|
مقترحات لقداسة البابا فرنسيس و لمختلف ممثلي الطوائف الدينية عبر العالم
كمال آيت بن يوبا
كاتب
(Kamal Ait Ben Yuba)
الحوار المتمدن-العدد: 6569 - 2020 / 5 / 20 - 09:45
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في القدرة الإلهية العظمى ثقتنا
الحرية ديننا
الطبيعة كتابنا
العقل رسولنا
المساواة و الأخوة بين البشر مبادئنا
دعا قداسة البابا فرنسيس رئيس الكنيسة الكاثوليكية التي يتبعها حوالي مليار و 300 مليون مؤمن دعا العالم للتوحد من أجل الصلاة يوم الجمعة 27 مارس الماضي .
و خلال الصلاة التي أقامها الحبر الأعظم في ساحة كاتدرائية القديس بطرس أحد تلاميذ المسيح حسب الإنجيل و تُرجمت لثمان لغات من بينها الصينية و العربية كما ورد على موقع الفاتيكان دعا العالم لإعادة تحديد الأولويات.. في الأحوال العادية، تقام صلاة "بركة مدينة روما والعالم" من قصر الفاتيكان فقط في عيدي الميلاد والفصح، أهم مناسبتين في الديانة المسيحية او حتى عند انتخاب حبر أعظم جديد. لكن هذه المرة خُصصت لكورونا لأول مرة في التاريخ ...
و شبه البابا وباء فيروس كورونا بالعاصفة التي وضعت حداً لأوهام البشر بأنهم قادرون على الانعزال والاكتفاء بأنفسهم...
ثم قال : "في عالمنا هذا سرنا قدمًا بسرعة عالية معتبرين أنفسنا أقوياء وقادرين على كلِّ شيء. فامتلَكَنا الجشعُ إلى الربح، وأغرَقَتْنا الأشياء وأبهَرَنا التسرّع"، مضيفاً: "لم نتيقظ إزاء الحروب والظلم الذي ملأ الأرض، ولم نستمع إلى صرخة الفقراء وصرخة كوكبنا المريض". وتابع الحبر الأعظم: "استمرّينا دون رادع، مُعتقدين أننا سنحافظ دومًا على صحّة جيّدة في عالمٍ مريض".
وخلص إلى القول: "إنه وقت الاختيار بين ما هو مهم وما هو عابر، وقتُ الفصل بين ما هو ضروري وما ليس ضرورياً. إنه زمن إعادة تصويب دربنا"،.
منقول عن موقع قناة دوتشفيله الألماني
و قد نشر موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية يوم 6 ماي 2020 منشورا يقول فيه:
"ما أجمل التعايش بين المسلمين واليهود والمسيحيين في مدينة يافا في أجواء شهر رمضان المبارك. أديان مختلفة وطوائف عديدة تعيش في هذه المدينة التي تتميز بأجواء مميزة في الشهر الفضيل" . و مع هذه الكلمات نشر فيديو لأشخاص عرب و مسلمين و مسيحيين و يهود يشيدون بالتعايش بين مختلف الطوائف في إسرائيل ...
إننا في الإتحاد الربوبي الجديد لشمال إفريقيا والشرق الأوسط ننظر إلى هذه الدعوات للتوحد في الصلاة من طرف البابا في هذه الظروف الصعبة التي يجتازها كوكبنا وكذلك دعوات التعايش والتفاهم الاسرائيلية التي تعتبر تطلعات لمحو الإختلافات بين أفراد وجماعات الأديان المتنوعة التي مصدرها الشرق الأوسط و التي كلها تتجه لقدرة إلهية عظمى واحدة فوق بشرية كما نسميها نحن ، كأمر ممكن و بسيط ..
و نعتقد أن المطلوب ، مثلما دعا البابا بالعودة للإيمان ، هو إستحضار الثقة في وجود شخص القدرة الإلهية العظمى عن طريق صلاة الشكر لها على جعلنا مقتنعين بوجودها عقليا .
فالأديان الشرق أوسطية كلها تتفق أن هذه القدرة الإلهية العظمى موجودة و كلية الحضور والعلم والقوة .و بالتالي فإن دعوة البابا للتركيز على الإيمان الذي نسميه نحن إستحضار الوجود الإلهي عن طريق صلاة الشكر تغني عن أي طلبات موجهة لهذه القدرة الإلهية لأن علمها مطلق مثلما يقول إنجيل متى إصحاح 6 :
عدد 7" وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلًا كَالأُمَمِ، فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ." عدد 8: فَلاَ تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ. لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ "
إن كلمة "أباكم" هنا يُقصد بها الله أو القدرة الإلهي العظمى حسب مصطلحاتنا ..
نفس المعنى موجود في باقي كتب الأديان الأخرى ..
و لا يجب أن ننسى الزيارة الناجحة التي قام بها قداسة البابا فرنسيس للمغرب و تم دمج ترانيم مسيحية بالموسيقى مع الآذان الإسلامي و التي كانت موفقة و تبين إلى أي حد يمكن التعبير عن التطلع و الإبداع في هذا المجال للتعايش والتقارب و التفاهم بين المؤمنين ...
إن الذين كتبوا كتب الأديان لم يكونوا إلا بشرا كتبوا على الورق أو غيره بالحبر و بأيديهم أو أيدي مساعديهم لأنه لم تكن آنذاك أية مطابع أو كمبيوترات ..فكيف لا نتساءل اليوم في عصر الذاكرة الرقمية عن إمكانية الكتابة من أجل التوحيد بين الأديان ...
و لأن الكثير من المآسي كانت بسبب الإختلاف الديني الذي في جوهره يتحول أحيانا لخلاف سياسي و غير ذلك ، فإننا نرى أن توحيد المؤمنين من جميع الديانات للصلاة يقتضي توحيدا عقائديا مستداما في المستقبل عن طريق المشترك بين الأديان المختلفة و ترك أية طقوس خاصة بكل دين ليسود في الأرض السلام .
إن التطور و التجديد و التغير هو قانون طبيعي وضعه الله أو القدرة الإ‘لهية العظمى. و لذلك فلاشيء في الكون يمكنه أن لا يخضع لهذا القانون ..
و لذلك فيجب التسليم بأن ما سنقترحه هنا إذا تم إعتباره شيئا جديدا فلإنه تمليه الظروف التي صارت في الأرض تهدد وجودنا و قيمنا و أخلاقنا .و بالتالي فلا خيار أمام البشرية سوى أن تتكيف مع متغيرات الوسط هذه أو تنقرض ..
و لأن الأمية في إفريقيا و آسيا تبلغ أكبر نسبة بالنسبة لباقي القارات خصوصا الأمية للمعلومات العلمية العصرية ، فإننا نرى أنه من الضروري التركيز على التعليم العلمي لأولئك الذين فاتهم قطار مقاعد الدراسة لإكتساب المعلومات الأساسية لمواجهة الأزمات المستقبلية مثل الأزمة الوبائية الحالية دون خوف .
هذا الدور يمكن أن تقوم به الكنائس المسيحية واليهودية و الجوامع الإسلامية إذا تصورنا تحويل هذه البنايات إلى بنايات واحدة ذات إدارة عالمية تقوم بتعليم الفلسفة و الفرضية الربوبية التي نشرنا خطوطها العريضة في موقع الحوار المتمدن منذ مدة و التي تستدل بطريقة فلسفية عقلانية على وجود الله أو القدرة الإلهية العظمى مع تعليم علمي صرف في مختلف العلوم العصرية لتعضيد هذه الفرضية ..
و من أجل ذلك يجب أن يتم الإتفاق على تسمية دور العبادة القديمة أي الكنائس المسيحية واليهودية و الجوامع "الجامعات الدينية" فحسب تكون فيها مقاعد للجلوس و أمامها طاولات قصيرة لوضع أشياء محتملة قد يحتاجها المؤمنون و تحتوي على مكتبات و لم لا على قاعات دراسية و مطاعم و غير ذلك للأعمال الخيرية عبر العالم يمكن ان يشترك فيها الجميع . و لقد أخذنا كلمة جامعة من كلمة "جامع" الإسلامية كمعنى لمكان يجمع بين المؤمنين و بين العلوم المختلفة التي سيدرسونها..
و لاجل ذلك يمكن تخصيص حصص لهذه الدروس في بداية الدخول لهذه الجامعات الدينية ..
بعدها يمكن برمجة حصة التسبيح بالآلات الموسيقية و الترانيم بإستعمال مزامير داوود (الزبور) بعد تنقيحها و إستبدال كلمات رب أو الله بعبارة "القدرة الإلهية العظمى" و كذلك الضمائر والأفعال الخاصة بذلك و تصحيح لغوي للإستدلال على أن القدرة الإلهية العظمى و إنْ كان الإسم هنا مؤنثا فالمقصود شخصية بما أنها موجدة المادة فهي غير مجنسة أي لا هي ذكر ولا هي أنثى..
و بعد التسبيح يمكن برمجة صلاة الشكر التي سيتحد المؤمنون لأدائها كشكر على منح الحياة والغذاء و غير ذلك ..
هذه الأنشطة يمكن أن تقام مرة في الأسبوع هو اليوم الوسط بين الإسلام (الجمعة) واليهودية (السبت)والميسيحية (الأحد) أي يوم السبت أي اليوم السابع .و هو آخر يوم في الأسبوع ... ويمكن للجامعات الدينية أن يرتادها كل من أراد من جميع الطوائف...و يُزال منها كل رمز خاص بالأديان و يستبدل برمز الشمس مع رموز لأشعتها كمحرك طاقوي للمنظومات البيئة على الأرض و رمز لنور المعرفة و العلم الحديث الذي ينير الطريق نحو المعرفة بما أبدعت القدرة الإلهية العظمى من موجودات و أنظمة وتوازنات مختلفة في البيئة والفضاء و الإنسان و الكون .
إن تطبيق هذه الإقتراحات و النظر فيها و دراستها يقتضي حوارا بناء و جديا بين مختلف ممثلي الديانات في مؤتمرات عالمية من أجل كوكب الأرض. و يقتضي التنازل عن تسييس الدين أو عن الإدعاء بإمتلاك الحقيقة المطلقة أو عن التفوق على الآخرين لصالح التوحيد و السيادة العالمية من أجل البشرية جمعاء طالما أن الجميع راكب في نفس المركب و ينتمي لنفس النوع البشري أومو سابيانس ...
مع تحيانا العطرة لكل الطوائف الدينية عبر العالم لتكونوا مباركين و تزول آلامكم و آفاتكم ..آمين.
#كمال_آيت_بن_يوبا (هاشتاغ)
Kamal_Ait_Ben_Yuba#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
على العالم أن يقرر في مجازر اليونانيين في بونطوس
-
الجزائر تقرر في التعليم اليوم 10 ماي
-
اليونان ترفع الحجر الصحي اليوم 4 ماي 2020
-
أحلام كادحين بجانب مدرسة
-
أخبار تدعو للتفاؤل من المغرب
-
بيان لإتحاد الربوبيين الناطقين بالعربية أيضا
-
فقيه مصري إفطار رمضان مباح بسبب كورونا
-
المركز الأمريكي لدراسات شمال إفريقيا والشرق الأوسط NAMESAC
-
دول أوروبية خرجت من حصار كورونا حسب سي ان ان
-
سعال سجائر تركيا لا علاقة له بكورونا في المغرب
-
تحية لدولة اليونان بمناسبة الاستقلال
-
يومن رايتس ووتش وحالة الطوارئ في الأردن
-
أقف إلى صف الدولة المغربية في مواجهة كورونا I stand with mor
...
-
عاجل فرنسا تنتج دواء كورونا حسب قناة فرانس 24
-
أقف إلى صف اليونان I stand with Greece
-
إنتشار كورونا يتناقص عند البشرعبر العالم
-
حزب نتنياهو يتصدر نتائج الإنتخابات الإسرائيلية
-
صائب عريقات يؤكد تصريحات الخارجية المغربية
-
الأسماء المناسبة لفلسطين و الفلسطينيين
-
كلمة فلسطين ليست إسما لرقعة جغرافية ..
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|