
- ثقافة وحداثة
- رفعت الجادرجي أثمة استعادة وتأصيل ل - الليبرالية العراقية-؟
- «كورونا» وقلم أينشتاين
- من دفتر الاختفاء القسري
- -الهندوية- وروح غاندي
- اليوم العالمي لمعرفة الحقيقة
- ماذا بعد الاتفاق الأمريكي مع طالبان؟
- الدرس الصيني
- عن فكرة الحوار والتكامل والأمم الأربع
- هل «الوطنية» من إرث الحرب الباردة؟
- مقدمة الطبعة الثانية لكتاب الهوية والمواطنة - الحاجة إلى الإ ...


المزيد.....




- مصطفى شعبان بمسلسل -حكيم باشا- في رمضان
- شاهد: أصدقاء وأقارب الأسيرة الإسرائيلية آغام بيرغر يحتفلون ب ...
- حركة حماس تعترف بمقتل قائد جناحها العسكري محمد الضيف
- القاهرة: لا لتهجير الفلسطينيين من أرضهم
- عمّان.. رفض قاطع لتهجير الفلسطينيين
- حماس تنعى عددا من كبار قادتها العسكريين وفي مقدمتهم القائد ا ...
- سـوريـا: مـا هـي طـبـيـعـة الـمـرحـلـة الـجـديـدة؟
- الدولي المغربي حكيم زياش ينضم إلى نادي الدحيل متصدر الدوري ا ...
- العراق ومصر يجددان رفضهما لتهجير الفلسطينيين
- الجيش الفرنسي يسلّم آخر قاعدة له في تشاد


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الحسين شعبان - التطبيع والقدس - مداخلتان بجوهر واحد