راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.
(Rawand Dalao)
الحوار المتمدن-العدد: 6569 - 2020 / 5 / 20 - 09:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لقد نجح المسيحيون الأوروبيون في كبح جماح الحروب الطائفية التي اندلعت في قلب أوروبة في القرن السابع عشر بين الكاثوليك و البروتستانت ، و ذلك لأنهم نجحوا في محاربة الطائفية بالمسيحية آنئذٍ .... ألف خط تحت هذه الجملة ، لذلك أعيدها .... ( نجحوا في محاربة الطائفية بالمسيحية ) ، بينما لم ننجح _ كمحمديين _ إلى اليوم في محاربة الطائفية بالمحمدية .... !!! فلا تزال حروبنا الطائفية مستمرة منذ ١٤٠٠ سنة مع تغير الجغرافية و اللاعبين ...
و أعزو انتصار المسيحية على الطائفية حينها إلى امتلاك المسيحية نصوصاً إنجيلية واضحة في نبذ العنف ، بينما نجد أن النص المحمدي قابل للتأويل في هذا المضمار .... لذلك لم يستطع الوسط الفقهي المحمدي إلى اليوم أن ينجح في محاربة الطائفية ... و لا أعتقد أنه قادر أبداً إلا بحرق النص الديني و تغييره بشكل جذري.
فالنصوص التي يستشهد بها الحاج ( داعش) لقطع الرؤوس و فري الأوداج و سبي النساء هي نفس النصوص التي يستشهد بها مشايخ الأزهر و البوطي و جودت سعيد في سياق الدعوة للتعايش و الحب و الإيثار ... و كُلٌّ يدَّعِي وصلاً بليلى ... و لكن ليلى ليست هنا لتقر أو تنفي له ذاك الادعاء !!
#الحق_الحق_أقول_لكم .... تبدأ معالجة المسألة الطائفية بمعالجة المسألة النصوصية و طرائق الخطاب و الاستنباط و فهم فحوى النص .... لا من خلال إنشاء مجالس التلبسة و الكذب و النفاق و تمسيح الجوخ ؛ تلك المسماة (مجالس التقريب بين المذاهب) !
فطالما أن نفس النص المقدس قابل للفهم توحُّشيَّاً و سلميَّاً بنفس الوقت ، فلن نقدر على كبح جماح التيارات الطائفية التي ستستغل هذه الخاصية للتشنج بالنص بحيث تروي غريزتها العنفية الإقصائية .... فما بالك إذا كانت التصرفات و السلوكيات المروية عن محمد تدعم التفسيرات المتوحشة بشكل صريح و تجعل النسخ و التعطيل نصيب كل نص مسالم !
( نسخة إلى رؤوس و زعماء الطوائف على أمل أن يجدوا حلاً لهذا البلاء الأعظم الذي حرق البلاد بمن فيها).
#راوند_دلعو (هاشتاغ)
Rawand_Dalao#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟