|
محمد فاضل حمادوش رجل فكر قدير .. جزائري أصيل
حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 6568 - 2020 / 5 / 19 - 02:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
محمد فاضل حمادوش في ذكرى ميلاد مثقف و مفكر جزائري لا يعرفه الكثير ...
الأمة التي لا تعرف رجالها من أهل العلم و الفكر و فهم الدين أحياء أمة عاقة ولا صلة لها بأمة إقرأ و بملة القراءة و التنوير الأصيل ...
بتاريخ 26 أفريل 1948 و بمدينة قجال سطيف ولد محمد فاضل حمادوش مثقف جزائري و مفكر قدير لا يعرفه الكثير من بني جيله فما بالك بالجيل الجديد..
لم أتعود مدح الناس كما تعلمون بغير وجه حق " ن و القلم و ما يسطرون " -قران مجيد - ..
أو أقدم لهم ايات الثناء تملقا و زورا إلا إن صح ما أقول في الذي أقول فيه ...
محمد فاضل رجل رهيف الحس واسع الخيال عقلاني وعرفاني خلوق و كريم عروبي الثقافة والحرف و اللسان ..أصيل حتى النخاع ..
إنساني فوق إنساني و أصيل لا يتحول عن ملة الأصالة و الإنتساب من عائلة شريفة النسب طاهرة العرق و بيئة علم و تدين و سلوك..
أعياه الزمن كما أعياني كثيرا كثيرا و الحمد لله على كل حال لذلك عرفته و تأسست بيننا روابط أخوة خالصة لله من مرتكزاتها مشتركات العلم والنباهة و المكاشفة و الصراحة والعمل ...
نالت منه أيام الدهر و متاعب وإكراهات الحياة المادية والإجتماعية فلم تثني إرادته و ثقته القوية بالله و استمراره في طلب العلوم والمعارف ولا يشكو ضره لأحد ...
لا تشتغل للأسف النخب المتعلمة و ميسوري الحال على الأقل بمدينة سطيف و ضواحيها بل بكل الوطن بما يليق بمكانته العلمية الشريفة و تعففه ...
وأعني خاصة القريبين منه و من يعرفونه و يعرفون قيمته المعرفية و زهده و صبره و معاناته ..
فهو معروف عند نخبة واسعة لكن الكثير منها كأنه لم يعرفه فلا يسأل عن حاله و لا عن ماله..
إن جالسته أو تواصلت معه وددت أن لا تتوقف عن الإصغاء له و لتحليلاته النبيهة و تجلياته العرفانية والفلسفية ..
السر في بركات مجالسه هو وقاره وتواضعه دون ترك النقد كقيمة دقيقة ناظمة لخطابه ...
و السر في الشغف بمحادثته سعة إطلاعه وعمق نظره ونباهته و ورعه و نزاهته ...
و السر في تدفقاته المعرفية هو أنه يكره الأضواء و الشهرة والرسميات و اللهث وراءها ..
أعجب لبلد كالجزائر بمؤسساته و نخبه المتعلمة لا يعرف بل يفرط في قامة سامقة معرفية و دينية مثل محمد فاضل ...
والمسؤولية الأولى على عاتق المقربين و بعدهم من يعشقون صفحات الغوغائيين و يعترضون سبيل الجادين..
وحدوي النزوع جامع بين المذاهب محب لأهل البيت دون شطط و من غير تردد في تقديم نقوده لتراثهم ...
محب للسنة و كل المذاهب دون تقديس و إضمار لفريضة النقد العالم ..
جزائري قح لا ينازعه في وطنيته منازع...
لا تجد فيلسوفا او عرفانيا او عالما في السلوك او فينومينولوجيا او عقلانيا او بنيويا ...
أو وجوديا او تفكيكيا او ألسنيا او لغويا او اخلاقيا او سوسيولوجيا...الخ من الغرب او الشرق ...
او عالم إناسة او فقيها او مفسرا او أصوليا من كل المذاهب و الطوائف و الملل و النحل عربيا او فارسيا او كرديا أو درزيا...الخ..
الا و قد قرأ له قراءة الباحث و الفاحص الدقيق النبيه المتلمس منهجه وأدوات إنتاج أفكاره و معارفه و بناء مفاهيمه ما لا يقوى عليه الكثير ممن نسمع لهم كل يوم و قد سلطت عليهم الأضواء...
لم يعرف الجامعة ولا البحث الأكاديمي إنتسابا رسميا لكنه عرفها بحثا ميدانيا و حفرا أركيولوجيا ونقدا ايبستمولوجيا بل و نقدا للنقد الإيبستمولوجي و غيره...
و نقدا للمنظومة الفكرية الغربية بكل طيفها المعرفي والفلسفي و علومها الإنسانية ونقدا و تقويما للتراث العربي الإسلامي و لجميع أدوات إنتاج المعرفة ونظمها ...
و نقدا للمشاريع النقدية العربية و غيرالعربية ليس تكرار و اجترارا و انتظاما بل استيعابا و تحليلا عميقا و تجاوزا و تأسيسا ..
محمد فاضل حمادوش فوق الظواهر الكلامية و اللفظية التي تحدث الضجيج و الجعجعات بلا طحين والتي تعج بها الجامعات و الأحزاب ...
و الأفراد و النشطاء مع مختلف البلدان الإسلامية التي تدعم ماديا ببعض الريوع ضجيجهم و هذا كلام يلزمني ...
و الجمعيات و مراكز البحث و مخابره و مختلف الهيئات و الأطر الناشرة والمنتجة من المفروض للمعرفة عربيا و إسلاميا و المؤلفات والجوائز والملتقيات...
من لم يجالسه لا يدرك قيمة مخزون عظيم و طاقة لا تنضب كان يجب أن تستوعب في دواليب المؤسسات المهتمة بالمعرفة و إنتاجها و الحراك الفكري و خطوطه ...
صديق من القلائل الغالين علينا يعرف مكانة العشرة والود والأخوة والصداقة ..
و أخلاق الرفعة و الصراحة و الصدق التي لا يحبها إنسان اليوم العربي والجزائري والمسلم سلوكا و قولا و نزوعا و موقفا و كلمة صريحة إلا من رحم ربي..
فلا الأطر الوطنية و لا الإسلامية و لا المحلية بمدينة سطيف بأنانيتها و طغيانها و عتوها تواضعت لتعرف الرجال و تكف عن غيها و عصيانها و نسيانها و تنكرها ..
يكتب لنفسه و لا يقوم بالتأليف لأسباب و إكراهات عديدة ...
أكرر لإكراهات عديدة يعرفها هو و يدفع ثمنها الباهظ و احسبني دقيق ..
و تقع المسؤولية على كل الجامعيين والنشطاء الذين عرفوه و سمعوا عنه واجب إحداث التواصل مع رجل متواضع واسع الفكر والنظر مقتدر ويقللوا من ذهنية التصنيف و القيل والقال والضجيج و معارضة كل كلمة خير في امثاله ...
محمد فاضل حمادوش ليس قارئا فحسب و لا لاهثا وراء الأضواء و المواقع بل لاهوتي و عرفاني و فيلسوف و مفكر و زاهد ...
لقد قررت أن أقترح عليه الإشتغل معا باعثا فيه إرادة الأمل على الأقل على كتاب مشترك نقوم بتأليفه إن شاء الله ..
أردت في هذه الذكرى و في اطار سلسلة الكتابات عن الذين في زحمة التهريج والضجيج تناساهم قومهم أن أقول فيه بمناسبة ذكرى ميلاده كلمة متواضعة دون مكانته بكثير والتي لا احتاج من غيري ان يثبتها له ... بل لا تكفي لوصف الرجل و التعريف بقيمته العلمية و قد تناساه قومه و خاصة أبناء مدينته سطيف و بلدته قجال فهل من مدكر...
أطال الله في عمره وحفظه و حفظ نسله و بارك له في علمه إن شاء الله و أحيا الله ضمير أمة تتناسى رجالها او تعترض سبيل المقتدرين أو تبحث لهم عن مثالب بسبب علل نفسية كثيرة طالت المتعلمين حتى لا أقول المثقفين..
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في العلم النافاع و خصائصه
-
في العقل الإنطباعي
-
أسد القصير ..فقيه ..بمنزع وحدوي إسلامي و إنساني
-
أمير الموسوي ..إيراني بروح جزائرية ..و منزع إنساني كوني
-
جيل التقليد باسم الانفتاح على الاخر و باسم الاصالة و التراث
-
احسان الفقيه و شكرا كورونا
-
ما غاب عن الحراك الجزائري مدة عام من النضال
-
أسئلة الشك في منظومة العدم و اليقين البشري المهدد
-
الفتنة و نار الله الموقدة ..في جيوسياسا النصر العربي و الإسل
...
-
الرفاعي و فلسفة الدين و أنسنته
-
في الفساد السياسي و المالي و الإداري و التربوي..تصحيح رؤية .
...
-
لا نيابة في التفكير في الدين..
-
بوح الدواخل : معناه و رمزيته
-
في النقد العلمي عند الشيعي و السني و اعتباره فتنة و جريمة
-
في الإصلاح التربوي بلا مشروع و رؤية...
-
محمد حسين فضل الله بين قراءة إنكفائية و قراءة إبداعية تسبح ف
...
-
مناهج التعليم في العالم الإسلامي و إنتاج المعرفة..الجزائر أن
...
-
الجزائر : ما لم و لن يستطيع السيد تبون تغييره في بنية للنظام
...
-
أبو تمام ..إرتقوا ..أنا لا أنزل..
-
في نكبة و حال نخبنا القديرة من حال جامعاتنا
المزيد.....
-
القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل-
...
-
مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|